شاويش غيرقيستان

*** تحديث مهم ***

تم تغيير موعد ومكان التجمع نظراً للجو المغبر

المهرجان الخطابي سيقام اليوم

الساعة السابعة مساء

في جمعية الخريجين

حضورك مهم ... نراك هناك

-------------

فرحت عندما قرأت تقرير جريدة "الرؤية" قبل أيام عن قائمة مرشحي الإخوان المسلمين للانتخابات القادمة، والتي تضمنت النائب الحالي دعيج الشمري الذي درج الحديث عنه قبل فترة في الأوساط الإخوانية أن مسألة ترشيحه ليست محسومة لأنه "يفشّل" بسبب تصريحاته ومواقفه التي تسبب الحرج لهم، ولفرحتي سببان: الأول هو أن دعيج الشمري "يضَحَك" وتلك صفة نادرة الوجود عند الاخونجية الذين تعودنا عليهم كناصر الصانع ومحمد البصيري، والسبب الثاني هو أن سذاجة دعيج السياسية تكشف القناع عن الوجه الحقيقي للإخوان ومآربهم، وهذا أمر نحتاجه لأن الإخوان أبعد ما يكون عن الانسجام مع النفس والصدق والوضوح.

حلقة برنامج "أوراق خليجية" على قناة أوربت عن قضية إعادة العمل بنظام التعليم المشترك والنقاش بين النائب دعيج الشمري وأمين عام التحالف الوطني الديمقراطي خالد هلال المطيري كشفت للناس الكثير من الأمور التي طالما راوغت فيها الجماعات الإسلامية وخاصة الإخوان المسلمين، ونلخص أهم ما جاء في الحلقة المقسمة على أكثر من مقطع ونترك لكم مشاهدتها بالكامل.

المقطع الأول.

يكرر مؤيدو منع التعليم المشترك حجة أن قانون المنع أقر بموافقة أغلبية أعضاء مجلس الأمة ولذلك لا يجب التطرق له من جديد، وهي حجة مردود عليها كون الأمر ليس سابقة، فمجلس الأمة مختص تشريعياً بسن القوانين وتعديلها وإلغائها طالما كان ذلك عبر القنوات الدستورية، بل هناك قوانين يقرها المجلس وتسقطها المحكمة الدستورية بالكامل كقانون منع التجمعات، وهناك قوانين يقرها المجلس وتعيدها الحكومة، حتى تعديل الدستور إن وافق المجلس عليه فإنه يتطلب أيضاً موافقة الأمير ويمتلك حق رفضه، إذاً لا توجد مشكلة في الآلية، أما من حيث الموضوع فكل نائب له الحق في التطرق لأي موضوع كان بغض النظر عن مدى قبوله، والدليل طرح النواب الإسلامين المتكرر في كل مجلس عن تعديل المادة الثانية والحفلات والفالنتاين والشيشة وصالات البلياردو، خوش قضايا يا الله من فضلك.

نأتي الآن إلى المقطع الثاني وهو بداية حديث دعيج الشمري، وكما يقول حسينو: "سمعنا فاهك."

أولاً هناك أمر بالغ الأهمية في الحلقة لأنه أكثر شيء تكرر فيها، وهو مناداة دعيج الشمري بـ "الدكتور"، لذلك يحتاج توضيح.

طبقاً لسيرته الذاتية على موقعه الالكتروني، المؤهل العلمي لدعيج الشمري (كتبت "الخليفة" تلقائياً بدلاً من الشمري، ما تفرق) هو دبلوم اتصالات، يعني معهد سنتين وتخرج فنياً أوعلى الأكثر ما يسمى وظيفياً "مساعد مهندس"، ويقول أنه "حصل" على الدكتوراة الفخرية من جامعة الصداقة في جمهورية قيرغيستان. علماً بأن الدكتوراة الفخرية "تعطى" ولا "يحصل" عليها، وعادة ما تكون كمكافئة شرفية لمن قام بعمل ليس أكاديمي، وتعطى بقرار من إدارة الجامعة وليس من لجنة مناقشة أكاديمية.

طبعاً دعيج الشمري ما صدق خبر أحد يناديه دكتور فأخذ على الوضع وأكمل، بما أعتبره شخصياً إهانة بحد ذاتها من صاحب دبلوم اتصالات لكل شهادة بكالريوس وماجستير ودكتوراة، ناهيك عن "جامعة الصداقة في قيرغيستان" التي لا أثر لها على الانترنت. عموماً كان من الأجدر من أي شخص محترم يعطى لقب "يخب عليه" أن يتواضع ويصححه، لا أن يصدق نفسه ويعيش الدور.

