بعد الجلسة: تفاصيل وتحليل

مع إقرار المجلس للقانون، نكون قد طوينا صفحة تجاذب سياسي عنيف شهدته الكويت على مدى الأشهر الماضية في سبيل إقرار حق مكتسب أقره الدستور للشعب بأكمله.

وللأسف فقد طويت الصفحة وكان الناتج فيه إنتقاص كبير للمرأة ممثلاً بفقرته الأخيرة، التي نصت -بكل عنصرية وقلة أدب- بضرورة إلتزام المرأة بالأحكام "المعتمدة" في شريعة الإسلامية.

أولاً لا أدري من أين تعتمد تلك الضوابط، فلو كانت مفصلة لهان الأمر، لكن جعلها مبهمة بهذا الشكل قد يعقد الأمور أكثر.

ثانياً والأهم.. لماذا على المرأة فقط الإلتزام بالشريعة؟ أهي نكرة؟ أم هي فئة ضالة وجب تقويمها؟ أوليس على الرجل أيضاً الإلتزام بها -إن كان القصد الشريعة-؟ الصيغة فيها مهانة كبيرة وتحقير للمرأة بشكل سافر. فإن كان القصد من تعديل المادة الأولى من القانون المساواة بين الجنسين، فقد كرست هذه الفقرة تلك التفرقة بتحديد "المرأة" الماجنة -كما يرونها- بأن تطبق عليها الشريعة. وهل هذا يعني أن على المرأة أن تتحجب؟ طيب حجاب أي مذهب؟ يصير حجاب بو طبقتين والا غير معتمد؟ ليش المرأة بس؟ هذا اللي يقهر!!

تفاصيل إدراج هذه الفقرة تبين أن الجلسة لم تكن بالطريقة السلسة التي قد يبينها نقلنا الحي (راجع الموضوع السابق)، بل حاول المتأسلمون وضع العثرات عبر تقديم الإقتراحات التالية واحداً تلو الآخر مباشرة:

- تقديم إقتراح بأن يشمل الحق من هم دون الحادية والعشرين.. وسقط الإقتراح.

- تقديم إقتراح بأن يمضي على المتجنس 15 سنة بدلاً من 20 للمشاركة.. وسقط الإقتراح.

- تقديم إقتراح بإضافة الفقرة إياها المذكورة أعلاه حول الشريعة الإسلامية.. وافق عليه المتأسلمون.. وافق عليه النواب الشيعة.. وافقت عليه الحكومة..

وعندما تم التصويت النهائي على القانون -باقتراحهم سيء الذكر- رفضوا القانون!! شكو تقترح وتوافق ثم ترفض!

إدخال الضوابط الشرعية جعل أحد الممتنعين -حسين القلاف- للتصويت مع القانون في مداولتيه الأولى والثانية بعد أن كان ممتنعاً في التصويت من حيث المبدأ.. فيما بقى الممتنع الثاني -جاسم الخرافي- على موقفه.

برد ومفاجأته

لا أحد يستطيع أن يصرح بشكل لا يدعوا مجالاً للشك لماذا صوت عواد برد -الإسلامي- مع القانون، إلا أننا رأينا لأنه قد يكون ملتزم فكرياً مع حزب الأمة. إلا أن الجلسة أتت عليه "أغلى من بيع السوق" حيث تعرض للتهجم والتطاول من قبل الجمهور الجهراوي في نهاية الجلسة وتلقى عبارات كـ "شقبضت يا عواد!!" في إشارة إلى رشوته من قبل الحكومة.

السعدون والشريعة

من طرائف الجلسة هو خطبة الجمعة التي ألقاها السعدون -على حد تعبير أحد الحضور- فقد كانت طويلة ومليئة بأدلة شرعية -مع أن القضية دستورية بالدرجة الأولى- واستنادات من القرآن والحديث واجتهادات ابن كثير وغيره لدرجة أثارت ضحك الحضور. لكن يقال أنه في نهاية حديثة ذكر بيت من الشعر جميل جداً سنقرأه بالصحف غداً..

