Tuesday, November 30, 2010

ويكيليكس: جابر الخالد اللي بقلبه على لسانه

السفير الأميركي لشؤون جرائم الحرب لسفيرنا في واشنطن:

"المعتقلون الكويتيون في غوانتانامو مقرفون وغير نادمين ..

وسمعة الكويت تلطخت بعد أن قام أحد المفرج عنهم بتفجير نفسه"

***

وزير الداخلية الشيخ جابر الخالد للسفيرة الأميركية:

أستطيع أن أتحدث لأسبوع عن بناء مركز تأهيل .. ولكن هذا لن يحدث .. نحن لسنا السعودية

أفضل ما يمكن فعله بالمعتقلين هو التخلص منهم ..

أنتم التقطموتهم في أفغانستان .. أطلقوا سراحهم هناك ودعوهم يموتون في القتال

***

عن قيام البحرية الأميركية بإنقاذ مهربي حشيش إيرانيين من الغرق:

أراد الله أن يعاقبهم بالموت، كان عليكم تركهم يغرقون

أنتم أنقذتموهم .. فهم مشكلتكم

لا نعتقل المرهبين الإيرانيين .. نتركهم يعودون لإيران على قواربهم

*******

خاص – ساحة الصفاة: بعد أن قامت بعض الصحف المحلية بنشر الرسائل مترجمة مع ملاحظة أنه تم تقطيع بعضها، نستكمل معكم نشر الرسائل المسربة على موقع ويكيليكس التي تخص الكويت وذات أهمية، فقد نشرنا قبل قليل الرسالة الكاملة التي تبين كيف يفكر المسؤولون الكويتيون تجاه إيران، وهنا ننشر وثيقة أخرى عن اجتماع بين السفيرة الأميركية ووزير الداخلية الكويتي الشيخ جابر الخالد تمحورت حول موضوع مكافحة الإرهاب ومعتقلي غوانتانامو، والتي تسلط الضوء على الصراحة المفرطة التي يتمتع بها وزير الداخلية، إذ يقر بالقصور القانوني في الكويت، ما يفسر جهد اللجنة المالية المحموم هذه الأيام في مجلس الأمة لإنجاز قانوني غسيل الأموال وتمويل الإرهاب، وأفصح الوزير عن عدم ثقته بإنشاء مركز تأهيل للتعامل مع العائدين من غوانتنامو.

***

رقم الوثيقة: 9 الكويت 110

العنوان: علاج وزير الداخلية للإرهابيين: "دعوهم يموتون"

التاريخ: 5 فبراير 2009 – الساعة 16:04

المصدر: سفارة الولايات المتحدة الأميركية في الكويت

عنوان الوثيقة الأساسية المترجمة:http://cablegate.wikileaks.org/cable/2009/02/09KUWAIT110.html

***

ملخص:

في اجتماع بتاريخ 3 فبراير ضمن محادثاتهما المستمرة حول التعاون ما بين الكويت والولايات المتحدة في مكافحة الإرهاب، ناقش وزير الداخلية الكويتي الشيخ جابر الخالد الصباح مع السفيرة الأميركية جهود الكويت لرصد واعتقال ممولي الإرهاب (من ضمنهم محمد سلطان إبراهيم سلطان العلي، المعروف بـ جواد/أبو عمر)، وأشاد بالتطور في تبادل المعلومات، وشكك في قدرة الكويت على تأسيس مركز تأهيل لسجناء غوانتانامو السابقين والمتشددين الآخرين الداعمين للجهاد، واقترح على الولايات المتحدة إطلاق سراح سجناء غوانتانامو الحاليين في أفغانستان ليموتوا في القتال. وتساءل ساخراً عن سبب قيام قوات البحرية المركزية الأميركية بإنقاذ مهربي الحشيش الإيرانيين المتهاوين قبل أسبوعين قائلاً "أراد الله أن يعاقبهم بالموت وأنتم تنقذونهم؟ لماذا؟" واصفاً إنتخابات المحافظات السبت الماضي الماضي بـ "النجاح الكبير"، وعبر الشيخ جابر عن إيمانه بامتلاك الرئيس أوباما والولايات المتحدة الأدوات اللازمة لمواجهة جميع التحديات.

إنتهى الملخص.

