إليكم بعض من ذكرياتي في المدرسة أشارككم بها علنا نصل ، مع تعليقاتكم ، لتشخيص غير رسمي لمشاكل النظام التعليمي في الكويت عن طريق مواقف وذكريات شخصية مررنا فيها ، لن أتحدث في هذا الموضوع عن المناهج و"أنا آكل وأشرب" ونظام المقررات والهرم المقلوب وغيرها من المواضيع المستهلكة في الصحف يومياً ، بل سأتحدث عن مواقف وذكريات بسيطة في محتواها لكنها تلخص الكثير من المشاكل ، الجدير بالذكر أن أخوكم خريج مدارس الحكومة ... فلنبدأ.
طابور الصباح الممل
انا أهلي مالي خلقهم من صباح الله خير ، هالمرة يأتيني مدرس يحن على راسي: "زراعين .. عالياً رفع" و "يسار رح" ، وهي حركات المفروض منها تنشيط جسم الطالب في الصباح ، إلا أني كنت أتنرفز وأنفـّس أكثر مما كنت أتنشط.
ننتهي من تمارين الصباح لنأتي لتحية العلم ، شيء مهم زرع الحس الوطني لدينا كطلبة مدارس ، لكن لا يكون ذلك على علم ممزق وسارية باني عليها النو! نعم أحب وطني لكني لا أذكر أني مرة شاركت بحماس وجدية في تحية العلم ، المرات القليلة التي رددت فيها بحماس كانت عبط بين الربع ، أحد الأصدقاء اسمه عبدالأمير ياما انفصل بسبب ترديده "عاش من قال" بعد صيحة عاش الأمير ، والآن نادم على كل مرة رددت فيها "تحيا الأمة العربية" ... شكو؟
أما إذاعة طابور الصباح ، فهي تنفع لأن يستخدمها درو كاري في برنامج "Whose Line" عندما يقول:
“The points don’t matter just like etha3at elmadrisa in Kuwait”
مدرسين فصلة
مدرس الكهرباء ، كان يطلب منا تلفونات خربانة حتى يعطينا درجة النشاط ، آخر شيء طحنا عليه يصلحهم ويبيعهم بسوق الجمعة! وفي لقاء أولياء الأمور قال للوالد أنه عنده أربع بنات ويبي يزوجني وحدة منهم.
أما مدرس الانجليزي ، مصري متواجد في الكويت منذ السبعينات ويتحدث بلهجتنا بعض الأحيان ، قبل الامتحان كان يعطينا قطعة الاستماع التي سيمتحنا عليها ويقول: "أهو أنا إديتكو إطعة الاستماع عشان ما تؤولوش دا الأستاز نتشلنا" ، وعندما يسمع شيء لا يعجبه يقول "تشب! إذلف!"
على طاري الانجليزي والاستماع ، تذكرون شريط ...
"Section twenty one .. drinnnn drinnnn .. section twenty one"
كل المدرسين أصبحوا أصدقائي الحميمين بعد أول لقاء مع أولياء الأمور حين حضر الوالد ببدلته العسكرية ، وانهالت علي طلبات رخص القيادة ومخالفات المرور.
مدرستي ... والتكنولوجيا
مقرر الحاسوب ... الله مدرستنا تواكب التقدم ، كنا نعمل على نظام دوس ، ويوم كشخونا ويندوز 3.1 ، فويندوز 98 لم يصل لنا إلا في عام 2000 ، وكنا نحفظ مصطلحات كـ "الكيان المادي والكيان البرمجي ووحدة المعالجة المركزية والذاكرة اللحظية والقرص الممغنط المضغوط."
Hardware; Software; CPU; RAM; CD
كانت توجد غرفة غامضة كم كنت أتمنى معرفة ما بها ... غرفة التقنيات التربوية ، كنت دائماً أتصورها غرفة ما أن تدخلها حتى ترى خطوط الليزر الحمراء وشاشة آي ماكس ، إلى أن أتت حصة النشاط فأخذنا المدرس إلى الغرفة ، فلم أجد بها إلا كراسي وفيديو وتلفزيون ، وشاهدنا فيلم عن حياة النمل.
