تربية وطنية

جلست اليوم أساعد اختي الصغيرة على واجبات المدرسة ، وكانت تعمل على مادة التربية الوطنية التي كتبت عنها عندما أقر تدريسها ، فألقيت نظرة خاطفة على الكتاب ، والصراحة انبهرت.

لن أقول أن المنهج روعة لأني لا أدري أقارنه بماذا ، ولكن خاب ظني في أمر ولله الحمد ، فقد راهنت نفسي قبل أن أفتح الكتاب أن نصفه سيكون تعظيم للمغفور له فلان الفلاني وتمجيد لفلان الفلاني أطال الله في عمره ، ولكن خسرت الرهان.

الكتاب يكاد يخلو تماماً من ذلك ، سواء كانت مواضيع أو صور ، وقد تم تجميع المادة بصورة سلسة ومبتكرة تعتمد على المعلومات العامة عن الكويت ، وفيه فصل عن الحقوق والواجبات وفصل عن القانون مؤلفة بشكل مبسط ليناسب عقل الطالب في رابعة ابتدائي (الصف الرابع على قولتهم).

عجبتني بعض المواضيع التفاعلية التي تكسب الطالب مهارات أكثر من حفظ معلومات وترديدها ، مثلاً كان هناك تمرين يقسم الطلبة إلى مجموعات ، وكل مجموعة تعمل بحث عن شخص/مكان/شيء متعلق في الكويت ، معلومات وصور ، ويقومون ابإملائها مكان الفراغات ، ومن ثم تقوم كل مجموعات الطلبة بتجميع ما لديهم في ملف واحد ويرتبونه ويقدمونه على شكل مجلة الفصل ، فكرة بسيطة ولكن مبتكرة وجميلة، ففيها يتعلم الطالب معلومات جديدة عن ما بحث عنه ، ويتعلم العمل الجماعي مع المجموعة أو مع باقي المجموعات ، ويتعلم أساليب عرض معلومات جديدة كإعداد مجلة.

عجبتني أختي يا حليلها أيضاً في هذا التمرين ، فقد راهنت نفسي مرة أخرى أن حالها من حال الأطفال في عمرها ، ربما تكون قد كتبت (أو أملي عليها أن تكتب) عن رموز الدولة ، ولكنها بحثت وكتبت عن العم صالح العجيري ، ويا حليلها لم تجد صورة له فقامت برسمه =)

على كلٍ ، هذا كان كتاب الصف الرابع ، ولا أدري إن كانت كتب المراحل الأخرى تحتوي على ما ظننت.

عسى أن يكون ذلك بداية خير.

-----

خارج الموضوع: فلنراكم غداً في ندوة د. أحمد الخطيب في جامعة الخليج.ـ