قراءة في الأوضاع الراهنة

تصريح غريب صدر اليوم من سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ صباح الأحمد، إليكم نصه:

سمو رئيس الوزراء يبدى عدم ارتياحه للاسلوب الذي تم فيه التعبير عن طلب طرح الثقة

الثقة الكويت - 6 -4 (كونا) -- اشار سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح حفظه الله في تصريح لسموه الى انه تابع باهتمام جلسة مجلس الامة التي انعقدت يوم امس الاول الاثنين الموافق 4 / 4 /2005 والتي خصصت للاستجواب المقدم من النائب الدكتور ضيف الله بورمية لمعالي وزير الصحة الدكتور محمد الجارالله.

وقال سموه انه في الوقت الذي نؤكد فيه ان الاستجواب هو استحقاق ديمقراطي كفله الدستور للسادة النواب يهدف الى تحقيق المصلحة العامة التي ننشدها جميعا فاننا نعبر عن عدم الارتياح للاسلوب الذي تم فيه التعبير عن طلب طرح الثقة لما يمثله هذا الاسلوب من ابتعاد عما نهجنا عليه في ممارستنا الديمقراطية واضرار بمسيرة التعاون بين السلطة التشريعية والسلطة التنفيذية كما انه يعكس مؤشرات سلبية تمس وحدتنا الوطنية.

واضاف سموه اننا نتطلع الى تجسيد حرصنا جميعا على ممارسة حقوقنا الدستورية بعيدا عن تلك الممارسات السلبية لنرقى بتعاوننا الى ما يحقق المصلحة العليا لوطننا العزيز ويمكننا من خدمة ابنائه في ظل القيادة الحكيمة لسيدي حضرة صاحب السمو امير البلاد وسمو ولي عهده الامين حفظهما الله تعالى ورعاهما.

(النهاية)

المصدر: كونا.

إستنتاجي الشخصي هو الإستعداد لحل مجلس الأمة، وبهذا التصريح يعلن الشيخ صباح عن عزمه على الحل.

الغريب في التصريح أنه لم يأت في أعقاب زيارة رسمية أو لقاء بالصحفيين، وإلا لتمت الإشارة خلال الخبر كأن يقال "وقال سموه في حديث للصحافيين.." أو "وأبدى سموه للصحفيين.." لكن كل ذلك لم يذكر ما يبين أن الخبر تم إرساله لكونا عمداً لكي يستند الحل بعد ذلك على كلام رئيس الوزراء الذي "أبدى عدم إرتياحه".

أعتقد - وأحسب أن زملائي في السحة معي في هذا الإعتقاد- أن الحل قادم لا محالة، فإما حل المجلس أو إستقالة الحكومة، فبقاء الإثنان معاً غير ممكن في ضل الأوضاع الراهنة. والمتتبع لصحف اليوم (الأربعاء) يرى بعض الكتاب ينصحون سمو رئيس الوزراء بالحل (عبداللطيف الدعيج وأحمد الربعي). وإن صح ما نقلته إيلاف عن إجتماع ليلة أمس بين رئيس الوزراء ومستشاريه و "أقطاب أخرى"، نستطيع أن نستخلص أن المشورة التي تلقاها صباح الأحمد كانت بحل المجلس، نظراً لتوجه مستشاريه -الذي يتفق مع عبداللطيف الدعيج وأحمد الربعي-.

أما مسرحية الأثنين، فكانت القشة التي قسمت ظهر صباح الأحمد.. الذي بدى خلال العامين الماضيين عنيد جداً وصبور لأبعد درجة لإعادة بعض الهيبة التي فقدتها الحكومة والمنصب الوزاري، وهذه نقطة تحسب له. فيسجل للشيخ صباح الأحمد أنه حاول أن يطيل بأمد الحكومة قدر الإمكان، والمدافعة عن وزراءه لكي لا يطفش وزراء المستقبل من المنصب. إلا أن ما حصل يوم الأثنين سيجبره على حل المجلس وبالتالي إعادة تشكيل الحكومة مع حلول البرلمان الجديد.