***

دعت السفيرة الشيخ جابر في 3 فبراير لمراجعة التقدم في علاقتنا الارتباطية في مكافحة الإرهاب وللحصول علىدعم وزير الداخلية لأفكار عمليات موجهة لقطع الطريق على أشخاص متورطين في استغلال مسارات تهريب تقليدية في شمال الخليج لنقل جهاديين جدد ومموليهم وميسريهم بين الكويت وإيران وباكستان وأفغانستان. بدأ الشيخ جابر الاجتماع بالإشادة بـ"النجاح الكبير" لإنتخابات المحافظات العراقية وعبر عن ثقته بقدرة الرئيس أوباما و"القوة العظمى" الولايات المتحدة لمواجهة التحديات الراهنة.

أشارت السفيرة إلى أنها التقت مؤخراً بنائب الأميرال ماكريفن، حالياً آمر قيادة العمليات الخاصة المشتركة في هذه المنطقة، وأنهما تناقشا حول الأساليب البديلة لوقف تدفقات تمويل الإرهاب آخذين بالاعتبار القيود في النظام القانوني والسياسي في الكويت، وقدم دعمه لهذه الأساليب مشدداً على أنه كان قلقاً من التأثيرات الإرهابية من السعودية وإيران أخذاً بالاعتبار السيطرة الحدودية المرتخية – عبر الوزير عن تفهمه لما تم وصفه (بإنصاف) بتطور تبادل المعلومات ما بيننا، وأقر في الوقت ذاته بالقصور في نظام الكويت القانوني الذي يعيق ملاحقة وحجز هؤلاء الأشخاص عند اعتقالهم.

أشارت السفيرة إلى التقارير الصحفية مؤخراً التي أفادت بأن محمد البذالي، الذي يصف نفسه بمجند الجهاديين وممولهم، قد تم إطلاق سراحه بكفالة 500 دينار بعد الحكم بحبسه لثلاث من مجموع خمس سنوات بتهمة "التحريض على الجهاد ضد دولة صديقة." وفي الوقت ذاته، التقى سفير الكويت لدى الولايات المتحدة، الشيخ سالم الصباح، بالسفير لشؤون جرائم الحرب كلينت ويليامسون للسؤال عن وضع السجناء الكويتيين الأربعة المتبقين في غوانتانامو، وقد أوضح السفير (ويليامسون) أن إعلان الرئيس أوباما عن إصراره على إغلاق معتقل غوانتانامو لا يعني أن لم يعد لدينا مخاوف أمنية سيتم أخذها بالاعتبار في سيناريوهات الإفراج; المعتقلون الكويتيون أشخاص مقرفون وغير نادمين، وسمعة الكويت تلطخت في حالة سجين غوانتانامو السابق العجمي الذي يزعم بأنه فجر نفسه في الموصل بعد الإفراج عنه وتسليمه للسلطات الكويتية. وسألت السفيرة وزير الداخلية عن وضع مركز التأهيل الذي ذكره رئيس الوزراء الشيخ ناصر المحمد الصباح في حديثه مع الوزيرة رايس آنذاك في واشنطن، إذ أشارت السفيرة إلى أننا على علم بقصص السعوديين الذين دخلوا مراكز التأهيل التابعة للحكومة السعودية ومن ثم انخرطوا مجدداً مع القاعدة في اليمن; على الرغم من ذلك، فقد اضطرت الحكومة الكويتية لاتخاذ خطوات لتظهر جديتها في تغيير والسيطرة على تصرفات المتشددين في مجتمعها.

رد الشيخ جابر بحكاية: بعد غزو الكويت في 1990 وعاصفة الصحراء، أثار الجنرال شوارزكوف قضية "إعادة تأهيل" الكويتيين الذين تعرضوا لوحشية الحرب حتى يستطيعوا الإنخراط مجدداً في المجتمع، ورد الشيخ جابر (فريق متقاعد): "ولكنك تفكر بنموذج فييتنام عندما عاد المحاربون صغار السن إلى الوطن ليجدوا شققهم خالية ومناطق مجهولة، نحن لسنا كذلك، نحن في مجتمع صغير ومترابط والكل يعرف بعضه البعض، لن يشعر أحد بالعزلة، من لديه القدرة على التأهيل سيفعل ذلك طبيعياً مع أسرته، ومن ليس لديه القدرة فإنه لن يتم تأهيله إلى الأبد،" رابطاً ذلك بالموضوع الراهن.

وقال الشيخ جابر للسفيرة: "تعرفين أكثر مني أننا لا نستطيع التعامل مع هؤلاء الناس (يقصد معتقلي غوانتانامو)، لا أستطيع حجزهم، إذا صادرت جازاتهم سيقاضونني ويسترجعوها (ملاحظة: هذا ما حصل مع العجمي. انتهت الملاحظة)، أستطيع أن أحكي لك حتى الأسبوع القادم عن بناء مركز تأهيل، ولكن ذلك لن يحدث. نحن لسنا السعودية; لا نستطيع عزل هؤلاء الناس بمخيمات صحراوية أو في مكان ما على جزيرة، ولا نستطيع إجبارهم على البقاء، إن كانوا فاسدين فهم فاسدين، وأفضل ما يمكن فعله هو التخلص منهم، لقد التقطتموهم في أفغانستان، يجب عليكم الإفراج عنهم في أفغانستان، في قلب منطقة الحرب."

