Thursday, June 04, 2009

خط رجعة

.

من تابع عن قرب تفاصيل جلسة إفتتاح دور الإنعقاد الأحد الماضي لاحظ إنعكاس بعض أجواء الإنتخابات ونتائجها على سلوك النواب، خاصة نواب التيار الديني.

.

نتائج الإنتخابات حملت نفس تغييري وأجواء تجديد نوعاً ما، فالإخوان تراجعوا من ثلاثة أعضاء إلى واحد، والتجمع السلفي من أربعة أعضاء إلى إثنين. ومعظم الإسلاميين غير القبليين الذين فازوا تراجعت مراكزهم أو أرقامهم. في المقابل، فإن التيار الليبرالي استطاع أن يحافظ على مقاعده، فخرج محمد الصقر ومحمد العبدالجادر، وحل محلهما عبدالرحمن العنجري وأسيل العوضي، وكسب مقعد جديد لرولا دشتي، وعلي الراشد وصالح الملا* حافظا على مقعديهم، وجميعهم عززوا أرقامهم التي حصلوا عليها في 2008.

.

وقبل إستكمال الحديث، ما سبق لا يعني بالضرورة أن الناخبين تحولوا من دينيين إلى ليبراليين، ولا يعني بداية نهاية التيار الديني، ولا يعني بداية إنتشار أو سيادة التيار الليبرالي. خاصة وأن مرشحي الإخوان المسلمين كعبدالعزيز الشايجي وحمد المطر ومحمد الدلال حققوا أرقام جيدة جداً. هي إنتخابات خضعت في نتائجها لعدة إعتبارات منها المزاج العام والتأزيم والإحباط، وكل ما هنالك أن التيار الليبرالي استطاع أن يقدم وجوه لديها مصداقية أكبر من التيار الديني عندما تتحدث عن التنمية والأمل والتجديد والتغيير.

.

هذه مقدمة موجزة وضرورية حتى تكون قراءة النتائج أكثر واقعية.

.

المهم. جلسة الإفتتاح أرتنا أن رسالة الناس وصلت إلى حد ما خاصة مع التيار الديني، إذ كان نوابه حذرين جداً في مسألة التعامل مع النائبات والضوابط الشرعية والإنسحاب. فلم يثيروا هذه المرة ضجة كما فعلوا من قبل عندما تم توزير معصومة المبارك ونورية الصبيح وموضي الحمود وما صاحب قسمهن من إزعاج وشوشرة وضرب على الطاولات. بل كان تعبيرهم عن الإحتجاج هذه المرة أكثر تهذيباً وحذراً ومحسوباً سياسياً أكثر.

.

صحيح إنسحبوا، ولكن حتى إنسحابهم كان مثير للإهتمام. فنواب نكتة الإصلاح والتنمية فيصل المسلم ووليد الطبطبائي وجمعان الحربش كانو قد أعلنوا قبل الجلسة عن نيتهم الإنسحاب احتجاجاً على التشكيل الحكومي وليس قسم النائبات. وفي الجلسة عندما تم الإنسحاب فقد تم ربطه مباشرة بمسلم البراك شكلياً، كونه هو الذي تحدث احتجاجاً على الحكومة وليس غيره، إذن الإنسحاب عنوانه هو الإحتجاج على الحكومة. ولما إنسحب إنسحب معه الباقين لكل أسبابه، فمسلم والطاحوس إنسحبوا احتجاجاً على الحكومة، والنواب الرشايدة إنسحبوا لعدم توزير أحد من قبيلتهم، ونواب التيار الديني إنسحبوا معهم.

.

أقسمت النائبات من دون وجود الإسلاميين في القاعة بهدوء وسلام ومن دون إزعاج أو فوضى بعكس ما كان متوقعاً. وعندما عادوا لعرض احتجاجهم، بدأوا بعلي العمير وهو المعروف عنه الأكثر هدوءاً بينهم، وبالفعل كانت مداخلته مهذبة إلى أبعد الحدود وكرر أكثر من مرة "مع الإحترام للأخوات النائبات." وتبعه وليد الطبطبائي وجمعان الحربش بمداخلات عادية لم تحمل أي إثارة.

.

