الطبطبائي .. وثقافة الموت والإرهاب

تذكرون لما قلت أنني كتبت موضوع عن وليد الطبطبائي، لكن قمت بتأجيله لأن مقابلة رئيس مجلس الوزراء على الراي كانت أهم. اليوم أنشر لكم الموضوع، علماً بأني كتبته بتاريخ 30 مارس، لذلك لما أقول "بالأمس" فهو 29 مارس، وهكذا.

---------------

يكاد النائب السابق وليد الطبطبائي لا يفوت فرصة دون أن يبرز نفسه كـ "خالف تعرف."

بالأمس كتب الطبطبائي منتقداً احتجاز منظمي جرائم الانتخابات الفرعية مقابل إطلاق سراح النائبين السابقين عبدالصمد ولاري مقابل كفالة ومنع سفر، في ما أسماه "الكيل بمكيالين" من قبل "السلطات المختصة" (استحى يتحرش بالنائب العام).

رغم أن حصانة عبدالصمد ولاري سقطت والقضية تأخذ مجراها القانوني، للأسف يستمر البعض في إثارتها بنفس طائفي عفن ودون أدنى مسؤولية تجاه حساسية الأسابيع المقبلة وخطورة إثارة تلك المواضيع في جو التنافس والشد الانتخابي، ولكن تعودنا على الطبطبائي تبنيه لمثل هذا الطرح وأبرزنا ذلك في أكثر من موضوع في أرشيف ساحة الصفاة.

الطبطبائي يستكثر على النائب العام إطلاق سراح لاري وعبدالصمد لأنهما نظما وشاركا في تأبين مغنية، بينما منظمي الفرعية تم احتجازهم لجريمة لم تقع بعد. جميل. كلام الطبطبائي يبدو وكأنه عقلاني مبني على أساس التهمة الموجهة للمتهمين. لكن هل نسي الطبطبائي أن تهمة لاري وعبدالصمد تحولت إلى الانتماء إلى حزب محظور وليست تأبين مغنية كما يحاول الطبطبائي أن يضلل القراء؟

لم أدرس القانون، والطبطبائي دارس شريعة، إذن لن أتطرق على إجراءات النائب العام فهو أفهم بالقانون وأفهم بتفاصيل القضيتين، وبالتأكيد هو أفهم من الطبطبائي، ولكن سأتطرق للحكومة التي تبدو وكأنها جادة هذه المرة (عسى دوم)، وعسى الله يعينها لأن هناك أيضاً عمليات شراء أصوات ستتم ويجب التصدي لها بنفس الحماس والجدية.

الطبطبائي اتهم "السلطات المختصة" دون أن يسميها بالكيل بمكيالين، وكنت سأقول أنه على حق لو سمى الحكومة بالإسم، نعم الحكومة تكيل بمكيالين بقضية حزب الله المحظور لأنها تركت وليد الطبطبائي يسرح ويمرح بعد أن رفع علم حزب الله في ساحة الإرادة وامتطى المنصة ممجداً بحسن نصرالله. الحكومة تكيل بمكيالين لأنها تركت وليد الطبطبائي ينظم مهرجان خطابي لمناصرة إرهابيي الفلوجة. الحكومة تكيل بمكيالين لأنها تركت الطبطبائي يبدي النصح والمشورة لشيخه أسامة بن لادن.

نرجو من السيد الطبطبائي أن يكون آخر من يتكلم عن الانتماءات الخارجية والكيل بمكيالين، فهو غارق بهما. لا يعنينا الموقف من عبدالصمد ولاري فما قاما به علاوة على أنه استخفاف وانعدام حساسية بمشاعر الناس فهو أيضاً حماقة وغباء سياسي، ولعب الطبطبائي بنار الطائفية لا تقل استخفافاً وحماقة عنهما.

------------

أمس الطبطبائي وجد له فرصة PR لزوم موسم الانتخابات، فشارك في "مهرجان إعدام السيجارة" في أحد المجمعات. وقبل التعليق، إليكم صور المهرجان.

هل من الغريب أن نرى للطبطبائي صلة في أمر فيه قتل وإعدام وترويع وإرهاب؟ مرة أخرى، هل من الغريب أن نرى للطبطبائي الذي يقول أن بن لادن "شيخه" ويتوسط لحامد العلي صلة في أمر فيه قتل وإعدام وترويع وإرهاب؟ هل من الغريب أن نرى للطبطبائي الذي يمجد إرهابيي الفلوجة وحزب الله الذين لا يسلم منهم حتى الأطفال صلة في مسرحية في مكان عام مليء بالأطفال كما تظهر الصور يتم فيها عرض مشاهد مقززة ومقرفة عن عملية الإعدام؟

قد لا يكون للموضوعين ارتباط مادي مباشر، ولكن الطيور على أشكالها تقع. إنها ثقافة الموت التي يبيعونها للناس تنعكس في كل تصرفاتهم.

-----------

أخيراً أحمد الشحومي وجد له من يتحسر على خروجه. إنه وليد الطبطبائي مجدداً.

عاد فارس مرة وحدة!

دوافع غزل وليد الطبطبائي بأحمد الشحومي هو مساعدته له في استجواب وزير الصحة الأسبق الشيخ أحمد العبدالله، والذي حاول الطبطبائي به أن يجبر الوزير على إقالة وكيل الوزارة د. عيسى الخليفة لأن وجود وكيل وزارة شيعي في مركز قرار يؤثر بسير معاملات العلاج بالخارج والتعيينات والترقيات يشكل خطراً على الطبطبائي والسلف والإخوان، فلن يرتاحوا إلا عندما يقيلونه ويضعوا بديلاً قريباً منهم بمكانه.

هذا خبر مر بسلام يوم الجمعة الماضي.

شتسوى عليك؟ يالله قول آسف.

والا عندك انت مكيالين بعد؟