بعدها أثارت السفيرة أمام الوزير تطوير إجراء اعتيادي للتعامل مع حوادث كتلك المتعلقة بقيام قوات البحرية المركزية الأميركية مؤخراً بإنقاذ سبعة مهربين إيرانيين في قارب غارق في شمال الخليج أثناء تهريبهم الحشيش، في تلك الحادثة وافق العمانيون على إعادة الإيرانيين إلى موطنهم، ولكننا مع ذلك نحتاج إلى التفكير في التعامل مع حوادث مشابهة في المستقبل بطريقة أسرع. الرد الأولي من قبل خفر السواحل الكويتي كان بإحالة الأمر إلى وزير الداخلية عبر وزارة الخارجية، وأشارت السفيرة إلى افتراضنا بأنه لا بد من أن خفر السواحل الكويتي قد مر بتجارب مشابهة مع مهربين إيرانيين الذين تطلب إعادتهم إلى إيران. وبابتسامة عريضة، تجنب وزير الداخلية الإجابة عن السؤال، وقال "أراد الله أن يعاقبهم لتهريبهم المخدرات بإغراقهم، ثم قمتم بإنقاذهم، لذا فهم مشكلتكم! كان عليكم تركهم يغرقون." وأضاف، على أية حال دأب الكويتيون على ترك الإيرانيين يعودون إلى إيران على قواربهم، لذلك لم تكن مسألة تسليمهم فعلياً إلى إيران مطروحة.

في النهاية، أشارت السفيرة إلى أن الوزير استحدث منصب المستشار الخاص للشيخ جابر لخدمات الأمن الكويتية (out GRPO liason counterpart) وأعطاه للشيخ سلمان صباح السالم الحمود الصباح، وتساءلت السفيرة عما إذا كان الوزير يعتقد بوجود أي علاقة ارتباط مناسبة ما بين السفارة والشيخ سلمان، ورد الوزير بالسلب. أخيراً، دعت السفيرة الوزير إلى حفل استقبال سفيرة الولايات المتحدة في 24 فبراير ضمن فعاليات IDEX في أبوظبي، ضمن جهودنا لتعزيز العلاقة.

***

ملاحظة: لقد كان الوزير بأقصى صراحته وتشاؤمه حيال موضوع اعتقال وحجز ممولي وميسري الإرهاب في ظل نظام الكويت القانوني والسياسي الحالي، الصراعات القائمة ما بين البرلمان ورئيس الوزراء وحكومته تقلل من احتمالية أية تغييرات في الوقت القريب، وتظل قضية معتقلي غوانتانامو المتبقين قضية حساسة للقادة هنا، الذين يقرون سراً بسلبيات تسلمهم ويقرون بعدم قدرتهم على احتوائهم ولكنهم تحت ضغط سياسي قوي محلياً "لإعادة أبنائهم إلى وطنهم." المثير في الأمر أن تغطية الصحف لاجتماع السفيرة مع الوزير في 3 فبراير (والذي ضمهما بالإضافة إلى مسجل ملاحظات) واجتماعها قبل يومين مع وزير الخارجية ركزت فقط على قضية غوانتانامو، على الرغم من أنها تم مناقشتها على هامش الاجتماعات.

انتهت الملاحظة.

****

ملاحظة من ساحة الصفاة للصحف اليومية والمواقع الإخبارية:

جهد البحث وترجمة هذه الوثيقة والوثائق الأخرى التي ستتبعها خاص بساحة الصفاة، نتمنى منكم أمانة النقل في الإشارة للمصدر كـ "مدونة ساحة الصفاة" احتراماً لأبجديات المهنة وللقراء


ويكيليكس: ضرب إيران

مدير مكتب وزير الخارجية الشيخ د. أحمد ناصر المحمد الصباح:

