في بيتنا .. إرهابي

في بيتنا ... إرهابي

بينما انبرى الجميع للدفاع عن السلطة التشريعية وحرية النائب في العمل السياسي بعيداً عن العنف والتهديد والإرهاب، تصدى الطبطبائي للدفاع عن المدعو سعود الجمران المتهم بتهديد النائب علي الراشد بالقتل، بل لم يكتف بالدفاع عنه وحسب، إذ ذهب إلى حد التشكيك بصحة الادعاء وأن سكرتارية النائب علي الراشد متوهمون.

طبعاً موقف الطبطبائي هذا ليس بالجديد ويأتي انسجاماً مع تاريخه، إذ يكاد لا يمر أي موضوع متعلق بالإرهاب في الكويت أو خارجها دون أن يكون للنائب وليد الطبطبائي دور فيه ... دور في خانة الإرهاب طبعاً، فهو الذي خرج وأعلن عن نفسه سفيراً لحكومة طالبان الإرهابية في الكويت.

الاعتداء على طالبة التجاري

في جريمة الاعتداء على طالبة المعهد التجاري من قبل مجموعة إرهابيين قبل سنوات، وبينما كان الناس مشمئزين للحادثة ومؤسسات المجتمع المدني تستنكرها، قال الطبطبائي في أول تصريح صحفي له: "نخشى أن يستغل الحادث في ضرب التيار الإسلامي." يعني الطبطبائي لم يكترث لمشاعر الطالبة وأسرتها، ولم يكترث لاشمئزاز الناس من الحادثة، ولم يكترث لانتحال مجموعة إرهابيين لصفة أجهزة ومؤسسات الدولة، بل كل اهتمامه وتفكيره الحزبي انصب على سمعة تياره.

إرهابيو الفلوجة

ولا ننسى قيام الطبطبائي مع نواب آخرين بتنظيم مهرجان خطابي انتصاراً لإرهابيي الفلوجة بعد سقوط نظام صدام، ولم ينتفض إلا عندما تم ضرب إرهابيي الفلوجة السنة، أما غيرهم فلا يهم، يا أخي حتى في دفاعك عن الإرهابيين طائفي!

إرهاب حولي وأم الهيمان

في مارس 2005، أي بعد الأحداث الإرهابية في حولي وأم الهيمان بشهرين، والتي استشهد فيها عدد من رجال الشرطة في مواجهة الإرهابيين، توجه الطبطبائي (ومعه النائب عبدالله عكاش) لمقابلة النائب العام للتوسط لحامد العلي (صاحب ويبسايت تعليم صناعة المتفجرات) المتهم في الأحداث آنذاك بعد قرار النيابة العامة استمرار حجزه على ذمة التحقيق، كان ذلك بينما كانت أسر الشهداء تنتحب ولم تخرج من حزنها، وبينما كانت السلطات الأمنية في طور التحري عن الخلايا الإرهابية الأخرى، وبينما كانت البلد لم تفق بعد من وقع الصدمة بأن بيننا من يهون عليه رفع السلاح بوجه مواطنيه، كل ذلك يهون لدى الطبطبائي في سبيل ألا يتعرض القضاء لأحد أعضاء حركته السلفية حتى بالتحقيق.

وعند وفاة المتهم الرئيسي عامر خليف أثناء التحقيق، انبرى الطبطبائي للطعن بإجراءات التحقيق ودعم نظرية وفاته نتيجة للتعذيب، وهو موقف اتفقنا به معه بلا مزايدة، وقد كان موقفنا نابعاً من إيماننا بشفافية إجراءات التحقيق وحق المتهم بمحاكمة عادلة، أما موقف الطبطبائي، فإني أشك ألف وألفين مرة في دوافعه، فلو لم يكن المتهم أحد أتباع الحركة السلفية لما كان الطبطبائي متحمساً للدفاع عنه، إذ لم نسمع صوتاً للطبطبائي عندما تم تعذيب الإعلامي في قناة العربية عادل عيدان والصحافي في جريدة "الجريدة" جاسم القامس في معتقل أمن الدولة وغيرهما الكثيرين ممن لا ينتمون إلى تنظيم القاعدة أو الحركة السلفية.

الإرهابي خالد الدوسري والطبطبائي

وعندما تم الاعتداء على بعض المكتبات الإسلامية تواجد الطبطبائي عند المكتبات وتصدر الصور في الصحف مع المدعو خالد الدوسري، أحد المتهمين الرئيسيين في أحداث 2005 الإرهابية وخلية "أسود الجزيرة" والذي ما زال هارباً.

وأخيراً، لا ننسى الاحترام والإجلال الكبيرين الذين يبديهما الطبطبائي لـ "شيخه" أسامة بن لادن.

باختصار، وضع النائب وليد الطبطبائي في مجلس الأمة مثل بعض الدول التي فيها ميليشيات عسكرية إرهابية لها تمثيل في البرلمان.