نعود الآن إلى موضوع الحلقة، أعتقد أن دعيج تفاجأ بسرعة طرح القحطاني السؤال عليه بخصوص بيان جمعية اللقطاء والأمراض الجنسية وإن كان يوافق ما جاء فيه، إذ ما مداه يبلع ريجه، وكما يقولون اشترى لنفسه عدة ثواني بالشكر على الاستضافة حتى يستجمع أفكاره للرد على السؤال، ولكن الرد جاء بخيبة أمل كالتالي:

الهروب الأول: "هذا السؤال يوجه إلى من كتب هذا البيان." وهو جواب في غير محله، حيث لم يسأله القحطاني "ماذا يقصد بالبيان؟" مثلاً، بل سأله "هل توافق ما جاء فيه؟" وبمعنى آخر "ما رأيك بما جاء فيه".

الهروب الثاني: "ما ودي أعلق على هذا البيان." ليش؟ بيان منشور في الصحف ويتم تداوله في كل النقاشات، ما فيها شيء يكون لك رأي فيه.

الهروب الثالث: "ودي أعرج على ما تفضل فيه خالد" ... إنحش!

الهروب الرابع: "جمعية الاصلاح ليس لها علاقة بتنظيم الإخوان المسلمين." ليش؟ ما يشرفكم جمعية الاصلاح ترتبط فيكم؟ يشرفكم والا ما يشرفكم؟ ثم يقول "ربما يكون بعض عناصرها من الإخوان ولكن الجمعية ليست لها علاقة بالتنظيم"، طيب إذا كان رئيسها السابق هو الأب الروحي والممول الرسمي وشقيق مؤسس التنظيم في الكويت، وصورته على واجهة موقع الحركة الدستورية، بعد ما في علاقة؟ مرة ثانية، يشرفكم والا ما يشرفكم؟

بالنهاية أضاع دعيج دقيقة وخمس وأربعين ثانية من وقتنا ليعلمنا أن جمعية الاصلاح هي جمعية نفع عام، طيب ما جاوبت على السؤال الأصلي:

هل توافق ما جاء في بيان جمعية الاصلاح والا لا؟

يا أخي نبي نصدقك شوي ونقول مالكم علاقة بجمعية الاصلاح، ما كلفت خاطرك تستنكر ما جاء فيه؟ بعد ما فيها حرج ما لكم علاقة فيها! بس كلمتين تطيب خاطر عشرات الآلاف من طلبة جامعة الكويت والجامعات الخاصة والبعثات وأهاليهم وأبنائهم، كلمتين بس "لا نوافق" وخلصنا. البرنامج أعطاك فرصة للتبرؤ مما جاء في البيان من قلة أدب ولم تستغلها، فللمرة الألف يا إخوان يا حدس: هل توافقون ما جاء في بيان جمعية الاصلاح والا لا؟

يقول دعيج أن الفصل في جامعة الكويت حالياً بنسبة 70%، وهذه كذبة، فالكل يعرف أن الفصل الذي يتحدث عنه هو في قاعة المحاضرات والكافتيريا، أما في الممرات واللوبي والساحات والحدائق والمواقف والإدارة وغيرها حتى عند باب القاعة، فليس هناك فصل، يعني بس فصلتوا القاعة وبردت دودتكم؟

يقول دعيج أن مقدمي الاقتراح وافقوا على إنشاء حرمين جامعيين في الشدادية، وقولهم أن قانون منع التعليم المتشرك مكلف مالياً متناقض لأن إلغاء المنع الآن يعني أن الأموال التي صرفت على الحرمين ذهبت هباء منثوراً، ومن قال لك اهدم الحرمين؟ ما في مشكلة نكمل بناء الحرمين ولتكن جامعة منفصلة أو جامعتين واحدة للطلبة والثانية للطالبات، ولتعد جامعة الكويت إلى "عاداتها وتقاليدها" التي أنشئت عليها بنظام التعليم المشترك، وليترك الاختيار للطالب والطالبة وأولياء أمورهم.

دعيج يستكثر على النواب تقديم هذا المقترح لأنه "عبث سياسي وإشغال للبلد" لأن هناك حالة استقرار على قانون منع التعليم المشترك منذ 1996 وترتبت عليه نتائج كثيرة، طيب هذا الكلام أيضاً ينطبق على من طالب بمنع التعليم المشترك في 1996 لأن جامعة الكويت كانت مستقرة بنظامها التعليمي المشترك منذ إنشائها في 1966 كما ذكر خالد الهلال في المقطع الثالث، ولكن لأنكم عبثتم بها فترتب عليه عواقب كثيرة منها تأخر تخرج كثيرين من الطلبة ونقص في الهيئة التدريسية والقاعات والمعدات، مما اضطر الدولة بناء جامعة جديدة ذات حرمين منفصلين، إذاً من الذي يعبث بأوضاع مستقرة؟ ومن الذي يشغل البلد بأمور هي مستقرة بالأساس؟ على العموم الجماعات الإسلامية آخر من يتكلم عن إشغال البلد، فقضايا التنمية التي يطنطنون بها لا تتعدى الفالنتاين ومحلات الزهور وصالات البلياردو والحفلات والخيم الرمضانية.

