رئيس الحكومة الصامتة... وعمه

إن كنت لا تعرف من في هذه الصورة عزيزي القاريء فلمعلوماتك هو الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، نائب رئيس الحرس الوطني، وهو منصب -إن كنت لا تعلم- بات مهماً في الكويت خلال الفترة الماضية، خصوصاً مع غياب هيبة الحكم وسلطة القانون وسيادة الثقافة العشائرية في إدارة البلاد.

-

كلنا نذكر أحداث تأبين مغنية والفوضى التي عمّت البلاد في ذلك الحين والتي أدت إلى فتنة بين السنة والشيعة، ونرى الآن الفتنة الأخرى التي يحاول البعض صنعها بين "أبناء القبائل" وبقية الشعب، وكأن أبناء القبائل ليسوا من الشعب. الرابط هنا مهم بين هاتين القضيتين لأن العنصر المشترك شيئان، الفتنة، والشخص الموجود في الصورة أعلاه.

-

لا أريد الحديث عن قضية التأبين، فالأمر الآن بيد عدالة القضاء، لكني أريد أن أتحدث عما يجري في البلاد الآن من فتنة أخرى مصطنعة تهدف بالدرجة الأولى إلى القضاء على الحياة الديموقراطية في الكويت. نحن لا نلوم القبائل التي تجري فرعياتها، فموقفنا معروف من الفرعيات وهو شيء يرونه مهم لديهم وهو مجرم قانونياً وهناك قانون يجب أن يحترم، وما قامت به الحكومة أمس ممثلة بوزارة الداخلية، أو لنقل ما لم تقم به، هو الطامة الكبرى.

-

الحدوتة

-

القصة كالآتي، نشرت جريدة الشاهد قبل يومين خبراً مفاده أن هناك أوامر لشيخين بالخروج من البلاد لضمان عدم تدخلهم في الإنتخابات، وتأكدت هذه الأخبار من مصادر التي أضافت أن الشيخين هم عذبي فهد الأحمد ومحمد عبدالله المبارك، وتوقعت أن تتسع القائمة لتشمل الشيخ أحمد الفهد. وهم أناس معروف عنهم تدخلهم في الانتخابات. إلا أن القصة لا تقف عند هذا الحد، فالطامة أن هؤلاء الشيوخ سيتركون البلد ليتم التدخل على عيار ثقيل، وكانت المساومة بأن يرحلوا مقابل أن تتم الفرعيات وأن تغض وزارة الداخلية نظرها عنها، وهو ما رأيناه أمس.

-

حطبة دامة

-

وزير الداخلية يقول في القبس اليوم أنه تجول في الدائرة الخامسة ورجال المباحث يتجولون ولم يلحظون أي شيء عن فرعيات!

الصحف تنشر أخبار الفرعيات والناس تتداول الحديث عنها، والوزير يتجول في المنطقة ومباحثه يعملون دون أن يسمعوا شيء عنها!! عفية مباحث وعفية جهاز أمن!

المضحك أن فرعية العجمان مساء أمس تم "الكبس" عليها بعد إعلان النتائج.. يا سلام عليكم!

الوزير يقول "لا نستطيع منع الناس من دخول الديوانيات"، يا حلوك.. لكن الشرهة مو عليك، لأننا نعلم أن "ما منك فايدة"، لكن الشرهة على رئيسك الذي بات عليه اليوم أن يثبت إن كان ولاءه للبلد وللقانون أم لعمه مشعل الذي يعلم الجميع أن كرهه للتجربة الديموقراطية ليس سراً.. خصوصاً وأنه مرشح لأن "يصعد" في ترتيب الأسرة. الشيخ مشعل يريد غض النظر عن الفرعيات وإيصال ناس يتحكم فيهم هو وعيال أخوه اللي مسفرهم بالريموت كنترول للمجلس ليثيروا المزيد من المشاكل.. ويطير المجلس.. ويتحقق الحلم بتعيين مجلس أعيان حتى إذا "صعد" بالترتيب كانت الأمور مريحة.. ولصعوبة إيجاد مجلس أعيان -شعبياً- فهو لا يريد أن تكون الصكّة براسه، يريدها برأس غيره.

يا وزير الداخلية، مو مطلوب منك أنك تمنع الناس من دخول الديوانية، لكن إن كنت لا تعلم، فالإنتخابات الفرعية جريمة.. وإن كانت لديك معلومات أن هناك انتخابات فرعية (جريمة) تجري في الديوانيات ولا تحرك ساكناً فهذا خلل كبير.. مو فيك.. لأن ما منك رجا.. لكن الخلل في رئيسك.. رئيس الحكومة الصامتة. وإن كنت لا تعلم أن هناك جريمة تجري في الديوانيات، فالمصيبة أعظم.

-

هد الكاكاو!

-

ناصر المحمد الأحمد مطالب اليوم باتخاذ موقف، ترى ذبحتنا من كثر ما أنت متردد. نحن لا نطلب منك أن تكون رئيس وزراء "فلتة"، أو رئيس يحقق طموحات الشعب، طلبنا أبسط بكثير.. طبق القانون. الفرعية جريمة.. اوقفها.

أصدقاءنا في المباحث وبعض قيادات الداخلية ينقلون لنا أن الأوامر لهم بأن لا يقومون بواجبهم تجاه الفرعيات.. وأن يلزمون الصمت.. ونحن نتساءل، من يدير البلد.. ناصر المحمد أم عمه؟ وإذا كان ناصر المحمد.. فعليه أن يفوق من غفوته، ويترك الشوكولاته السويسرية جانباً.. ويطبق القانون. وإن كان عمه.. فالله يستر.

إجابة السؤال ليست سر.. سنعرفها خلال اليومين المقبلين في تعامل الحكومة مع ملف الفرعيات.. وعلى فكرة، فرعية العوازم اليوم.. لنرى كيف ستتعاملون معها.. وشراء الأصوات بدأ.. ياخوفي يكون تعامل الحكومة الصامتة معها بنفس الطريقة مع الفرعيات.