نساء الكويت، لا أعلم هل أبارك أم أترحم على نبذكم بهذا الشكل المخزي من نواب الأمة.. لكنها خطوة أولى على طريق نضال طويل من أجل المرأة الكويتية في كافة المناحي الإجتماعية والسياسية.. فاغتنموها وإن كانت مجحفة. ونيابة عن العديد من رجال الكويت الذين يشاطروني هذا الرأي، أعتذر لما صنعته الذكورة بحقوقكم.

---------------------

إستطراد: الخرافي يضحك على من؟

ورد الخبر التالي بعد الجلسة على كونا، تعليقاتي ستكون بين الأقواس بالأسود:

الخرافي ..حصول المرأة على حقها السياسي سيكون دافعا لمزيد من النشاط الديمقراطي

اعرب رئيس مجلس الامة الكويتي جاسم محمد الخرافي هنا اليوم عن الامل في ان يكون حصول المرأة الكويتية على حقها السياسي في الترشيح والانتخاب دافعا لمزيد من النشاط الديمقراطي لدولة الكويت.

جاء ذلك في تصريح ادلى به الخرافي للصحافيين عقب انتهاء جلسة المجلس والتي اقر فيها بالمداولتين الاولى والثانية مشروع القانون بتعديل المادة الاولى من قانون الانتخاب بما يسمح للمراة بالمشاركة في الانتخاب للمجالس النيابية .

وقال الخرافي "قلت اكثر من مرة بان المرأة ستنال حقوقها السياسية ونامل ان تكون عند حسن الظن كما هي دائما .. كما نتمنى التوفيق والمزيد من النشاط الديمقراطي لدولة الكويت" (ماشاءالله عليك.. شلون أنها ستنال.. صج منت هين).

واضاف "ونأمل ايضا ان نستفيد من خبرة النساء في المحافل الديمقراطية".

واوضح الخرافي ان حصول المراة الكويتية اليوم على حقوقها السياسية "جاء في الوقت المناسب لاسيما بعد أن حصلت على اكثرية المصوتين على نيلها هذا الحق من أعضاء المجلس" (أنا خلاصتي من التعليق مسألة الوقت المناسب اللي ذبحنا فيها بوعبدالمحسن الله يقطع سوالفه.. أثره هذا الوقت المناسب اللي كنت تقصده.. قول هالكلام من قبل! أشوفك صوت معاها.. بوعبدالمحسن.. أخاف ليلحين مو الوقت المناسب.. شاور عمرك أنا أقول).

وردا على سؤال بشان امتناعه خلال التصويت على مشروع القانون في مداولتيه الاولى والثانية وعما اذا كان ذلك يعني عدم اقتناع منه بنيل المرأة حقوقها السياسية قال الخرافي "حرصت على ان اكون محايدا خلال ادارتي للرئاسة .. والا احسب على اي من الطرفين المؤيد او الممتنع" (أثره هذي القمندة.. إنزين بوعبدالمحسن، دام العالم صوتوا وخلصنا.. شنو رايك شخصياً بالموضوع؟ تدري شلون.. مو مهم.. بس لعلمك، تدري إن اللائحة الداخلية لمجلسك اللي تدير إنت بموجبها الجلسات نصت على أن رئيس المجلس يكون آخر المدلين بأصواتهم؟ وترى يا بوعبدالمحسن هذي ما حطوها عبث.. حطوها عشان رأي الرئيس ما يأثر.. إقرأ اللائحة سعادة الرئيس).

واضاف "وحرصت على الا احسب على اي من الفريقين المؤيد او المعارض .. واعتقد اني نجحت في عدم الانحياز في هذا الموضوع" (مبروك النجاح ومنها لأعلى.. مو إحنا قواطي جدامك!).

قهرني!!!