كثير من الكويتيين تمنوا ضرب مفاعل إيران

إيران غير العراق .. فإذا أمر "المرشد" شعبه لفعل شي .. سيفعلون

***

الكويتيون قلقون من إيران نووية تبسط سيطرة إقليمية وتتدخل بشؤونها الداخلية

ناصر المحمد (الذي يعتبر نفسه خبيراً في الشؤون الإيرانية) واثق بأنه أهل للمهمة

ولا يحتاج مساعدة الولايات المتحدة

******

رقم الوثيقة: 10 الكويت 88

العنوان: لسفيرة تطرح المخاوف تجاه برنامج إيران النووي للكويت

التاريخ: 1 فبراير 2010 – الساعة 11:11

المصدر: سفارة الولايات المتحدة الأميركية في الكويت

عنوان الوثيقة الأساسية المترجمة: http://cablegate.wikileaks.org/cable/2010/02/10KUWAIT88.html

***

أثناء حفل غداء على شرف توني بلير في منزل رئيس الوزراء الشيخ ناصر ]المحمد[ الصباح، أخذت السفيرة وزير الخارجية الشيخ د. محمد الصباح جانباً وطرحت عليه نقاط تتعلق برنامج إيران النووي، وقلق حكومة الولايات المتحدة المستمر وجهودنا في التعامل مع عناد طهران الذي يتطلب ممارسة ضغط دولي أكبر. كما لفتت السفيرة إلى اهتمام واشنطن بتعامل الكويت الدبلوماسي رفيع المستوى مؤخراً مع ايران (زيارة رئيس الوزراء في نوفمبر)، وزيارة رئيس البرلمان الإيراني لاريجاني في يناير، والتقارير عن زيارة أميرية محتملة أواخر فصل الربيع الحالي، بالإضافة إلى جهود للتوسع في العلاقات التجارية من ضمنها صفقات نفط وغاز في الجرف القاري – وقالت أن تعزيز التعاون الثنائي لموازاة استراتيجياتنا ببعضها البعض مرحب به. استمع وزير الخارجية للنقاط ولكنه امتنع عن جره للإفصاح أكثر عن استراتيجية الكويت في التعامل مع إيران.

قبل ذلك في نفس الحفل، أثارت السفيرة نقاطاً مع مدير مكتب وزير الخارجية الشيخ د. أحمد ناصر الصباح (ملاحظة: أيضاً إبن رئيس الوزراء. انتهت الملاحظة) الذي تساءل عما إذا كان الجانب الإيراني قد التزم "خطياً" بتبادل وقود مفاعل طهران وتفتيش منشأة قم ومتابعة اجتماع الأعضاء الدائمين ]في مجلس الأمن[. قال الشيخ د. أحمد أن القضيتين المهمتين هما إن كان برنامج إيران النووي قد أخذ بالاتساع الآن لدرجة عدم القدرة على إيقافه عملياً – وإن كانت طهران تمتلك أو قريبة من امتلاك سبل لبناء جهاز نووي. ردت السفيرة بأننا على علم بثلاث مفاعلات على الأقل ولكنها قالت بأن مسألة القدرة هي الأصعب لتقديرها – إذ يجب تضمين المعرفة التقنية مع جميع الأجزاء المادية الضرورية، علاوة على الحاجة لقرار سياسي للمضي قدماً. وركزت على أن يد الرئيس ما زالت ممدودة لإيران، ولكن في وقت ما سيتوجب على إيران أن تواجه عواقب عنادها; إضافة إلى ذلك، فإن الرئيس كان يمشي على خط رفيع تم رسمه بحذر في التعامل مع آخرين ممن أملوا اتخاذ خطوات أملنا تفاديها.

الدكتور أحمد استمع لنقاط السفيرة وأشار إلى أن قبل عام أو عامين الكثيرين في الكويت تمنوا ضربة صامتة وهادفة لإزالة المفاعل مثير القلق لإعطاء المنطقة ارتياحاً أكثر. ولكنه قال من الممكن الآن أن لدى إيران عدة مفاعلات وأنها مصممة على تحقيق هدفها النووي في أنه مهما فعل الغرب فإن إيران ستحصل على القنبلة، وأية محاولة لاعتراض ذلك عسكرياً أو من خلال عقوبات صارمة سيأتي بنتائج سلبية على الغرب. وعرض تحليله لشخص ما بأن "إيران تختلف كثيراً عن العراق; فإذا أمر المرشد شعبه لفعل شي (كهجمات إنتقامية في الخليج تستهدف مصالح أميركية وعربية)، فسيفعلون."