إذن واضح أن نواب التيار الديني غير القبليين على دراية تامة بحساسية الناس من إسباغ صورة التأزيم عليهم، وهي صورة إن كانت تخدم مسلم البراك ومحمد هايف إنتخابياً، فإنها كما أثبتت النتائج لم مرشحي التيار الديني غير القبليين. وتضمين إنسحابهم مع الإنسحاب الجماعي الذي كان عنوانه الأكبر هو الإحتجاج على الحكومة بدا وكأنه "خط رجعة" لهم، بحيث لو سئلوا من الناخبين عن إنتهاجهم نهج تأزيمي يتسنى لهم تعويم الإجابة والقول بأن يشاركهم في هذا الإنسحاب نواب آخرين ليسوا من التيار الديني، وإن عاتبهم الناخبون بإهتمامهم بقضايا الحجاب البعيدة عن التنمية التي طرحوها في الحملة الإنتخابية وإنتخبهم الناس عليها، فبإمكانهم نسب الإنسحاب إلى إحتجاج مسلم البراك بأن الحكومة لم تقدم برنامج عمل واضح ولا يتعلق بالحجاب.

.

الخلاصة أن من يقارن الجلستين الافتتاحيتين في 2008 و2009، يلاحظ التغير الكبير في سلوك نواب التيار الديني، ويلاحظ بعض مظاهر الإنكسار على نواب لطالما تسيدوا الضجة والفوضى فيما يتعلق بحق المرأة السياسي.

.

أما قسم خالد السلطان، فهذا يبيله قصة بروحه. ولكن كما كتب عبداللطيف الدعيج اليوم، خالد السلطان بعد سنوات من العمل النيابي للتو اكتشف أنه يحتاج إلى تحصين قسمه شرعياً، وهي كما يبدو محاولة لتعويض النقص وانتهاز أي فرصة لتحسين صورته التي شوهتها قصة بيع الخمور ولحم الخنزير في مركز سلطان في لبنان.


*سقط سهواً إسم العزيز بومحمد في الفقرة الثانية للموضوع، وتم تعديلها.

******

.

مزاج اليوم

.

خلنا للماضي نعود ... نحيي أوقات السعود

نكيد كل لايم حسود ... نغيظ أعدانا

.

7 comments:

Q8yUK said...

"النواب الرشايدة إنسحبوا لعدم توزير أحد من قبيلتهم "

عمرنا ماراح نتطور !!

Bad-Ran said...

منطق

Mohammad Al-Yousifi said...

كلام سليم

لكن على - ربعنا - أيضا ان يفهموا بأن وصولهم للمجلس و بهذه القوة لا يعني توزيع الابتسامات , بل ان عليهم القيام بعمل جبار جبار جبار لاعادة الحق الى نصابه

هناك قوانين غير دستورية منها سالفة الضوابط

يجب ان يتم اعادة النظر فيها و ان يتحرك نوابنا على هالمنوال

و كله يروح للمحكمة الدستورية

شكرا على مقطع المطرف

اصبتني في مقتل

جبريت said...

كلامك سليم 200% لو انه الرشايده فعلا كانو يبون لهم وزير

فليش كانو يعترضون على الحكومه السابقه بأنها حكومة محاصصه لو انه حطو رشيدي لصارت حكومة محاصصه بعين الاخرين لانهم ما لهم وزير وهذا الهقوه فيهم لانهم ما يدشون المجلس الا لواسطاتهم مو لتنمية بلد يضمهم

Unknown said...

مع كامل احترامي لك يا جنديف... لكن لم أستغرب أبداً تجاهلك للمواقف "الأصليـّة" للنائب الوطني الحر والشجاع، الوحيد القادر على مواجهة الفساد والمفسدين!... وأنا هنا لا ألومك، لأنني أعلم ما هي أسباب حقدك على ذلك الشجاع، الوحيد اللّي ما يقدر عليه معزبكم!!!... يا حسافة عليكم

ما أقول إلاّ

للمجلس ناسه... وصالح الملا أساسه

Jandeef said...

Q8yUK,

ما عليه هذا ناتج سنين طويلة من تخريب عقول الناس .. بيي اليوم اللي نتطور فيه بس يبيله شغل

***************

Bad-ran

:)

*************

Ma6goog,

بيني وبينك ما أشوف ان قيام النواب بمحاولة تعديل القوانين غير الدستورية أو احالتها للمحكمة لها جدواها .. الاسهل هو تعديل قانون المحكمة بما يسمح لنا كمواطنين اللجوء اليها مباشرة


وبين فترة وفترة لازم أوله عالمطرف

**************


عنيف

الله كريم .. يبيلنا شغل ودرب طويل

***************

نقوشي

اسم النائب صالح الملا سقط سهوا عند كتابة الموضوع، ولم أشر الى مواقف أي من النواب الوطنيين في الموضوع حتى اتجاهل صالح الملا اللي مواقفه ما تحتاج شهادتي وشهادتك .

شكرا للتنبيه فقد تم تعديل الموضوع .. ولا شكر على قلة الأدب .. ناس مثلك بهذا الطرح والعقلية تسيء لبو محمد وهو أرفع منهم

Unknown said...

"حلوة "سقط سهواً

العفو

:)