Conrol Freaks!

اللفض المذكور أعلاه "Control Freak" يطلق على محبي التحكم في كل شيء ومن يعتقد أنه يا إما طريقته أو الخط السريع (aka: my way, or the highway).. لكن في هاليومين من يستحق هذا اللقب بجداره هو حكومتنا.

-
الحكومة، تسعى حالياً لـ "ضبط" المدونات والإنترنت.. تدرون لأنه شعبنا ما يتحمل، ويمكن يفهم غلط اللي ينكتب بالـ "نت" فمن الواجب على الحكومة الرشيدة أن تضبط الوضع، وذلك كله لراحة المواطن، نعطيه السمين دون الغث ونحافظ على عقله. تماماً كما تفعل الحكومة في معرض الكتاب، وتلفزيون الكويت، ومنع الاختلاط، واللائحة التنفيذية لقانون المرئي والمسموع... ومنع تي شيرتات فريق ليفربول لأن عليها دعاية بيرة!
-

نعلم أن موضوع "ضبط المدونات" أتى بعد الموضوع الذي تحدثت فيه ساحة الصفاة ومدونات أخرى عن خروج نواب محملين بأموال من مكتب سمو رئيس الوزراء. فرأينا كيف أن خروج هذا الخبر أثار حفيظة سموه في جلسة علنية لمجلس الأمة فقام وتحدث عنها. لكن المشكلة لا تكمن هنا، بل تكمن في استسلام الحكومة للآراء المتخلفة.. التي جعلت منها الآن تنظم لموجة الـ Control Freaks. فطاب لها منع الاختلاط ومعرض الكتاب، فنراها اليوم تركب الموجة لتمنع المدونات وتضبط الإنترنت.

-
حكومتنا تعتقد أنها فعلاً تستطيع أن تغلق علينا بالمفتاح، وكأن البلد غرفة في بيت أبوها. ولا تعي أننا نعيش في عالم مفتوح. الحكومة –ومعها الإسلاميين- مقتنعة أنها عندما تحجب مواقع سياسية (وحتى الإباحية) أو تحيل كاتب للنيابة فإنها تتحكم في ما يصل لعقل المواطن الكويتي.. وهي في ذلك واهمة، ولا نلومها.. لأنها ببساطة لا تفهم يعني شنو "إنترنت" ولا تستوعب العالم المفتوح، فغالبية أعضائها ولدو أيام "الداية".. وهذا ليس عيباً، لكنه يعني أنهم ليسوا أبناء هذا الوقت.. فلا يعرفون ما هو الـ "بروكسي" مثلاً.. ولا يعلمون أن مئات أو آلاف الكتب الممنوعة تدخل عن طريق المطار في شنطنا عندما نعود من السفر (عسى ما جمارك المطار يقررون يقرون الكتب بعد هالبوست).. ولا يعرفون ما معنى "بوست" اللي توني قلتها.. يمكن توست؟.. ولا تعلم الحكومة أن من يريد أن يصل لشيء (أيا كان) سيصل له غصباً عليهم.

-
أقول ذلك اليوم ونحن نرى محمد عبدالقادر الجاسم يساق للنيابة لأنه قال كلمة، ونرى التيار الديني يخطف الكويت غصباً على اللي ما يرضى في الحكم والحكومة، ونرى الحكومة تركب موجة الخطف لتمنع ما لا يعجبها. ودام الناس ساكتة والحكم سعيد.. ليش لأ؟

-
على فكرة، غداً الأحد، لجنة دراسة الظواهر السلبية الدخيلة على المجتمع الكويتي في مجلس الأمة ستناقش ضوابط مشاركة الفتيات في الدورات الرياضية، بحضور وزير العدل والشؤون الاجتماعية جمال شهاب. اللهم سدد خطاهم.. نتمنى أن تقترح الحكومة على أعضاء اللجنة أن يلعب الفتيات بلباس حديدي تأسياً بفرسان القرون الوسطى حتى لا ينكشف أي جزء من الجسم.

-
وعلى فكرة، فوبيا (وتعني الخوف طال عمرك معالي الوزير) التيار الإسلامي باتت تسيطر على الجميع، لدرجة أن طلبة وطالبات كلية الطب (دكاترة المستقبل) توجهوا –بموافقة أهاليهم- إلى البحرين لحضور مؤتمر طبي نهاية الأسبوع الماضي.. لتتفاجأ الطالبات بأنه قد تم تسكينهم في عمارة فيها حارس.. ويا ويلها اللي تبي تطلع.

-

الخلاصة

-
الناس ضاقت فيها الوسيعة.. وديرتكم صارت تلوع الجبد (لا تصدقون إنها ديرت"كم" بروحكم). ونظراً لأنكم سمحتم لتيار الديني بأن يكون تيار منظم، وسيطر بذلك على السياسة، فإن المسؤولية تقع عليكم (الحكم) أن تحافظوا على أبسط مظاهر الحياة التي نعرفها ككويتيين، لا أن تركبوا الموجة لتمنعوا ما يضركم شخصياً. والا بذمتكم حفل نبيل شعيل في راس السنة يلغى لأن راس السنة حرام؟!

ببساطة لا يوجد قرار يحمينا.. والحكومة أي لفحة هواء ممكن أن تطيرها.. فلا حول ولا قوة لها.. لكن أنا أقول، تطير الحكومة ولا أنحرم من إني أعيش بني آدم!

-

أمين عام تجمع ثوابت الأمة محمد هايف المطيري يقول في مؤتمر صحافي اليوم أن النائبين محمد الصقر وعلي الراشد ينادون بأن تكون الكويت دولة مدنية.. وهذا -برأي المطيري- لا يمكن حدوثه ويعد استفزاز واضح للشعب الكويتي ويحمل دعوة مبطنة لفصل الدين عن السياسة.

-

بالمقابل، محمد الصقر قال كلمة صحيحة قبل يومين "في الكويت كل شيء صار حرام وكل شيء ممنوع"، فهل هذا ما نريد؟ باختصار، هل نريد أن نصبح السعودية؟ هل هناك مشروع بهذا الاتجاه؟ علمونا عشان نعرف نحسم أمورنا.