***تحديث جديد أسفل الموضوع عن تطورات صباح اليوم***
كتب: رشيد الخطار وجنديف خان
استطراداً لما كتبنا في الأمس ، يبدو أن الخلاف يتجه أكثر نحو التصعيد بدلاً من التهدئة والحسم.
مــــاذا جــــرى؟
أفادت مصادر ساحة الصفاة بأن اجتماعات الأسرة يوم الأربعاء شهدت بداية التصعيد ، حيث خاطب الشيخ مبارك عبدالله الأحمد وهو من المحسوبين على معسكر صباح الأحمد ، خاطب الشيخ سعد بصيغة أسئلة ولم تسمح له حالته الصحية الرد ، فبين للحضور أنه غير قادر صحياً على ممارسة صلاحياته كأمير ، وفي حدث آخر سئل الشيخ سالم العلي عن موقفه من تطورات الأمور فرد بأنه أبلغ موقفه للشيخ خالد العبدالله (مدير المراسم في الديوان الأميري) ، فرد العبدالله بأنه لا يذكر تماماً ما قاله سالم وطلب منه إعادة ذكر موقفه الآن أمام الجميع ، مما أحرج سالم العلي خاصة أن أغلبية الحضور كانت من معسكر صباح ، وقد يكون مصدر الإحراج في ذكر موقفه هو أن سالم أيقن أن الموضوع تعدى نطاق الأسرة الآن كون الجو العام مائل نحو تنحي الشيخ سعد ومبايعة صباح.
خرج سالم من الاجتماع غير راضٍ على ما آلت إليه الأمور ، واستشعر معسكر صباح عدم رضا سالم فعملوا اتصالاتهم ومسجاتهم ليل الخميس للأسرة بجميع فروعها للحضور صباح يوم الجمعة لدار سلوى (معقل صباح الأحمد) لمبايعة أغلبية الأسرة لصباح الأحمد أميراً ، وقد استمرت الإتصالات حتى فجر الجمعة لضمان حضور أكبر عدد من أبناء الأسرة، وقد أحضروا معهم تلفزيون الكويت ووكالة كونا والصحف ، التي نقلت "اتفاق الأسرة على تجديد ثقة الأمير بالشيخ صباح الأحمد التي أولاها له في رمضان لقيادة دفة البلاد" على حد تعبير وسائل الاعلام ، كما تناقلته وسائل اعلام خارجية كالجزيرة والعربية وإيلاف وبي بي سي وغيرها.
اجتماع ، أو "مبايعة" ، دار سلوى ربما تكون خطوة استباقية لوضع معسكر سالم تحت ضغط من داخل الأسرة ، وهو ما يفسره توافد الفروع الأخرى غير ذرية مبارك الكبير ، وكذلك تشكيل ضغط اعلامي واسع على معسكر سالم عبر ترسيخ سيناريو التنحي والمبايعة في ذهن الرأي العام. يجدر بالذكر أن اجتماع دار سلوى حضره كل من د. علي سالم العلي ود. صباح جابر العلي ، وهو ما قد يفسر على أنه حضور شكلي لفرع السالم وليس أكثر.
وقد باشر معسكر صباح بالتجهيز لمبايعته ، حيث سيجتمع مجلس الوزراء اليوم استثنائياً لمناقشة التخريجة الدستورية.
السيناريوهات المحتملة: حكمة أم تصعيد؟
بعد ذلك أصبح معسكر سالم أمام خيارين:
الخيار الأول:
الرضوخ للأمر الواقع والقبول بتنحي الشيخ سعد ومبايعة صباح وتعيين ولي عهد من فرع السالم ، ود. محمد الصباح هو الأوفر حظاً بذلك ، إلا أن مصادر ساحة الصفاة أشارت إلى أن سالم العلي اشترط اعطاء معسكره ثلاث وزارات على الأقل بالإضافة إلى ولاية العهد (إن لم تكن الإمارة للشيخ سعد)، الأمر الذي يعني عودة محمد الخالد لإحدى وزارات السيادة ودخول فهد سالم العلي الوزارة ، بالإضافة للمطالبة بإقصاء عرابي معسكر صباح: أحمد الفهد وشرار ومحمد عبدالله المبارك ، وهو ما قد يرفضه صباح بشدة كون ذلك يخلق لوبي قوي داخل مجلس الوزراء يهدد مستقبله في الحكم عندما تسوء حالته الصحية ، أي خوفه من أن يحدث له ما يحدث لسعد العبدالله الآن. وقد تواترت أنباء غير مؤكدة أن من مطالب الشيخ سالم العلي أن يعين محمد الخالد رئيساً للوزراء، لكنه خبر غير مؤكد بل الأرجح هو ما ذكرته المصادر حول الثلاث وزارات وولاية العهد وإقصاء ثلاثي صباح الأحمد.
