Friday, May 30, 2008

كافي خرافي

آخر الأخبار

السعدون يتنازل لصالح عبدالله الرومي في انتخابات الرئاسة


ملاحظة: كنت قد كتبت هذا الموضوع قبل أن يصلني خبر تنازل السعدون لصالح الرومي في انتخابات رئاسة مجلس الأمة، وأنشره كما كتبته.

----------------


منذ انتهاء الانتخابات لم أكن مهتماً بقضية رئاسة مجلس الأمة إلى حد يجعلني أكتب عنها، ذلك لأنني وصلت إلى قناعة شخصية بأن الرئاسة وسير العمل بالمجلس لن يختلفا كثيراً بين أحمد السعدون أو جاسم الخرافي والمجلس بهذه التركيبة، إضافة إلى شعوري الشخصي بالحاجة للتغيير ودخول مرحلة جديدة معتبراً السعدون والخرافي من عناصر المرحلة السابقة منذ منتصف الثمانينات، والسبب الأخير والعملي هو اعتقادي بعد نتائج الانتخابات مباشرة بأن الرئاسة إن لم تكن بالتزكية فإنها سوف تكون محسومة لصالح الخرافي، لذلك لم أجد ما يشجع على الكتابة.

هذا كله مع عدم الإخلال بحقيقة أن وجود الخرافي على كرسي الرئاسة هو هم جاثم على صدر المجلس والبلد وصدري أيضاً.

لكن بعد أن هدأت النفس بعد الانتخابات، وبعد التفكير مجدداً بأهمية ووزن منصب رئيس المجلس، وبعد أن فاجأني السعدون بترشيحه، وبعد أن رأيت الاصطفاف البشع من قبل الصحافة في خانة جاسم الخرافي، والتجاهل الذي تبديه الصحف لانتخابات الرئاسة وفرض الخرافي على الرأي العام وكأنه أمر محسوم، وبعد أن لم تصح الصحافة من نومها إلا دفاعاً عن الخرافي بعد التعرض لموضوع الرئاسة في لقاء النواب في ديوان الملا، أخيراً وجدت ما يستفزني للكتابة.


ترشيح السعدون للرئاسة

لقد كان إعلان السعدون خوضه انتخابات الرئاسة ضد الخرافي مفاجأة لي، فحصول الخرافي على هذا القبول الشعبي الكبير في الانتخابات والنتيجة المحزنة التي حصل عليها السعدون جعلني من ناحية نفسية أستبعد ترشح السعدون للرئاسة، وحتى بعد إعلان ترشيحه فإن من المستحيل فوز السعدون من دون حصوله على أصوات الحكومة، إذ أن أصوات كتلة العمل الوطني (باستثناء مرزوق الغانم الذي سيصوت للخرافي) وما تبقى من التكتل الشعبي وبعض النواب غيرهم لن تكن كافية لفوز السعدون دون الحكومة.


ثم يطرأ تساؤل: هل السعدون يشوف شيء احنا ما نشوفه؟ حاسبها؟


ثم تسترجع الذاكرة هوشة الخرافي مع الشيخ ناصر المحمد في وسائل الاعلام العام الماضي، ولكن من غير المعقول أن يتخلى الحكم عن حليف استراتيجي بحجم الخرافي لصالح خصم تاريخي كالسعدون، أي من غير المعقول أن ترقى الخصومة بين الخرافي والشيخ ناصر إلى درجة تفضيل السعدون عليه.

إلى الآن فإن ما سبق ليس بجديد على انتخابات الرئاسة وعلاقة كل من السعدون والخرافي بالسلطة، ولكن بعد انتخابات الخمس، برز عنصر جديد في المعادلة قد يقلب موازينها أو على الأقل يشجع الحكومة على التفكير بالخيارات المتاحة بدلاً من الاستقرار سلفاً على الخرافي.


