صباح الأحمد - Friend or Foe?

ماذا وراء الإبتسامة؟

سؤال محل نقاش بيني وبين أحد الأصدقاء منذ فترة طويلة، الشيخ صباح الأحمد هل فعلاً يعلم بما يدور في حكومته، أم أنه لا يعلم بما بات يعرفه حتى الصغير في الكويت من فساد وتجاوزات؟

هو أحد إثنين، إما أنه مسكين وليس له إلا الظاهر.. أم أنه المدبر الأكبر للحكومة ويعلم بكل الخفايا التي تدور في البلد.

صراحة أعجز عن إجابة هذا السؤال، ولهذا طرحته هنا لنتناقش حوله.

هل يعلم بتجاوزات شرار، التي وصف معظمها بأنها "غير متعمدة"..؟ هل يعلم بالثلاثي الذي يدير المجلس والذي أصبحت سيرته على كل لسان (شرار - المبارك - أحمد الفهد).. والذي لعب أفضل ألعابه في إستجواب الجارالله. هل ما حصل للجارالله بإيعاز من صباح الأحمد، أم أنه شبه إنقلاب على حكومة صباح الأحمد من الثلاثي إياه..؟

ماحصل في إستجواب الجارالله -خصوصاً ما ذكره الجارالله نفسه في معرض إستقالته- كان محاولة حكومية -أو من أطراف حكومية- للإطاحة بوزير.. فهل تمت بعلم رئيس الحكومة؟

إستجواب شرار كان من أفضل الإستجوابات مضموناً، حيث سلط الضوء على أحد مكامن الفساد الرئيسية. ورغم أن المستجوبين لوحوا حين إذ بتقديم طلب طرح للثقة في الوزير بعد الإستجواب، إلا أنهم تراجعوا وأحالوا المحاور لديوان المحاسبة.. وكان ذلك بمثابة ضربة في وجوههم.. إلى أن تجلت لي -وللكثيرين- الحكمة في ذلك. ففيما قد يظن البعض بأن الإستجواب قد يكون كيدي، إلا أن تقرير الديوان -جهة محايدة- أوضح بما لا يدع مجالاً للشك أن الإتهامات ضد شرار كانت صحيحة، بل ذهب التقرير أبعد من ذلك ليثبت أن شرار ضلل مجلس الأمة في إجاباته بالإستجواب وأعطى إجابات غير صحيحة. وبهذا تم وضع شرار في موقع لا يحسد عليه، فأصبح مفسداً في نظر نواب الشعب وبمباركة جهة محايدة هي ديوان المحاسبة.

بعد شعارات الإصلاح التي رفعتها الحكومة -والذي لم نراه حتى الآن-، توقع الجميع نهاية شرار وخروجه من الحكومة، لكن هذا ما لم يحصل. فقد استبسلت الحكومة في الدفاع عنه ووجهت نوابها ليطرحوا ذات الطرح القبلي الذي تم طرحه في إستجواب الجارالله مما يثبت أن ما حصل كان مع سبق الإصرار والترصد في الحالتين -الجارالله وشرار-.

نعود لسؤالنا.. هل يعلم صباح الأحمد بكل ذلك؟ أم أنه يعتقد أن نواب الحكومة يتحركون على سجيتهم في تقسيمهم القبلي والطائفي. الكويتيون يعلمون أن الثلاثي إياه هو المحرك لهذه اللعبة، فهو يد الحكومة السياسية وهي المافيا التي تقوم بكل الـ Dirty Work. لكن هل الدون صباح الأحمد كورليوني يعلم؟

من شاهد أفلام المافيا يعلم أن الدون (رئيس العائلة -وفي هذه الحالة رئيس مجلس الوزراء) يعلم كل الخبايا، ولا يجري شيء إلا بعلمه ومباركته.. إذاً لماذا يخلق صباح الأحمد الأزمات -إن كانت بعلمه-؟

هو يقول -في لقاء خاص قبل أيام من جلسة الأثنين- أن الحكومة لا دخل لها بما حصل.. وحينما قيل له أن أحمد الفهد هو المحرك لما يحصل قال بالحرف:
" كله أحمد .. كله أحمد..! عطوني دليل واحد عليه وأنا أراويكم فيه" .. فهل كان سمو رئيس الوزراء يستعبط مثلاً؟ أم أنه فعلاً لا يرى دليلاً ضد أحمد الفهد والثلاثي الكوكباني؟ وأنه يعتقد في قرارة نفسه بكامل اليقين أن الحكومة لا دخل لها بالموضوع.. في كلا الحالتين، فإن كان صباح الأحمد يعلم بأفعال الثلاثي فتلك مصيبة، لأن ذلك يعني أن الأزمات تأتي منه شخصياً.. وإن كان لا يعلم فالمصيبة أعظم.. حيث يعني ذلك أن هناك أيدي خفية تلعب بالحكومة يميناً وشمالاً دون دراية رئيسها!

وبالنسبة للدليل على أحمد الفهد.. نقول للشيخ صباح الأحمد ..
If it looks like a duck, quacks like a duck and walks like a duck - then it is probably a duck

وإلى أن يصطاد صباح الأحمد بطات حكومته، يبقى أن أعرض تصور آخر قد لا يكون بعيداً عن الواقع، وهو أن صباح الأحمد يرغب في أن تتمرغ أيدي الثلاثي في الوحل لتسهل عليه إزاحتهم حين يأتي الوقت لتنصيب إبنه ناصر أميراً أو ولياً للعهد..

وتضل جلسة الأثنين الماضي دليلاً صارخاً على أن حكومة الإصلاح شعار كسائر الشعارات التي ترفعها الحكومات العربية، ولا أخطيء حين أقول أن حكومتنا باتت تبذل مجهوداً نحو المزيد من الفساد والتستر عليه.. لا أعلم ماذا سيقول صباح الأحمد لأجيال كويتية جديدة تتطلع لمستقبلها الذي تفترض أنه باهر و شاهدت جلسة الأثنين.. وماهي الرسالة التي يريد أن يوصلها لهذه الأجيال الجديدة.. لا أعتقد أن لديه الكثير ليقوله..