من جانب منفصل، ألمح المستشار السياسي إلى مخاوف حكومة الولايات المتحدة المثارة أثناء اجتماع في 31 يناير مع مستشار إدارة آسيا في وزارة الشؤون الخارجية راشد الهاجري حول زيارة رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني الأسبوع الماضي للكويت. في رده ردد الهاجري تصريح الحكومة الكويتية الاعتيادي (وغير المقنع) حول القضية، مركزاً على "الموقف الواضح والثابت" للحكومة الكويتية بأن على إيران الإنصياع لضمانات الأمم المتحدة ووكالة الطاقة الذرية العالمية حيال برنامجها النووي، ومعارضتها لأي خيارات عسكرية في الخليج. وقال الهاجري أن المسؤوولين في الحكومة الكويتية يركزون على تلك النقاط بثبات في اجتماعاتهم مع نظرائهم الإيرانيين; وفي الوقت ذاته، فإن الكويت مجبرة على عقد علاقات ثنائية حول قضايا متنوعة مع جارتها الأكبر.

***

ملاحظة: الكويتيون على كل المستويات قلقون بشدة حول الطموحات النووية لجارتهم الأكبر ولكنهم ليسوا متأكدين من كيفية الرد. يقلقون من أن إيران مدعمة بترسانة نووية ستبسط سيطرة إقليمية أكبر على حساب المصالح الكويتية، وستميل أكثر نحو التدخل في شؤون الكويت الداخلية أخذاً بالاعتبار أن 30 بالمئة من الشعب شيعة، ولكن الكويتيين قلقين بنفس القدر من ضربة عسكرية استباقية، إذ يعتقدون بأنها لن تكون حاسمة وستدفع بإيران إلى ضرب المصالح الأميركية في الخليج (من ضمنها مرافق عسكرية أميركية في الكويت) وضد الدول في المنطقة التي ينظر إليها بأنها متحالفة مع الولايات المتحدة. إن تعامل الكويت الحالي المحدود مع إيران يبدو أنه مدفوع برغبة في تهدئة الأجواء المشحونة (خصوصاً بين إيران والسعودية)، مع قدرة الكويت على النأي بنفسها عن الطرح من خلال التركيز على أنها تتحدث بالنيابة عن مجلس التعاون الخليجي بحكم رئاستها له في 2010.

تتمة الملاحظة: في الوقت نفسه، تبحث الكويت بضيق أفق عن طريقة للحصول على موافقة إيران للتنقيب في احتياطات الغاز في الجرف القاري المتنازع عليه (الكويت تحتاج الغاز، الذي تمتلك قليلاً منه محلياً، لتزويد محطات الطاقة بمزيد من الوقود الأنظف لتواكب الطلب المتزايد على الكهرباء). عملية الموازنة الحذرة التي تقوم بها الكويت ربما تمثلت أثناء زيارة رئيس البرلمان الإيراني لاريجاني الأسبوع الماضي – تحذيره دول الخليج بعدم السماح للولايات المتحدة باستخدام أراضيها لشن هجمات ضد إيران تم تناقله في معظم الصحف المحلية على صفحاتها الأولى في نصفها العلوي مع تغطية بارزة في النصف الأسفل إلى تغطية شاملة (بالصور) عن المناورات العسكرية الأميركية – الكويتية "Eager Mace". تعامل الكويت الدقيق يتطلب عملاً حذراً، ولكن رئيس الوزلاء ناصر المحمد الصباح، عميد السلك الدبلوماسي السابق في طهران الذي يعتبر نفسه خبيراً في الشؤون الإيرانية، يبدو أنه واثق بأنه أهل للمهمة – ولا يحتاج مساعدة من الولايات المتحدة. انتهت الملاحظة.


****

ملاحظة من ساحة الصفاة للصحف اليومية والمواقع الإخبارية:
جهد البحث وترجمة هذه الوثيقة والوثائق الأخرى التي ستتبعها خاص بساحة الصفاة، نتمنى منكم أمانة النقل في الإشارة للمصدر كـ "مدونة ساحة الصفاة" احتراماً لأبجديات المهنة وللقراء

Monday, November 29, 2010

ويكي ليكس: جابر الخالد

وزير الداخلية الشيخ جابر الخالد يدعو الولايات المتحدة لاستخدام القوة لردع إيران عن تصدير ثورتها والمذهب الشيعي والحصول على النووي