-----------

نعود الآن إلى دفاع الطبطبائي عن المتهم بتهديد النائب علي الراشد وتشكيكه بصحة الادعاء، ففي مقابلة في جريدة القبس يوم السبت يقول الطبطبائي:

الطبطبائي: سعود الجمران رجل أدب وخلق جم .. واتهامه بالتهديد بالعنف لا اساس له

اعرب النائب د.وليد الطبطبائي عن دهشته واستغرابه للاتهام الذي وجه الى الاديب والمؤرخ سعود بن غانم الجمران بأنه يقف وراء تهديد بالقتل للنائب علي الراشد. وقال انه يعرف الجمران جيدا وهو من افضل الرجال خلقا وحسبا ولسانا، ومن وجهاء عشيرته وقبيلته ومن المشتغلين بالادب والتاريخ والتراث الوطني، ولا يمكن ان تصدر منه اساءة لاحد عوضا ان يهدد احد بالاذى. وقال الطبطبائي ان التفسير الوحيد المقنع للموضوع هو ان من تلقى الاتصال من الجمران توهم شيئا غير صحيح او اساء فهم النصيحة ووجهة النظر التي احب الجمران توجيهها لعلي الراشد، وقال ان التضخيم الاعلامي للحادثة يشتم منها الرغبة في التسييس والاستغلال الفكري على خلفية المقترح المقدم حول الاختلاط في الجامعات. وتوقع الطبطبائي ان تبرئ التحقيقات الرسمية والاجراءات القضائية الجمران مما اتهم به من افعال لا تصدر الا عن الجهال، وان يعاد لهذا الرجل اعتباره مما نسب اليه من باطل، خصوصا ان هذا المواطن شيخ في السبعين من العمر، وله رصيده الطويل من التواصل الاجتماعي والتفاعل الثقافي والصلة برجالات الدولة والمجتمع مما يربأ بمثله ان تصدر عنه اعمال طائشة او تهديدات بالعنف

واشار الطبطبائي الى التوضيحات التي ادلى بها الجمران لبعض الصحف وفيها ان اتصاله الهاتفي تضمن النصيحة للنائب المقصود وليس اي شيء آخر، وان الاتهام الذي اثير ضده يهدف للاثارة والاستغلال السياسي.

لسنا بصدد إدانة أو تبرئة الجمران فهناك إجراءات تحقيق من الواجب إحترامها وإعطائها الفرصة، ولكننا بصدد التعليق على تصريح الطبطبائي.

أول شيء، إنت شكو؟

لست طرفاً في القضية، ولم تتلق الاتصال، ولم تكن أنت المتصل، إذاً كيف أفتيت بعدم صحة الاتصال؟ وكيف أفتيت بأنه أسيء فهمه؟ يعني نغلق المباحث والتحقيقات والنيابة ونأخذ رأي وليد الطبطبائي في كل قضية؟

وثاني شيء، إن ثبت الادعاء على الجمران، فقد يكون تصرفه غير مرتبط بإرهاب الإسلاميين، وقد يحمل أي تفسير كان، وقد يكون في أسوأ الأحوال مرض الزهايمر هو المتهم، ولكن نصيحة له ولدفاعه أن يبعدوا الطبطبائي عنه، فعندما دافع عن المعتدين على طالبة التجاري، مضت السنين لنكتشف إلقاء القبض عليهم في أفغانستان وترحيلهم إلى غوانتانامو، وعندما ظهر في الصور مع خالد الدوسري، اكتشفنا بعد أشهر قليلة أنه متهم رئيسي بقضايا إرهاب، وعندما تطرق لبن لادن سماه "شيخ."

إن تكونت لدى الناس فكرة سيئة عن المتهم حتى قبل إدانته أو تبرئته فلا تلومونهم، فوليد الطبطبائي يثبت لنا مرة تلو الأخرى أنه لا ينتصر إلا للإرهاب والإرهابيين.

-------

أخر الموضوع: مو قضيتك بس

معرفتنا بالنائب علي الراشد ولباقته وحسن خلقه وعفويته وتسامحه تنبئ لنا بأنه قد يتنازل عن القضية.

يا بوفيصل، عندما اعتدى عليك خلف دميثير داخل المجلس ورضيت ببوسة خشم، عتبنا عليك لأن الاعتداء كان على نائب يمثل الأمة وحدث في بيت الأمة، وأمام مرأى الأمة.

والآن نكرر ما قلناه لك آنذاك، القضية مو قضيتك بروحك، قضيتنا كلنا، قضية الأمة، فلا تعتقد أن قرار التنازل لك وحدك.

------------

غدا الثلاثاء الساعة السادسة مساء

في الجمعية الثقافية النسائية في الخالدية

مهرجان خطابي لدعم التعليم المشترك وإلغاء قانون منعه

حضورك مهم ... نراكم هناك