ثم يرد خالد الهلال على موضوع بيان جمعية الاصلاح، ولا مجال للإضافة على ما قاله، ورده موجود في المقطع الثالث.

المقطع الرابع.

في رده على سؤال "ماذا عن الاختلاط في الساحات والأماكن العامة والأسواق"، يقول دعيج "أن هذا اختلاط وقتي"، إذن فتوى جديدة على الهواء مباشرة، الاختلاط الوقتي لا بأس فيه، أما الاختلاط اليومي المستمر فهو لا يجوز، يعني طالب وطالبة يذهبون لمحاضرتهم ثلاث مرات في الأسبوع لمدة ثلاثة شهور هذه لا تجوز، لكن شاب يتحرش بفتاة في السوق ماكو مشكلة لأنه اختلاط وقتي، خوش كلام جديد.

بعدين شسالفة الأبحاث؟ من يستخدم بحثاً علمياً في إثبات قضية على الأقل يذكر إسم صاحب البحث والمؤسسة أو الجامعة التي يعمل بها وفي أي مجلة نشر البحث أو في أي مؤتمر تم تقديمه، حتى يقيم المتلقي مصادقية البحث، مو "هذا بحث فرنسي" وين قاعدين؟ هذا وانت دكتور بعد، الله يعين لو ما كنت دكتور كان شسويت.

وعلى فكرة هذا بحث وليس حقيقة مطلقة أو أمر نافذ، تدري كم بحث يطلع في أمريكا يومياً؟ هؤلاء شعب على الأقل يسمح بحرية البحث العلمي وتختلف الأبحاث في نتائجها طبقاً لعينات البحث ومعاييره، وبذلك تتوفر للرأي العام عدة دراسات وخيارات يبني عليها رأيه، مو مثلكم انتو بس تبون اللي يوافقكم!

ثم يستشهد دعيج بقرار الرئيس الأمريكي بتمويل المناطق التي تختار أن تكون مدارسها منفصلة، أولاً الرئيس الأمريكي خبل مثلكم راكب موجة دين ومحافظة حق الانتخابات، وثانياً القرار لم يفرض على المدارس أو المناطق بل كان التمويل متوفراً لمن يختاره، وثالثاً تبقى أميركا تتبنى نظامين تعليم متشرك ومنفصل، ولولي الأمر حق الاختيار ما بينهما، بعكس ما تريدون فرضه علينا وهو نظام واحد يمثل وجهة نظركم فقط.

المقطع الخامس.

هنا تطرق خالد الهلال لانتقائية دعيج والجماعات الإسلامية، فإن وافقهم بحث أصبحت الأبحاث خوش شغل، وإن عارضتهم فيجب تقنينها، وإن وافقتهم أمريكا فأمريكا خوش ناس، وأن عارضتهم فهي كافرة وفيها انحلال أخلاقي، وإن وافقهم رئيس الكنيسة الأنجيليكانية في كينت د. روان ويليامز فهو خوش ولد "والله يهديه" ويطالبوننا بالاقتداء به، ولكن خالد الهلال كشف في رده أن ويليامز نفسه يطالب بالحقوق المدنية لمثليي الجنس، ها نقتدي بعد؟

وأيضاً تطرق إلى ضياع وقت الناس وضياع الفرص على الدولة بسبب التوهان ما بين الفتاوى الدينية المتناقضة وإقحام الدين بالعمل السياسي اليومي كما فعلوا في حق المرأة وتعليم البنات واستجواب نورية والآن التعليم المشترك.

المقطع السادس.

هنا دعيج يعيب على خالد الهلال أنه ينتقي الفتاوى، علماً بأن الهلال وضح أننا في دولة مدنية وسرده لأمثلة الفتاوى ليست إلا لمقارعة حجة دعيج بمنطقه هو، وفي الجملة التالية مباشرة يسفه دعيج فتوى شيخ الأزهر ويأخذ فتوى بن باز، من الذي ينتقي الآن؟

ثم يسأل دعيج موجهاً كلامه لخالد الهلال: إنت مسلم والا مو مسلم؟ ولم تكن لخالد فرصة للرد لكن نرد عنه: مو شغلك، شهالطرح السخيف؟

المقطع السابع

هنا يطرح القحطاني سؤال جوهري على دعيج: الديمقراطية تقوم على حكم الأغلبية بشرط حفظ حق الأقلية، بمعنى أنه حتى وإن كان منع التعليم المشترك قد أتى بأغلبية، فإنه يجب على الدولة توفير خيار آخر للأقلية، فلماذا لا توافقون على تعدد الاختيارات للمواطنين؟

طبعاً هو سؤال جوهري وعميق وفرصة لدعيج أن ينظر ويظهر عمق تفكيره، ولكنه للمرة الثانية لم يستغل الفرصة وعلى طول قارن الأمر ببيع الخمر! لعن ابو داركم أبي تفكير أرقى من جذي ماكو! أي سؤال ينطرح عليكم جوابكم إما فيه جنس أو خمر أو ربا!