خاص- ساحة الصفاة: نبدأ اليوم رحلة لسبر أغوارالوثائق المسربة عن مراسلات وزارة الخارجية الأميركية بسفاراتها والتي أعلن عنها موقع ويكي ليكس يوم أمس. وقد رأينا تبسيط المعلومة لقرائنا من خلال ترجمة الوثائق المتعلقة بالكويت والشأن المحلي، وسنقوم تباعاً بنشرها على ساحة الصفاة كما نشرت على موقع ويكي ليكس.
-
هل دعت حكومة الكويت للحرب على إيران؟
-
نبدأ رحلتنا بوثيقة عن اجتماع تم بين السفيرة الأميركية في الكويت ديبورا جونز ووزير الداخلية الكويتي الشيخ جابر الخالد الصباح. ولعل ما هو مثير في هذه الوثيقة وجهة نظر السفارة بالشيخ جابر الخالد والآراء التي طرحها الشيخ جابر والتي وصلت إلى حد الدعوة لاستخدام القوة ضد إيران، في موقف لا نعلم إن كان يعبر عن وجهة نظر حكومة الكويت أم الشيخ جابر الخالد الصباح. نترك التعليق للقراء وننشر الوثيقة بترجمة حرفية كما أتت:
-

رقم الوثيقة: 10 الكويت 142

العنوان: وزير الداخلية الكويتي يبدو قلقا حيال إيران، ويوفر تطمينات حول معتقلي غوانتانامو

التاريخ: 17 فبراير 2010 – الساعة 14:02

المصدر: سفارة الولايات المتحدة الأميركية في الكويت

عنوان الوثيقة الأساسية المترجمة: http://cablegate.wikileaks.org/cable/2010/02/10KUWAIT142.html

الملخص:

وزير الداخلية جابر الخالد الصباح قال للسفيرة في 16 فبراير أنه قلق للغاية من تصرفات إيران خصوصاً في اليمن مع الحوثيين. واقد وقد رأى الشيخ جابر، وهو متشدد أمنياً، وعادة ما لا تعد آراءه معبرة عن آراء بقية حكومة الكويت، أن إيران تسعى لتصدير ثورتها ولا يمكن إيقاف ذلك إلا بالقوة من خلال منعهم من تحقيق برنامجهم النووي. وقد وصف إيران بأنها "القلب النابض" للتشدد الإسلامي، مضيفاً بأن الفلسطينيين باتوا يتطلعون لأن يصبحوا من الشيعة الآن بعد أن انخدعوا بـ "القصص" الإيرانية وأن الشيعة مهيئين أكثر "للمحاربة حتى النهاية" والوقوف بوجه إسرائيل. ويضيف الخالد أن إيران تسعى الآن لاختراق مصر من خلال الحديث عن الفقر هناك. وقد أكدت السفيرة أن حكومة الولايات المتحدة تسعى لممارسة "سياسة الضغط" على إيران، أما فيما يخص اليمن فقد رأت أن غالبية مشاكل اليمن ذات منبع محلي تستدعي حلولاً اقتصادية واجتماعية بقدر ما تحتاج حلولاً عسكرية. وقد اتفق الشيخ جابر مع ذلك، معلقاً على الرئيس علي عبدالله صالح بالقول "انه قائد بعقلية تقليدية، يعتقد أنه يستطيع أن يشتري الولاء بالمال"، بينما ما يحتاجه هو حكومة قوية وواضحة وإجراءات أمنية أكثر صلابة.

-

وطلبت السفيرة تأكيدات الحكومة الكويتية عن قدرتها ومدى قانونية مراقبتها لمعتقلي غوانتانامو الذين سيفرج عنهم وسحب جوازات سفرهم، مبينة أنه من دون تأكيدات واضحة بهذا الشأن فإن قضايا المعتقلين الكويتيين الإثنين في غوانتانامو قد يصعب حلها. وقد تعهد الوزير برد رسمي لكنه منح وعداً شخصياً بأنه لن يتم منحهم جوازات سفر، مشيراً إلى أن مراقبة المفرج عنهم مؤخراً كانت مستمرة ودائمة.

وقد طرحت السفيرة ضرورة أن تمد حكومة دولة الكويت يد التعاون للبرلمان الكويتي لوضع بعض التشريعات المتعطلة الخاصة بتجريم تمويل الإرهاب ضمن قائمة الأولويات. وقال الشيخ جابر أن السياسة هي ما تعطل هذه المسألة وتشريعات أخرى مهمة كقانون تجريم جرائم الإنترنت، لكنه قال أن وزارته مهتمة لملاحقة المتشددين وتأمين سلامة الأميركان في الكويت، سواء بوجود القوانين الجديدة أو بعدم وجودها.