الخيار الثاني:
التصعيد ونقل الخلاف لمجلس الأمة والشارع.
ويبدو أن معسكر سالم سلك الخيار الثاني ، فقد أصدر سالم العلي بياناً ظهر في موقع البي بي سي على أنه "يرفض" (لاحظ تغير اللغة المستخدمة) مبايعة صباح ، ويصر على أن سعد العبدالله أميراً للكويت وعلى رأس سلطاتها ، تبعه إرسال مكتب الشيخ سعد طلباً لرئيس مجلس الأمة لعقد جلسة خاصة لأداء القسم ، وبذلك يكون معسكر سالم قد اتخذ خطوة استباقية مختلفة بأن سبق مجلس الوزراء في تقديم طلب عقد الجلسة وتحديد جدول أعمالها. وقد أكد النائب وليد الطبطبائي (ولا نعلم لماذا الطبطبائي وليس الخرافي أو العنجري أو أمين السر دميثير!) هذا الخبر بقوله أن المجلس تسلم رسالة موقعة من الشيخ سعد تطلب عقد هذه الجلسة (لاحظ أنه يوم جمعة ، أي يوم عطلة رسمية).
إذا استجاب رئيس مجلس الأمة ، وهو في موضع لا يحسد عليه بعد سعيه الواضح لصالح معسكر صباح ، وحدد موعداً للجلسة بناء على طلب مكتب الشيخ سعد ، فإن ذلك ربما يضع معسكر صباح أمام خيارين أيضاً:
الخيار الأول:
العودة للمفاوضات داخل الأسرة أملاً بحسم الأمر قبل الجلسة وما قد يصاحبها من احراجات لأقطاب الأسرة أو لمكانتها بعيداً عن الاعلام ومجلس الأمة.
الخيار الثاني:
التصعيد عن طريق عدم حضور الحكومة لجلسة القسم مما يبطلها ، ومن ثم يطلب مجلس الوزراء عقد جلسة لمناقشة الوضع الصحي للأمير ، وقد يؤدي ذلك إلى تصعيد آخر ، حيث ذكرت مصادر ساحة الصفاة بأن معسكر سالم لوح بإظهار تقرير طبي يفيد عدم أهلية الشيخ سعد منذ العام ٢٠٠٠ ، مما يعني عدم دستورية جميع القوانين التي صدق عليها أثناء نيابته للأمير ومن أبرزها قانون حق المرأة السياسي وتعيين د. معصومة المبارك وزيرة ، وقد أثيرت هذه النقطة في إجتماع الأربعاء ، ومن المثير هنا أن نلاحظ تطرق محمد عبدالقادر الجاسم في أحد مقالاته لهذه النقطة.
إضافة إلى ذلك يرى بعض المتابعين أن معسكر سالم يمتلك أغلبية داخل مجلس الأمة إذا حدا بهم الأمر للتصويت على تنحي الشيخ سعد ، ويمكن استخلاص موقف الكتلة الإسلامية والتكتل الشعبي وعدد من النواب القبليين المائل إلى بقاء الشيخ سعد أميراً عبر تصريحاتهم المطالبة بتسهيل إجراءات القسم ، كما تؤكد مصادر الساحة على أن معسكر سالم باشر بخلق لوبي نيابي منذ أيام العزاء تحسباً لخطوة كهذه.
من أجل الكويت: هدوا اللعب شوي
إن من الواضح أن أي تصعيد في الموضوع سيتبعه تصعيد آخر ، فقد يجد الشيخ سعد نفسه مضطراً (بتحريك من معسكر سالم) لأن يحل الحكومة أو المجلس ليتسنى له أداء القسم ، مما سيدخل البلاد في معضلة جديدة حول شرعية ذلك كونه نودي عليه أميراً بشكل رسمي من قبل مجلس الوزراء ، ولكنه لم يؤدي القسم بعد ، وربما يؤدي ذلك إلى أسوأ سيناريو وهو تعليق مواد الدستور المتعلقة بالقسم الأميري وصلاحيات مجلس الوزراء ، وربما إلى ما هو أسوأ من ذلك الله لا يقوله.