ثم صرح دعيج بحقيقة تيار الإسلام السياسي: "أنا مشرع جئت لأشرع بما ينفعهم وبما انا أراه يصلح لهم"!

خلصنا. المفروض تنتهي المقابلة هنا. التيار الإسلامي يملك عقد احتكار معرفة مصلحة الناس، دعيج الشمري الحاصل على 2056 صوت في الفيحاء والنزهة عنده تفويض ليشرع بما هو يراه يصلح للمليون كويتي ومليوني مقيم الباقين، ثانياً أعتقد دعيج يعاني من شوية نقص، يعيد ويكرر "أنا انتخبت لأشرع وأنا الناس انتخبتني ووثقت فيني." أعتقد بس الظليمة شينة.

ثم يطرح القحطاني سؤالاً على دعيج عن خطط التيار الإسلامي لفصل الاختلاط في الوزارات والمؤسسات، ويجيب عليه دعيج بفتوى أخرى عالطاير: السن له دور، فالطالب والطالبة مراهقين وأعمارهم 18 بعكس الموظفين الكبار، مساع "اختلاط وقتي" و"اختلاط مستمر"، الحين كبار وصغار، طيب أنتم تطالبون بخفض سن الناخب إلى 18 سنة، لديكم ثقة بتحكيم ضمير أبو 18 سنة في اختياره لنوابه، وليس لديكم ثقة بأنه يذهب إلى الجامعة ويعود دون أن يصيبه أيدز وسفلس وزهري؟

ثم يواجهه القحطاني بسؤال عن ما إذا كانت هناك فتاوى تفصل على حسب العمر، فيعدل دعيج إجابته ويفصح عن مشروع الإسلاميين الأكبر "الجدار العازل"، فصل الاختلاط في كل مكان ومثل ما سيصبح لدينا جامعة للطالبات وجامعة للطلبة، سيكون لدينا دولة للنساء ودولة للرجال، واللي يبي يشقح الطوفة.

خلصنا من الآخر، مشكلتكم مع الاختلاط والا عمر الطلبة والا "وقتي ومستمر"؟ يعني 16 حجة متناقضة ما يصير دكتور.

المقطع الثامن.

لاحظ في الجزء الأخير من المقطع السابع وبداية المقطع الثامن يبدو واضحاً غضب ونرفزة دعيج، وذلك عادة ما يكون دليل نقص في الثقة أو الحجة.

هنا يتحدث خالد الهلال عن ما يسمى بالصحوة الإسلامية، وكيف أن مع بروز الصحوة الإسلامية وانتشارها بدأت البلد بالانحدار في كل المجالات منها الأخلاقية، علماً بأن الصحوة جاءت لتعدل أخلاق الناس، وكما قال الهلال، ما صارت صحوة ثلاثين سنة ما تعدلت أخلاق الناس!

أخيراً، النقاش شيق في الحلقة، أبدع فيها خالد الهلال في شرح قضية التحالف، وأبدع فيها دعيج بكل شيء آخر غير تفنيد طرح خالد. ما كتبته هو تلخيص وتعليقات، والحلقة بكاملها جديرة بالمشاهدة، وأهم النقاط التي جاءت فيها هي:

- الاختلاط بوجهة نظر الجماعات الإسلامية قابل للتجزئة حسب العمر والفترة الزمنية "المختلط بها".

- المشروع الأكبر للجماعات الإسلامية هو خلق دولتين داخل دولة الكويت، واحدة للرجال وأخرى للنساء.

- الجماعات الإسلامية ومن ضمنهم دعيج أوصياء على الناس وأحرص على مصلحتهم من أنفسهم.

- دعيج الشمري يتهرب من التعليق على بيان جمعية الاصلاح.

- الإخوان يبدو أنه لا يشرفهم الارتباط بجمعية الإصلاح.

- دعيج طلع دكتور.

أما اللقب الفائز فقد قاله أحد الأصدقاء في الديوانية، دعيج الشمري "شاويش غيرقيستان"، وللاختصار، يجوز استخدام لقب "الشاويش" فقط.