طاسة الدوائر

من القضايا القادمة في المجلس قضية الدوائر الإنتخابية وقضية حقول الشمال، وقد استمتعت بندوة السيد هاشم الرفاعي وعبدالله النيباري أمس في جمعية الخريجين، حيث عرفت الكثير عن ملف حقول الشمال وسيكون لنا عودة لهذا الموضوع. لكن قضيتي اليوم هي مسألة الدوائر، إذ تشهد الساحة السياسية الكويتية العديد من التحركات –وإن كان معظمها من تحت الطاولة- تجاه هذه القضية، وبات في حكم المؤكد أن يبت المجلس والحكومة برأيهما بها في دول الإنعقاد الحالي.

كما يعلم الجميع فإن الحكومة تريد العشر، وكذا الإخونجية، بينما "المستقلين" –اللي ليلحين مادري مستقلين من شنو- يرغبون في الزيادة.. و"نوابنا" –إن صحت التسمية- يدفعون نحو الخمسة دوائر. وهذا الدفع تكتيكي بالدرجة الأولى، فكلنا يرى كيف تتعامل الحكومة مع المجلس بعناد وكأنهم أطفال. فإن رغب المجلس بالعشر جنحت الحكومة للثمان.. وإلخ.

الجديد في هذه القضية هو ماذكرته مصادر ساحة الصفاة عن عرض تم تقديمه في لقاء النواب "الليبراليون" مع الشيخ صباح الأسبوع الماضي. حيث لوحظ أن سمو رئيس الوزراء ما بإذنه ماي على العشرة دوائر، وكان مقاطعاً باستمرار لطرح النواب الذين كانوا يعرضون فكرة الخمس دوائر، إلى أن تحدث مشاري العنجري الذي تحدث بقوة ليضمن عدم مقاطعة رئيس الحكومة الذي كان من الواضح أنه لا يريد أن يستمع. وقدم العنجري عرضاً للشيخ صباح عن مساويء العشر دوائر مقابل مميزات الخمس، مما ولم يبد رئيس الحكومة اعتراضاً مما يرجح أن الثلاثي الذي يعطيه الإستشارات لم يحسب حساب كلام العنجري، خاصة عندما أعطاه عرضاً بعدم خوضه والنواب الذين معاه في الوفد الإنتخابات القادمة إذا وافقت الحكومة على الخمس دوائر وذلك لإثبات أن موقفهم هو للكويت وليس لمصلحة شخصية. وأكمل العنجري عرضه بدعوته الشيخ صباح لأن يقول لمعارضين تقليص الدوائر بأن لا يخوضوا الإنتخابات في حالة إبقاء الخمس وعشرين دائرة أوتغييرها لعشر، مبيناً أن منطلقاتهم شخصية بحته.

الشيخ صباح تأمل النقطة التي يبدوا أنها أقنعته، حتى خروج الوفد ودخول الثلاثي مرة أخرى ليعيدوا حشو رأس الرئيس بالعشر دوائر.
باعتقادي الشخصي أن المشكلة الآن ليست الخمس أو عشر دوائر.. بل التقسيم الذي سيتم تبنيه!
ننطر ونشوف!

آخر السطر:
الغريب أن كل الوفود التي زارت صباح الأحمد حول موضوع الدوائر خرجت "مستانسة"! سواء كانت تريد 30 أو 10 أو 5 دوائر!!