جاسم الخرافي والشيخ ناصر المحمد

لا يخفى على أحد معارضة الخرافي للدوائر الخمس أثناء حركة "نبيها 5"، إذ بعد تذبذب نتائجه في انتخابات 2006 في منطقته الشامية والشويخ كان لديه شعور بصعوبة التوسع والحصول على القبول في مناطق الدائرة الثانية الجديدة، ولا يخفى على أحد أن للخرافي دور غير مباشر يدفع باتجاه عدم استقرار حكومات الشيخ ناصر المحمد بغرض "حرق كرته" وإزاحته عن رئاسة مجلس الوزراء، وهذا يعود لعدة أسباب منها أن الشيخ ناصر لا يولي الخرافي نفس الأهمية التي يوليها إياه غيره في مؤسسة الحكم، ورفض الشيخ ناصر للأسماء التي يطرحها الخرافي للتوزير، وغيرها من قضايا أخرى كفسخ العقود وتحييد الأسهم، والأهم من ذلك لم يجرؤ أحد من قبل أن يتصدى للخرافي في وسائل الاعلام كما فعل الشيخ ناصر، لذلك فإن لدى الخرافي خيارات حليفة أخرى كثيرة داخل الأسرة غير الشيخ ناصر.

لذلك، كان الخرافي يساهم بشكل غير مباشر بالدفع نحو التأزيم والتصعيد ضد حكومات الشيخ ناصر بهدف هز استقرارها، ولكن ما أن يتم تداول أحاديث عن حل مجلس الأمة فتجده يجنح نحو التهدئة، وذلك خوفاً من تضاؤل فرصه في انتخابات الدوائر الخمس.

ولكن حُل مجلس الأمة وأجريت انتخابات الخمس ... فماذا حدث؟ ... فاز الخرافي بأرقام خيالية وبقبول شعبي واسع لم يكن هو يتوقعه، وبهذا زالت هواجسه من الدوائر الخمس، بل ربما يكون من أشد المتمسكين بها حالياً.


السؤال الآن: ما تأثير نتائج الخرافي الانتخابية على الساحة السياسية والبرلمانية مستقبلاً


لم يعد الخرافي يخشى حل مجلس الأمة والعودة للانتخابات، فإذا كان في السابق يدفع نحو ضرب الشيخ ناصر رغم هواجسه الانتخابية، وإذا كانت تلك الهواجس هي التي توقفه وتدفعه باتجاه التهدئة عندما تدور أحاديث حل المجلس، فما الذي سيوقفه الآن من الأخذ بالتأزيم والتصعيد ضد الشيخ ناصر إلى أقصى مدى بعد أن رأي مدى القبول الشعبي الذي يحظى به؟

لقد أعادت الانتخابات معظم الوجوه "التأزيمية" حسب رؤية السلطة، والخرافي سيستثمر ذلك بأن سيدفع نحو التأزيم من جديد إلى أقصى مدى، بهدف خلق قناعة لدى الجهات العليا بأن العلة تكمن بالحكومة ورئيسها الشيخ ناصر المحمد وليس في المجلس، وأن الحل الأمل هو تغيير القيادة الحكومية وليس العودة للانتخابات من جديد، خاصة وأن الشارع الكويتي يوافقه بالرأي وإلا لما أعاد نفس الوجوه في انتخابات 2008.

إذن، من يصور انتخابات الرئاسة بأنها معركة بين السعدون والخرافي فهو مخطئ. ومن يصورها بأنها معركة بين السعدون والسلطة فهو أيضاً يعيش في الماضي.

انتخابات الرئاسة هي معركة بين جاسم الخرافي والشيخ ناصر المحمد.

هي بالنسبة للشيخ ناصر معركة بقاء.


البرنامج الانتخابي لجاسم الخرافي

إن إعادة الخرافي إلى مقاعد النواب فرصة ثمينة للحكومة لإظهار حقيقة "إنجازاته" أمام الناس، فالرجل يخوض الانتخابات كل مرة ويعقد الندوات ويزور الدواوين ويتناقش مع الناس وينتقد الأوضاع ويعد بإصلاحها، ولكنه لا يبدي موقفاً داخل المجلس بحجة "الحياد"، بينما هي سياسة مسك العصا من النصف التي ينتهجها، وقد فندنا حجة "الحياد" في موضوع سابق.