]نهاية الملخص[

-

إيران في ذهني

وزير الداخلية، المعروف بحدته وصراحته، قال للسفيرة أن أهم ما يقلقه هو إيران. فهي تسعى لتصدير ثورتها وتصدير المذهب الشيعي، ولها في ذلك خطة واضحة، لن يوقفها عن تطبيقها سوى القوة لتكون بذلك ردعاً واضحا عن وصولها لأهدافها، –بما في ذلك الحصول على تدعيم قدرتها النووية- . إن الولايات المتحدة لن تستطيع أن تتفادى مواجهة عسكرية مع إيران، إن كانت جادة في منع طهران من الحصول على قدرات نووية. في اليمن فإن الحوثيين قد أظهروا مقاومة صلبة – فمن أين تأتي قوتهم؟ إن اليمنيين المتشددين يحصدون الأموال من خلال الإتجار بالمخدرات ونقلها إلى السعودية. وقد استطاعت حكومة الكويت في منع دخول بعض هذه المخدرات من السعودية إلى الكويت، لكننا نبقى قلقين حيال ذلك. إن إيران تتدخل وهذا واضح كمنتجة للمخدرات ومنسقة لتوزيعه من خلال خط الربط الذي يجمع أفغانستان-إيران-الصومال-اليمن. إن إيران الآن تسعى لإرساء وجودها في مصر، من خلال استغلال الفقر هناك واختراق الأجهزة الأمنية.

الفكر الإيراني يرن

الشيخ جابر قال أن التوازن السني الشيعي في المنطقة في خطر وقد يتبع ذلك الفوضى. إيران تتحكم بزمام الأمور في العراق، وقد أقنعت المنطقة بقصصها –بأن الشيعة مستعدون للقتال حتى النهاية بينما الآخرون لن يقوموا بذلك، وبأن الوحيدين هم الشيعة وإيران المستعدين لمواجهة إسرائيل- إلى درجة أن العديد من الفلسطينيين الآن يريدون التحول للمذهب الشيعي. وكنتيجة على ذلك، فإن إيران أصبحت القلب النابض للتشدد الإسلامي. وقد اعتذر الوزير عن حديثه بهذه الصراحة لكنه أكد أنه يريد أن ينقل بوضوح ما هو أكبر مصدر للقلق للحكومة الكويتية.

-

ملاحظة: قلق وزير الداخلية الكويتي حول إيران قد يكون قد أتى من بعض الحوادث الأخيرة التي تم إرسالها في 17 فبراير للبحرية الأميركية LNO في القاعدة البحرية في الكويت (أنظر IIR septel للتفاصيل). وفي إحدى هذه الحوادث، في 6 فبراير، قامت قوات البحرية الإيرانية بالتعرض لصيادين كويتيين؛ وفي حادثة أكثر جدية في 15 فبراير ومرة أخرى في 16 فبراير، اقتربت ثلاثة زوارق من البحرية الإيرانية من نقطة نفطية كويتية/سعودية في المياه الدولية (موقعها في حقل الحوت/الهوت مقابل ميناء الزور)، وقد اقتربت الزوارق الإيرانية لمسافة خمسين متراً ووقفت لخمس وأربعين دقيقة في المرة الأولى، وجاءت في المرة الثانية لتقف خمس عشر دقيقة فقط نتيجة وجود زورق أمني كويتي (استقلال) تم إرساله للبقاء في النقطة بعد الحادثة الأولى. <نهاية الملاحظة>

-

سياسة ضغط وتوضيح بشأن اليمن

أبدت السفيرة تحفظها حول تلخيص الوزير للدور الإيراني في العراق وانتقلت بعد ذلك لاستعراض الجهود الأميركية في اتباع "سياسة الضغط" على إيران. وفي اليمن، فإنه لا شك بأن إيران تسعى لاستغلال الوضع مع الحوثيين، إلا أن أسباب الصراع في اليمن أسباباً داخلية وتتطلب من الرئيس ]علي عبدالله[ صالح إطلاق جهوداً سياسية واجتماعية تزامناً مع الحملة العسكرية –وهو ما تم بيانه في مؤتمر لندن الذي أقيم مؤخراً، فإن العديد من تحديات اليمن تتعلق بإدارة الحكم. وقد اتفق الشيخ جابر مع ذلك، واصفاً الرئيس صالح بأنه "قائد بعقلية NCO* تعتقد بأنه يستطيع الفوز بأي شيء من خلال المال" بينما المطلوب هو فساد أقل والمزيد من الإجراءات الأمنية الفعالة. وبين الوزير بأن السلفيين في الكويت متعاطفون مع الانفصاليين الجنوبيين في اليمن وتتم مراقبتهم من قبل حكومة الكويت، مشدداً في الوقت ذاته أنه لا يوجد كويتيين مشاركين في القتال. وبينت السفيرة بأن البعض في مجتمع الاستخبارات الأميركي يؤمنون بأن هناك عدد معقول من الكويتيين في تنظيم القاعدة، خصوصاً في المسرح الأفغاني والباكستاني، بينما رأى الشيخ جابر أن الكويتيين غالباً ما يكونون متعاطفين عن كونهم ممارسين، لكنه قال أنهم جميعاً تتم مراقبتهم عن قرب.