ما حصل الأثنين غريب بعض الشيء، والمتتبع يرى أن مخرج المسرحية كان وزير الطاقة أحمد الفهد. فالنواب الحكوميون معروف أنه هو من يحركهم، وقائمة أسماء طرح الثقة على ذمة القبس سحب منها الأسماء التالية في آخر لحظة:

- جمال العمر (حكومي)
- بدر الفارسي (حكومي)
- عصام الدبوس (حكومي)
- حسين مزيد (حكومي)
- خلف دميثير (حكومي)
- عبدالله عكاش (تيار ديني)

والأسماء التي قدمت طلب طرح الثقة هي الآتية:

- فهد الميع (عازمي/حكومي)
- عبدالله راعي الفحماء (عازمي/حكومي)
- غانم الميع (عازمي/حكومي)
- سيد حسين القلاف (شيعي/ثأر لاستجواب فشل للجارالله)
- صلاح خورشيد (شيعي/حكومي)
- يوسف الزلزلة (شيعي/حكومي)
- صالح عاشور (شيعي/حكومي)
- حسن جوهر (شيعي/ صراحة.. لا أدري لماذا وقع.. ربما عن قناعة؟.. غير حكومي)
- ضيف الله بورمية (تيار ديني/ المستجوب)

القارئ للأسماء المسحوبة والموقعة وتوجهاتهم يرى أن الغالبية الساحقة حكومية. وكما ذكرنا يحركها أحمد الفهد، الذي قيل أنه كان يتجول أثناء الجلسة بيده ورقة طرح الثقة (حسب الكتلة الإسلامية) و حسب الوطن فقد التقطت له صورة مع فهد الميع أثناء الجلسة يتناقشان على ورقة (ربما تكون طرح الثقة).

إذاً فطرح الثقة حكومي بحت، والأدهى واللي يضيق الخلق، أن ما يأسف له سمو رئيس الوزراء من طريقة تقديم طرح الثقة بحيث كان من العوازم والشيعة ليخرج كاعتراض على عدم توزيرهم، كان بإخراج من إبن أخيه أحمد الفهد! وبسبق الإصرار والترصد، فقد سحبت أسماء غير الشيعة وغير العوازم. ويذكر أن علاقة أحمد الفهد بالشيعة والعوازم قوية، خصوصاً في الدائرة الأولى التي تضم الكثير من العوازم، حيث مارس خلال الإنتخابات الماضية تدخل مباشر لدى العوازم بدعوتهم للتصويت للزلزلة وعاشور لإسقاط عدنان عبدالصمد وأحمد لاري.

السؤال، والحل قادم لا محالة -برأيي-، لماذا المسرحية؟ وما مغزى أحمد الفهد وشلة الفساد (شرار-عبدالله المبارك)؟

الإجابة تكمن في تصورين..

الأول، هو أن أحمد الفهد يعمل لمصلحة شلة الفساد بعيداً عن صباح الأحمد، مما يكون قد أثار غضبه، فأخرج مسرحية طلب طرح الثقة الطائفي/القبلي تحسباً لمحاسبة شرار الآتية لا محالة، فالمقاصل يتم سنها لأجله، ونهايته حتمية خاصة مع تقرير ديوان المحاسبة. لذلك أقول أن أحمد الفهد قام بالمسرحية لحماية ضلع الفساد شرار.

الثاني، أن تكون المسرحية بإخراج أحمد الفهد لكن من إنتاج صباح الأحمد. فوزير الصحة تم الحديث عن إقالته خلال شهر ديسمبر الماضي بناء على أنباء غير مؤكدة (سرت في وزارة الصحة) بتحرش جنسي (وهو الثالث من نوعه الذي يسجل ضده)، إلا أن عدم تأكيد الأنباء لا ينفي ما تردد عن إقالته أو إستقالته خلال ديسمبر الماضي، إلا أن ذلك لم يحدث. وربما لم يحدث لأن صباح الأحمد آثر الإستمرار بتشكيلته الوزارية قدر الإمكان -وهو ما تحدثنا عنه في البداية-، إلا أن الفرصة قد سنحت الآن مع استجواب بورمية للإستغناء عن الجارالله.. بل الإستغناء عن المجلس بأكمله من خلال مسرحية طائفية/قبلية.. المهم أن تضل الحكومة هي الباقية وهي المستقرة.

الخلل في التصور الثاني هو توزير بدر الحميضي و أنس الرشيد، فهي دلائل تؤكد عزم الحكومة على الإستمرار..

أعتقد أن سهري حتى هذه الساعة من الصباح (الثامنة لدينا) أثر على تفكيري و"قمت أقط خيط وخيط"..

أترك نهاية الموضوع مفتوحه لأناملكم الجميلة..

بس أوضح شغلة.. لدي إحساس أن التصور الأول هو الصحيح، وأن أحمد الفهد على إثره سيغيب عن التشكيل القادم.. أو، أن الأمور ستضل كما هي ولن يحل المجلس ولا تستقيل الحكومة.

أعتقد أن الأمور ستتضح مع عودة الخرافي من السفر.

________________

إذا كان الخط كبير، ترى مو مشكلتي.. كله من مبتدئ.. أنا هذا قياس خطي