زيارات الضيوف والموجه
ما أن يعلم المدرس بقرب حضور موجه أو ضيوف كأولياء الأمور لحصته حتى يهم بتلقيننا الأسئلة وإجاباتها مسبقاً ، حتى يظهر أمامهم بأنه المدرس المثالي ولا يدرس إلا الشطار.
زارنا مرة في حصة العربي الشاعر خالد سعود الزيد الله يرحمه ، وبعد أن لقننا المدرس الإجابات مسبقاً ، طلب من الطلبة المشاغبين عدم حضور الحصة حتى لا يحرجوه ، طبعاً ما صدقوا خبر ، غياب ببلاش!
أمتع الأوقات كانت عندما يزور ضيف بشكل مفاجئ ، تجد المدرس وكأنه مازال في سنة أولى بكلية التربية ، أذكر في الابتدائي أوائل التسعينات ، إحدى فراشات المدرسة (نعم أنا من أوائل خريجي نظام تأنيث مدارس الابتدائية) طار منها ربع دينار مع هبوب الهواء ، فأخذت تلاحقه وتقول "ربعي ربعي" ، فشهقت إحدى المدرسات "وييييي ، الربعي يا؟!" ، فعلاً كان مصرقعهم الوزير في ذلك الوقت د. أحمد الربعي بزياراته المفاجئة.
مجلس الطلبة
أجمل ما فيه اسمه ، أما فاعليته فممكن أن تضاف لقفشات درو كاري ، غالباً ما كان ممثلونا في المجلس هم الطلبة الفاشلين دراسياً والمشاغبين ، "يا فلان ليش ما حضرت الحصة اللي طافت؟" ... "والله عندنا اجتماع" ... خير انشاءالله ، قد تتساءلون لماذا لم يشارك الطلبة الجادون؟ حقيقةً نستطيع أن نصورها بحال مجلس الأمة والحكومة ، فالحكومة تعمل على تسفيه وتهميش دور المجلس حتى تجعل عضويته عار ، هذا ما كنا نحسه في المدرسة ، مجلس الطلبة هو للطلبة الفاشلين وفشلة الطالب يصبح عضو فيه.
"البرادات" وبيوت الراحة
البرادات أيضاً أجمل ما فيها إسمها ، أما ماؤها فهو حار لاهوب! ، تأتي تلهث في شهر مايو بعد حصة الرياضة لتشرب ماء يلسع لسانك!
أما بيوت الراحة فاسمحولي لألوع جبودكم ، رأيت منظر في حمام الثانوية مرة أجزم بأنكم لم ترونه حتى عند بوحفص الله يرده بالسلامة ، رأيت روث آدمي ملتصق في سقف الحمام العلوي ... أي شلووووون؟؟ والله العظيم بدون مبالغة ولدي شهود ، وإلى هذا اليوم لا أعلم كيف وصل للسقف! ، الأخ الظاهر مزاجه "عالي" ذاك اليوم.
حفلة التخرج
طوال العام نتحدث عن المفاجئات والفقرات التي سنؤديها في حفل التخرج ، إلى أن أتى الناظر وأعلنها للملأ: لا حفلة تخرج هذا العام! ... طيب ليش؟ فيرد: "جاءني تعميم من الوزارة بمنع حفلات التخرج" ، طيب ليش؟ فيرد: "حفلات التخرج أصبحت عبء مالي على أولياء الأمور والمدرسة وخرجت عن الأصول" ، اعنالله خيركم! حفلة التخرج من الثانوية مناسبة تنتظرها كل أسرة لتفرح بأبنائها! تقومون بمنعها لأسباب أتفه منكم؟ يعني بدلاً من أن تضعوا حلول وخطط لها ، تمنعونها بالأساس! تخلف ... بس والله ما خليتها بقلبي ، آخر شيء احتفلت بتخرجي في البيت ووقفت الوالد وراء طاولة وسلمني الشهادة ، العوض ولا القطيعة.
-------------------------------------------
دعوني أقف هنا لأن أمامي قائمة طويلة من نقاط أردت التحدث عنها ، ولكن شكلكم مليتوا من الحين.
شاركونا بذكرياتكم ولو أن عندي إحساس بأن الغالبية خريجي مدارس خاصة ، مع هذا لا أعتقدها تخلو من ذكريات.
ملاحظة: لم أجد صورة أفضل.