كما يروج لنفسه بأنه يساهم بتشريع القوانين عبر التنسيق مع باقي النواب، ولكن إذا لم يرد إسمه على أي من الاقتراحات بقوانين، وإذا لم يخض النقاشات داخل اللجان أو داخل المجلس، وإذا لم يسجل موقفه من القضايا المفصلية في التصويت، وإذا كانت تصريحاته الصحفية ومقابلاته كلها بطبيعتها عامة وتتخذ سمة الحياد، فكيف يتسنى لناخبيه محاسبته؟ ما الذي يثبت أنه ساهم بتشريع هذا القانون أو ذاك؟

باختصار جاسم الخرافي لديه برنامج انتخابي من نقطة واحدة: أخوض الانتخابات لكي أفوز بكرسي الرئاسة.


إطفائي: إسم على غير مسمى

ويروج أيضاً لنفسه بإنه "إطفائي الأزمات" والحكيم وصاحب التهدئة، ولكن تعالوا نرى التاريخ والأرقام ماذا ترينا:


أحمد السعدون ترأس المجلس لفترة ثمان سنوات (85 إلى 86، و92 إلى 99)

جاسم الخرافي ترأس المجلس لفترة تسع سنوات (99 إلى 2008)


10 استجوابات في عهد السعدون، نوقش منها 5.

22 استجواباً في عهد الخرافي، نوقش منها 13.


شهد عهد السعدون حلين للمجلس: في 86 نتيجة لتصعيد سياسي بتقديم أربعة استجوابات (أحدها للخرافي وزير المالية آنذاك) وحصول المجلس على حكم المحكمة الدستورية بأحقيته في التحقيق بسجلات البنك المركزي. وفي 99 على خلفية استجواب أحمد الكليب وتقديم عشرين عضو طلبين لطرح الثقة.

شهد عهد الخرافي حلين: في 2006 على إثر حركة "نبيها 5" بعد أن فشل المجلس والحكومة في حسم القضية داخل المجلس، فانتقلت إلى الشارع، كما ساهم فيها الخرافي بعدم اتخاذه موقفاً منها وقيامه بجلب القوات الخاصة لمنع الجمهور من دخول المجلس. وفي 2008 لعدة أسباب لعل أهمها تداعيات تأبين مغنية وسوء تعامل الحكومة مع زيادة الرواتب وتحريض بعض النواب للحكومة والمواطنين على كسر القانون في موضوع الديوانيات المخالفة.


في عهد السعدون حل المجلس في المرتين نتيجة ممارسة سياسية عادية تقع ضمن صلاحيات المجلس والأدوات الدستورية المتاحة له كالاستجواب وطرح الثقة وتشكيل لجان التحقيق.

في عهد الخرافي حل المجلس في المرتين من دون استجوابات بل في قضايا انتقلت للشارع كالدوائر والديوانيات أو انتقلت للصحافة كقضية التأبين.


ولو أني أؤمن بأن الأرقام يجب أن تؤخذ بسياقها الصحيح ولا تحلل بمعزل عن الاعتبارات الموضوعية الأخرى، ولكن هذه الإحصائية البسيطة هي لمن يستخدم الأرقام و"قص على نفسه" بأن الخرافي إطفائي وحكيم إلى أن صدق نفسه من كثر ما رددها.


الذات الخرافية المقدسة

طيب لماذا الناس تصوت له؟ وكيف يحصل على هذا القبول الشعبي الواسع؟


أولاً: جزء كبير من ذلك يعود إلى تمتع جاسم الخرافي بكاريزما فريدة من نوعها تجذب الناس شخصياً إليه، كما أنه يعتمد على إرث عائلي تاريخي منذ أيام المرحوم محمد عبدالمحسن الخرافي يزخر بخدمة البلد ومساعدة الناس، وهو مستمر على نهج مساعدة الناس ولا أحد يستطيع إنكار ذلك، لذلك بكل بساطة الرجل محبوب عند الناس. ولكن هل الشخص "حليو وولد حلال" يعني أنه مؤهل لرئاسة السلطة التشريعية؟ ليس بالضرورة.

ثانياً: قد يكون جزء كبير من الأصوات التي حصل عليها الخرافي عائدة لتحالف ضمني مع مرزوق الغانم، ولا أستطيع أن أجزم قبل أن أرى الأصوات المشتركة.