-

*ملاحظة ساحة الصفاة: يعتقد أن المقصود بـ NCO جبهة المعارضة الوطنية.

-

تأكيدات غوانتانامو/طلب توضيحات

أثارت السفيرة موضوع الكويتيان الذان لا يزالان محتجزان في غوانتانامو، وطلبت تأكيدات الوزير بالالتزامات التي تم بيانها في الاتفاق الدبلوماسي الأخير بمراقبة العائدين المفرج عنهم – خصوصاً في ما يتعلق بالمراقبة الدائمة وعدم سحب جوازات السفر- طالبة التأكيد على قانونية هذه الإجراءات وبأنها تعكس نوايا حكومة الكويت. فإن توضيح التأكيدات العالقة بات ضرورياً في ظل جدية القضايا ضد المحتجزين الباقيين. ووعد الوزير بإرسال رد أكثر رسمية في وقت لاحق، لكنه أوضح أنه لا يستطيع التدخل في أنشطة القضاء، لكنه قال أنه متأكد بأن المحتجزان المفرج عنهما أخيراً لم يكن معهم جوازات سفر، واصفاً درجة مراقبتهم من قبل الجهات الأمنية بالقول "قريبة جداً لدرجة أنهم يستطيعون شمّ رائحتنا والإحساس بأنفاسنا خلف أعناقهم".

-

الحاجة لإقرار قانون تمويل الإرهاب

بينت السفيرة –كما فعلت سابقاً مع وزير الخارجية- أن الكويت هي الدولة الوحيدة في الخليج العربي التي لم تجرم تمويل الإرهاب حتى الآن، وهو قانون ينتظر النظر فيه أمام مجلس الأمة، إلا أن رئيس مجلس الأمة جاسم الخرافي قد علق في دوائر مغلقة للسفيرة بأن الحكومة لم تجعل من القانون كأولولية في دور الانعقاد الحالي. ورد الشيخ جابر بالقول بأن السياسة هي التي تقف في وجه إقرار قوانين نحن في أمس الحاجة إليها، ليس فقط ما يتعلق بتمويل الإرهاب، لكن أيضاً فيما يتعلق بتوصيف جرائم الإنترنت. وقد منح الوزير تأكيداته بأن حكومة الكويت جادة في ما يتعلق بتمويل الإرهاب، سواء بوجود القانون أم بعدم وجوده، بالإضافة إلى التزامها بحماية الأميركان في الكويت. ومع نهاية الاجتماع، قدمت السفيرة للشيخ جابر نسخاً من طلبين سابقين يتعلقان بطلب معلومات حول بعض المتهمين بالتخطيط لتنفيذ أعمال ضد الرعايا الأميركان في الكويت، مبينة إدراكها بأن هذه الطلبات قد لا تكون محل ترحيب، مطالبة برد رسمي من الوزارة بشأن هذه الطلبات للتأكيد بأن السفارة قد قامت بعملها على أكمل وجه.

-

ملاحظة

نجا الشيخ جابر من تصويت بطرح الثقة في البرلمان في نهاية الخريف الماضي، إلا أن حكومة الكويت قد أنفقت جهداً كافياً إلى الحد الذي أمّن انتصاره بهامش قليل نسبياً. وبحسب التقارير فإن تكلفة دعم الحكومة (رتبه رئيس الوزراء الذي لا تجمعه علاقة قريبة بالشيخ جابر) كانت بأن يقبل الشيخ جابر بأن يتبع رئيس جهاز أمن الدولة عذبي الفهد الصباح رئيس الوزراء مباشرة وليس وزير الداخلية كما كان في السابق. إن حديث وزير الداخلية القوي والخاص حول إيران، وإن كان يمنح نافذة حول المخاوف الخاصة التي تعتري العديد من القادة الكويتيين، إلا أنه لا ينبغي النظر إليه على أنه سينتج عنه أي مبادرات سياسية ذات معنى من قبل حكومة الكويت.

]انتهى[


ملاحظة من ساحة الصفاة للصحف اليومية والمواقع الإخبارية:
جهد البحث وترجمة هذه الوثيقة والوثائق الأخرى التي ستتبعها خاص بساحة الصفاة، نتمنى منكم أمانة النقل في الإشارة للمصدر كـ "مدونة ساحة الصفاة" احتراماً لأبجديات المهنة وللقراء