الحسم الذي ننتظره ونترقبه

يوم الحسم ...

الحسم الاسبوع القادم ..

الحسم عن قريب ...

سوف تحسم الأمور ...

يتراوالي كذبنا على أنفسنا وبدأنا نصدق كذبتنا أن "الأمور ستحسم" ، ما الذي سيحسم؟ خطوة وإجراء بحجم تعيين ولي عهد جديد ، وأمير "المستقبل" ، هي جزء كبير من نظرة بعيدة المدى واستراتيجية للمستقبل البعيد. هل نرى ذلك في ما يجري الآن وما سيجري من "حسم للأمور؟"

إن كان الشيخ صباح الأحمد سيصبح ولياً للعهد ، كل ما يجري وما سيجري هو أن "الحسم" المزعوم سيضع حداً للغط الدائر داخل الأسرة ، والذي انعكس على الشارع ، فقط لا غير! .. لا هي استراتيجية ولا نظرة بعيدة ولا هم يحزنون ، إن تم تعيين الشيخ صباح ولياً للعهد فالبلد سيبقى على رمال متحركة بفعل عوامل العمر وسنة الحياة كما هو الحال الآن ، ناهيك عن العودة إلى الجمع بين منصبي ولاية العهد ورئاسة مجلس الوزراء ، وهو خطوة إلى الوراء مرة أخرى.

خطوة الحسم ، إن تم اتخاذها ، ليست إلا فرصة لصاحب السمو لتوجيه رسالة لكل من حاول ويحاول تغييبه وهو حي يرزق بأن "أنا موجود" ، ونظرة بسيطة لظهوره الإعلامي المتواصل في التلفزيون والصحف أثناء لقائه بالوزراء والسفراء ما هي إلا تدعيم لتلك الرسالة بأن "أنا موجود."

كم أكره أن أرى خطوة بهذه الأهمية تتم في جو من الانفعالية والتوتر ، حبذا لو لم تكن صورة بيت الحكم رمادية منذ زمن لما مررنا بهذا الجو ، ولكن تبقى ، ولو بشكل سطحي ، تفعيلاً للدستور وممارسة الأمير لصلاحياته ، فذلك والله لأفضل ألف مرة من لجان ثلاثية ورباعية تدير البلد.

"خطوة الحسم" ليست إلا خطوة إسكات وإثبات وجود ، وحل خلاف عائلي انعكس على الشارع بحكم مكانة العائلة بين الشعب ، وكم أتمنى أن يكون الحسم لغير ذلك.

أما بخصوص سمو ولي العهد ، وإن تم "الحسم" ، فسيبقى بابا سعد الذي ولدنا وعشنا على حبه والولاء له ، إبن عبدالله السالم ، وإن لم يدخل التاريخ حاكما وأميراً للكويت ، فسيدخل من بوابة التاريخ الأوسع بالحاكم الذي ترجل بعد تاريخ حافل ومسيرة بناء وطن ، وعسى الله يعطيه الصحة والعافية وطولة العمر أينما كان موقعه.

كل ما كتبت هو من واقع ما يتم تداوله في الصحف والديوانيات والمسجات ، وأجد نفسي مضطراً لذكر ذلك لأني لا زلت أقول نحن في ديرة بطيخ ، لا تعرف ما سيحدث بها غداً ، فعنصر المفاجأة والتشويق دائماً موجود.

ننتظر الحسم معكم.