ثالثاً وهو الأهم: لا يوجد أحد ينتقد الخرافي غير المدونات ومحمد الجاسم وعبداللطيف الدعيج! فالصحف (باستثناء جريدة الجريدة) متفقة على عدم التعرض له، فهو إما أحد ملاكها كالقبس، أو يملك مصانع الورق التي تزود بعضها، أو لدى أصحاب بعضها الآخر مصالح تجارية وسياسية متداخلة مع مصالح الخرافي، إذن فالناس لا ترى سوى الجانب المشرق من الخرافي طالما الصحف تخفي مساوئه، بل تذهب بعض الصحف إلى أكثر من ذلك وتمارس التطبيل للخرافي في كل صغيرة وكبيرة، فما أن "يكح" الخرافي إلا وتجد جريدة الراي تقول له "صح لسانك."

لذلك جزء كبير من القبول الشعبي الذي يتمتع به الخرافي هو حالة التقديس التي فرضتها الصحف على الناس. ومن يشك في أثر ذلك على الشعبية فليقارن معاملة الصحافة للخرافي بما تعرض له أحمد السعدون ومحمد الصقر ومسلم البراك من الصحافة وكيف أثر ذلك على شعبيتهم بين عامة الناس.


جاسم أبونا ... شبقى بعد؟

لقد بلغت حالة التقديس التي فرضها الخرافي على وسائل الاعلام، والتي بدورها فرضتها على الناس، إلى تحريف احدى الأغاني الوطنية الخالدة، فأصبحت "جاسم أبونا من عمر عرفناه"، فهل هناك رسالة يستوجب على مؤسسة الحكم والشيخ ناصر والحكومة فهمها أبلغ من هذه الرسالة؟

إن استمرار جاسم الخرافي على سدة الرئاسة خطر على استقرار المجلس، وعلى استقرار الحكومة، وعلى بقاء الشيخ ناصر المحمد، وهذا كله يصب في عدم استقرار الأوضاع السياسية في البلد وبقاء مشاكل البطالة والغلاء وتوقف التنمية والصحة والتعليم والاسكان دون حلول، لأن جاسم الخرافي بيده مطرقة وما يحب ناصر المحمد.

لذلك إما أن يرسم الشيخ ناصر بيده نهاية عهده عبر تصويت الحكومة للخرافي يوم الأحد، أو أن يعيد الخرافي إلى حجمه الطبيعي قبل أن "يكبر الفيل" ولا يستطيع قادة المستقبل التعرض له أو لمن سيخلفه من أقربائه المتطلعين بوضوح للسلطة.


نبيها السعدون .. والرومي مو مشكلة

في النهاية، قد يكون لدى السعدون حسبة ويشوف شي إحنا ما نشوفه، ولكن الأمر لا يحتاج حسبات السعدون، فالأهم هو إن كان لدى الشيخ ناصر بعض الحصافة السياسية وبعد النظر، وإن كان يملك بالأساس قرار التصويت للرئاسة، فإن استقرار الأوضاع السياسية واستقرار مؤسسة الحكم يحتمان أن يرمي الشيخ ناصر بكل ثقله وثقل حكومته لإسقاط جاسم الخرافي في انتخابات الرئاسة، سواء كان البديل أحمد السعدون أو عبدالله الرومي كما يطرح الآن.

Monday, May 19, 2008

5

أدري أدري. مخترعين من لحايا السلف، راح نتكلم عنها لاحقاً.

أول شيء مبروك لمن فاز، وهارد لك لمن خسر، ولو أن مفهوم الفوز والخسارة قد يختلف من شخص لآخر حسب وجهة النظر ومعايير التقييم، إلا أنه هناك رابح واحد لا خلاف عليه وأجدر مستحقي التهنئة ...


على الرغم مما ردده معارضو تقليص الدوائر أثناء حركة "نبيها 5"، وعلى الرغم مما رددوه أثناء الحملة الانتخابية، وعلى الرغم من فضاوة عبدالله النيباري وندوات وتصريحات الدائرة الواحدة (وربما تكون لنا عودة لهذا الموضوع)، وعلى الرغم من إصرار بعض الكتاب والمراقبين والصحف على تحميل الدوائر الخمس أخطاء ليست لها يد فيها، شباب "نبيها 5" هم الرابح الأجدر والأوضح في انتخابات السبت الماضي.

