Monday, October 13, 2008

سلمان الدعيج يعيد كتابة التاريخ



وزير العدل الأسبق الشيخ سلمان دعيج الصباح نشر رد اليوم في "الجريدة" يفند فيه بعض ما جاء في الجزء الثاني من مذكرات الدكتور أحمد الخطيب التي نشرها في "الجريدة" في رمضان الفائت.


الرد طويل وبه تفاصيل الدكتور وزملاؤه الذين عاصروا تلك الفترة هم أجدر بتوضيحها والرد عليها، ولكن استوقفتني فقرة في رده عن أسباب حل مجالس الأمة:



الشيخ سلمان يتهم الدكتور بتزييف التاريخ ويشارك هو بنفس التهمة! أو على أقل تقدير يحاول الضحك على عقولنا والتذاكي على الناس والتعويل على ضعف ذاكرتهم، فالجميع يعلم أن معظم حالات حل مجلس الأمة لم تكن أسبابها المعلنة بالضرورة تعكس الأسباب الحقيقية.


ففي 1976، تم حل مجلس الأمة بسبب عدم التعاون واستغلال الديمقراطية والدستور وإثارة الأحقاد وتضليل الناس كما ورد في الأمر الأميري، بينما قبل الحل بشهر وفي خطاب الحكومة بمناسبة انتهاء دور الانعقاد وبدء العطلة الصيفية للمجلس أشادت الحكومة بروح التعاون التي اتسمت بها العلاقة بينها وبين المجلس. فكيف تشيد الحكومة بتعاون المجلس ويحل المجلس لعدم تعاونه!


وفي 1986، تم حل مجلس الأمة بسبب الظروف الأمنية وتداعيات الحرب العراقية – الإيرانية وأزمة المناخ كما ورد في ديباجة الأمر الأميري، بينما يعلم الجميع أن الحكم كان قد بدأ يضيق ذرعاً بصلاحيات النواب الدستورية بعد استجواب وزير العدل الشيخ سلمان الدعيج في 1985 وإجباره على الإستقالة، إلى أن أتى تشكيل لجنة التحقيق في مصروفات البنك المركزي في 1986 وانتدب المجلس لتلك المهمة النائب الأسبق حمد الجوعان، وهو الأمر الذي عارضته الحكومة إلى أن أيدت المحكمة الدستورية رأي المجلس باختصاصه في التحقيق، فقامت الحكومة بحل المجلس نتيجة ذلك وليس كما تم زعمه في الأمر الأميري.


وفي 2006، حل المجلس بسبب خروج النقاش إلى الشارع وتقسم الناس إلى فرق أثناء حركة "نبيها خمس" كما ورد في خطاب الحل، بينما يعلم الجميع أن أزمة الدوائر كان سببها تردد الحكومة وتعنتها في اتخاذ القرار واختطاف مجلس الوزراء من قبل أقلية أحمد الفهد فيه آنذاك، إلى أن خرج الشباب والجماعات السياسية ومؤسسات المجتمع المدني إلى الشارع للضغط باتجاه حسم القضية. إذ لم يكن هناك انقسام في الشارع، حيث أيدت أغلبية أعضاء المجلس (29 نائب) وجميع الكتل السياسية و39 جهة طلابية وشبابية و18 جمعية نفع عام مقترح الخمس دوائر، وهؤلاء ممثلون للشعب الكويتي في شتى المجالات المهنية والنقابية والسياسية.


يقال أن التاريخ يعتمد على من يكتبه، وإن كان تاريخنا السياسي الحديث سوف تكتبه الخطابات والأوامر والمراسيم الأميرية المتعلقة بحالات حل مجالس الأمة، فجزى الله الدكتور الخطيب ألف خير لتحمله مسؤولية وضع التاريخ على جادت الصواب.


الشيخ سلمان ينصح الدكتور بالأخذ بالأسباب المثبتة رسمياً في أوامر الحل، متناسياً أن مجرد أن يذكر سبب "رسمي" في أوامر وخطابات الحل فإن ذلك لا يجعلها بالضرورة معبرة عن الأسباب الحقيقية، خاصة وأن الحكم في الحالات الثلاث أعلاه كان طرفاً في الصراع السياسي فيها، لذلك تبقى شهادته التاريخية عليها مجروحة.