إذن من الضروري الآن فعلاً التروي وسلك طريق الحكمة من قبل كبار الأسرة ورجالات الدولة والصحافة ، فنقل الخلاف داخل المجلس لهو خطوة في غاية الخطورة تهدم كيان السلطة التشريعية وما بقي لها من استقلال ، فحرب الاستقطابات والتنفيع والوعود والرشاوي ستبلغ أشدها بين المعسكرين ، مما يؤدي لانقسام النواب حول قضية مصيرية كهذه وقد ينتج عنه انقسام في صفوف الشعب.
ومن الضروري هنا بمكان أن ننوه بخطورة الوضع الراهن في ضل تحركات سياسية أكثر منها قانونية من قبل الطرفين، لا سيما طرف صباح الأحمد. حيث لا تعدو جلسة "المبايعة" من أعضاء أسرة الصباح سوى حركة سياسية لخلق ضغط على الطرف الآخر، ومن المثير أن تلفزيون الكويت ووكالة أنبائها لم يبثان خبر طلب سمو الأمير الشيخ سعد لطلب عقد جلسة القسم بمجلس الأمة ولا بيان سالم العلي بل استمر التلفزيون في بث أخبار "مبايعة" الصباح لصباح الأحمد، ولم تشر الصحف الصادرة حتى الآن لأخبار الشيخ سعد أو سالم العلي، مما يعني أن ضغط الشيخ صباح الإعلامي في أوجه.
أخيراً فقد طرح محمد مساعد الصالح بمقاله اليوم نقطة جديرة بالتفكير حول "مبايعة" أسرة الصباح (وبالمناسبة كلمة مبايعة لا تستخدم في دولة مؤسسات ودستور، بل تستخدم في الأنظمة القبلية لا المدنية، فلا ذكر للمبايعة في الدستور أو القانون)، فقال الصالح أن أسرة الصباح ليسوا جميعاً من الأسرة الحاكمة، بل الأسرة الحاكمة هي من نسل مبارك الكبير لذلك فرأي طرف السالم أهم من الدعيج والمالك والجراح وغيرهم. لذلك فمشهد التجمع الصباحي في دار سلوى لا يعدوا إلا حركة لإضفاء شرعية من الأسرة لما سيقوم به الشيخ صباح قريباً، والذي نقلت أوساط قريبة تأثره الكبير بمشهد دار سلوى اليوم، وحزنه إلى ما يدفع له سالم العلي من تصعيد للأزمة مستهجناً ما يقوم به سالم العلي باسم سعد العبدالله.
----
***** تحديث الساعة 9:35 صباحاً بتوقيت الكويت - ٢١ يناير *****
هذه أولى البوادر في ساعات التداول الأولى
ترفقوا بالكويت
----
***** تحديث جديد عن تطورات صباح اليوم *****
عقد مجلس الوزراء جلسته الاستثنائية اليوم وقرر بإجماع أعضائه رفع خطاب لمجلس الأمة يفيد بعدم أهلية سمو الأمير الشيخ سعد العبدالله الصباح للحكم وإرفاق التقارير الطبية بذلك للتصويت على الطلب (لاحظ أن التقارير جاهزة لدى مجلس الوزراء!). وبمقابل ذلك، وكما تبين أمس، فأمير البلاد قد طلب كذلك عقد جلسة خاصة لأداء القسم. مما ينقل خلافات الأسرة لمجلس الأمة.
من جهة أخرى، أكدت مصادر ساحة الصفاة ما يتم تداوله عن عزم الشيخ سالم العلي إجراء "مبايعة" من الأسرة للشيخ سعد العبدالله في قصر الشعب على غرار مبايعة صباح الأحمد. لكن المثير في هذه النقطة هو أن صباح الأحمد نقلت مبايعته لكافة الصحف وتلفزيون الكويت .. لكن من سينقل بيعة الشيخ سعد؟
المزيد من التفاصيل قريباً.. تابعونا