لقد أثبتت الانتخابات ما وعدت به حركة "نبيها 5"، وأسقطت كل الحجج التي ساقها معارضوها قبل عامين، بل أعتقد أن بعض معارضيها أصبحوا منذ إعلان النتائج أمس من أشد المتمسكين بها.

لا أجزع من وصول عدد كبير من الإسلاميين إلى المجلس، فلو تذكرون أيام نبيها 5 قلنا أننا سنقدم تنازلاً وندعم مرشحيهم آنذاك ونتعاون مع قواعدهم حتى ننعم باختلاف وتنافس أجمل خالي من الشوائب وملوثي الديمقراطية، وبالفعل هذا ما حصل، فقد جنينا أولى ثمار الخمس دوائر يوم السبت الماضي.


ذبان الديمقراطية


بره

تذكرون يوم قال عنا "200 بنغالي" في أول تجمع أمام قصر السيف؟



بره

حسبها حسبة بزنس. المصروفات أكثر من الإيرادات



بره

تذكرون يوم كان يطلع بالتفلزيون يعيب على الدوائر الخمس بأنها غير دستورية؟ والحبيب كان عضو المجلس الوطني



بره

تذكرون لما قال يبي يحط واحد من شباب نبيها 5 تحت التاير لأنه سأله عن ترشحه للمجلس الوطني؟



بره

تذكرون لما قرر ينزل بخيطان، ولما اعتزل وليد الجري، خلى خيطان تولي وراح ياخذ مكانه؟



بره

أحد أبواق بوفهد، تذكروا أن في 2003 كان بينه وبين الصرعاوي 25 صوت فقط


بره

هذا ما له شغل بالخمس، بس سقوطه بالفرعية يونس فحطيته



الإسلاميون خصوم فكر، والتنافس معهم قائم على توجيه الرأي العام واستقطابات الشارع وغيرها، بمعنى أنك تعرف من تنافس والساحة تسع الجميع، ولكن هؤلاء بلا لون ولا طعم ولا ريحة، هم فقط شوائب ومخربين وملوثين للديمقراطية، كأنك مندمج بأكل وجبة لذيذة، ولكن توجد ذبانة وصخة ولزقة تحوم حواليك. مزعجة. تقضي عليها أولاً ثم تستمتع بوجبتك.

على فكرة، جمال العمر تأثر بحركات حدس في رفع القضايا على فاضحيها عندما أحس بسقوطه، إذ صحا بعد سنتين ورفع قضية قبل الانتخابات مباشرة مطالباً المدونة شروق بتعويض عن الأضرار التي لحقت بسمعته عندما اشتكت ضده في انتخابات 2006 بتهمة شراء الأصوات. اسم الله عليك وعلى السمعة.



القبلية والانتخابات الفرعية

نعم أقيمت الفرعيات، ونعم كان هناك طرح قبلي، ونعم قلنا أن الدوائر الخمس ستصعب من ذلك، ولم نخطئ! بالفعل أصبح تنظيم الفرعيات أصعب بكثير مما كانت عليه، واسألوا القائمين عليها.

يعتقد البعض أن الدوائر الخمس رسخت الفرعيات أكثر، وهو اعتقاد خاطئ، الفرعيات كما هي، كانت تقام في السابق، واستمرت تقام الآن، إذن لا جديد، كل ما اختلف هو أن الحكومة واجهتها هذه المرة، وظهورها بتفاصيلها على الصحف والتلفزيون هو الجديد بالأمر الذي كون عند الناس اعتقاداً بأنها استفحلت أكثر.

الحد من الفرعيات يأتي بعدة عوامل منها تقليص الدوائر، فهناك قانون لتجريم الفرعية غير مفعل إلى الآن هو الأجدر بالتعامل مع الفرعيات، وحتى لو تم تفعيل القانون فلن يتم القضاء على الفرعيات بالكامل، فوجود قانون المرور لم يقضي على تجاوز الناس للإشارة الحمراء، ولكن بالتأكيد حد منه.