الأسباب المثبتة رسمياً لأي قضية تعطي صورة عامة عن الأوضاع القائمة عند كتابة التاريخ، ولكنها لا تكتب وحدها التاريخ، وإلا كنا اعتمدنا في توثيق تاريخ الكويت الحديث على أن العراق غزا الكويت لأنها كانت "تسرق النفط وتجوع أبناء العراق" كما هو مثبت "رسمياً" في تبريرات صدام حسين، أو اعتمدنا على كلام "الوطن" أن علي الخليفة لم يسرق الناقلات والاستثمارات، وغيرها من أمثلة.


أرجو أن يعي الشيخ سلمان أن من عاشوا تلك الأحداث ما زالوا أحياء يرزقون ويعون تماماً ماذا كانت أسباب الحل في كل حالة، ورداً على محاولته منافسة الدكتور في استقطاب الشباب فأبشره بأن الشباب لديهم من المصادر والاطلاع ما يكفيهم لقراءة التاريخ كما هو.


*************


آخر الموضوع:



المضحك في الموضوع أن الشيخ سلمان يناقض نفسه بنفسه، ففي رده يدافع عن الأميرين الراحلين الشيخ جابر والشيخ سعد وعن نفسهما "الديمقراطي"، وفي الفقرات المنقولة أعلاه يتحدث عن "الأوامر الأميرية بحل المجلس،" هذا وهو وزير العدل الأسبق والقانوني الذي من المفترض أن يعي تماماً أن الدستور – وهو رمز الديمقراطية – نص على أن الحل يكون بمرسوم وليس أمر أميري.


لقد تم حل مجلس الأمة وتعليق الدستور مرتين في عهد الشيخ جابر والشيخ سعد ... بقى فيها ديمقراطية؟


11 comments:

nEo said...

قمة النفس الديمقراطي

Bad-Ran said...

شي يحر

الدســتور said...

الله يرحمهم
وماصارت مذكرات هذي
كل يوم واحد معلق عليها

ButterFlier said...

تسلم إيدك

Anonymous said...

مذكرات الدكتور أحيت الاموات من قبورهم

Arfana said...

خربت علي البوست يا سيدي

قاعدة أكتب صار لي 3 ساعات وأييب مراجع... طلعت انت أشطر

:-)


اللي عجبني برد الدعيج إن كلمة والثانية يقلقص روحه مع سالفة اختلاف سعد العبدالله والخطيب

يا حليله

iDip said...

ذو النفس الديمقراطي
ليس بالضرورة ديمقراطي

وإذا قيل رئيس الوزراء يحمل نفسا اصلاحيا
ليس بالضرورة أن يكون إصلاحيا

وعندما استقل لبنان قالت الحكومة أن: لبنان وطن ذو وجه عربي
والمادة الأولى من دستور الكويت تقول: الكويت دولة عربية

وهناك فرق

إذن
عندما يقول سلمان الدعيج أن الشيخ جابر الأحمد والشيخ سعد العبدالله كانا بنَفَسٍ ديمقراطي

فمن الممكن قراءتها كالتالي: احمد ربك يا الخطيب انهم صبروا عليكم

والله أعلم

Anonymous said...

معظم الحلول تكون خوفا على الديمقراطيه وعلى الديره ...وعليا عليهم يكسرون الخاطر

White Wings said...

قؤأت الرد بحرص عسى أن أجد نقاط تفنيد صلبة
ماكو
التفنيد عبارة عن اشادة بالشيوخ ثم اتهامات "نفسية" للدكتور
وعندما حاول التفنيد، غالط نفسه
يحليله

bo bader said...

طول عمرها الحقيقة تعور !!

Unknown said...

الشيخ أهو لازم كلامه صح مثل بوثنتين الشيوخ ياكل خال الحكم الخطيب مجرد دكتور لا وبعد سياسي ووطني ما عنده سالفة يغالط الشيوخ بآراءهم المفروض منه جان راح يشاورهم شنو يبون وشنو يكتب الحين زين يعني أكثر الشيوخ زعلانين على هذه المذكرات وهذا الشيخ سلمان مو عاجبته ويتهم الدكتور بمجانبة الحقيقه بس آنا ودي الشيخ ما يزعل وايد لأن وايد من الذي قاله الدكتور الناس معاصرته ومو كلهم ماتو ورايح ينقلون هذه الأحداث حق عيالهم وعيالهم حق عيال عيالهم والى أن يرث الله الأرض ومن عليها