إن أحسنا الظن فإن ملاحقة الحكومة للفرعيات هو جهد بانتظار أن يكتمل، فلو أردنا الحد من الفرعيات فإن على وزارة الداخلية جمع أدلة كافية للإدانة، وعلى الحكومة أن تصوت مع رفع الحصانة عن النواب المتهمين. ولكن إذا تم تبرئة المتهمين بحجة عدم كفاية الأدلة، وإذا امتنعت الحكومة عن التصويت، فإن ملاحقة الحكومة للفرعيات لم تكن إلا فيلم استعراضي لإبراء الذمة.

غير ذلك، فإن القضاء على الفرعيات على المدى البعيد يتطلب القضاء على النفس الفئوي عند الناس وشعورهم بالحاجة إلى اللجوء لانتماءاتهم لضمان حقوقهم، ويتم ذلك عبر إعادة السيادة للقانون وتطبيق مبدأ العدالة وتكافؤ الفرص بين الناس.

كما يتطلب القضاء على الفرعيات قيام أبناء القبائل بحمل لواء الوحدة الوطنية والعزوف عن المشاركة في الفرعيات، وهنا تجدر الإشادة بالنائب حسين الحريتي ومرشح التحالف الوطني د. عبدالمحسن المدعج الذين لم يشاركا بفرعية العوازم بالدائرة الأولى (ولو أن مصادرنا تؤكد أن الحريتي دخل في التفاوض على آلية الفرعية إلى أن استبعد منها قسراً لأن الآلية التي تم الاتفاق عليها لم تعجبه، ولكن تبقى الأمور تقاس بالنتائج)، ولكن تحقيقهما لأرقام جيدة من أصوات العوازم وغيرهم، إضافة إلى إخفاق ثلاثة من مرشحي العوازم الأربعة الذين خاضوا الفرعية، هو أبلغ رسالة على أن الدوائر الخمس هي أول خطوة في طريق الحد من الفرعيات.

ملاحظة: تعمدت عدم الإشادة بمسلم البراك وضيف الله بورمية وحسين مزيد لأنهم لعبوا على الحبلين، فهم رفضوا خوض الفرعية، ولكنهم تكسبوا منها عندما كافحتها الداخلية، وفي الحالتين يبقى الطرح فئوياً.


الطائفية في الدائرة الأولى

لا يمكن لأحد أن ينكر الطرح الطائفي الذي ساد الدائرة الأولى خلال الأسبوع الماضي، ولم يقف عند ذلك بل كان الطرح فئوياً والضرب تحت الحزام ما بين القوائم الشيعية، ومن الظلم تحميل الدوائر الخمس المسؤولية، إذ كما في الفرعيات، فإن الأمر لم يختلف عن السابق، فالنفس الفئوي والطرح الطائفي كانا موجودين منذ التقسيم السابق ولكن ما اختلف هو خروجها للعلن أكثر عن طريق تشكيل القوائم أو ظهور الصراعات على التلفزيون.

العامل الأبرز الذي ساهم في تضخم الطرح الطائفي برأيي هو تداعيات تأبين مغنية، إذ عندما أقيم التأبين تصدى لإدانته كثير من الرموز الشيعية غير المنتمية لحزب الله وأذكر منهم صالح عاشور وعلي البغلي وغيرهم، ولكن بعد اتساع حملة جريدة الوطن عليهم تولد شعور عند كافة الشيعة بأنهم بأكملهم مستهدفون، وهذا هو السبب الرئيسي للفرز الطائفي الذي حصل في الدائرة الأولى.

عموماً، أسباب النفس الطائفي عند الناس هي نفسها التي ذكرتها عن القبلية في الأعلى، هناك فئات عديدة من الناس سواء قبائل أو طوائف يشعرون بعدم عدالة الدولة تجاههم في الحقوق والواجبات وبانعدام مبدأ تكافؤ الفرص، ومن هنا يبدأ العلاج على المدى البعيد، وتقليص الدوائر كان الخطوة الأولى.


معارضو الدوائر الخمس أصبحوا مؤيدين

لفترة عامين كاملين كان الحديث عن الدوائر الخمس من قبل المؤيدين والمعارضين قائماً على التنبؤ والتنظير، ولم ينقصنا إلا خوض التجربة لمعرفة مدى دقة الحجج التي ساقها الطرفان، وأتت التجربة ودحضت معظم الحجج التي ساقها المعارضون.

وقوف عدد كبير من الرموز والقواعد الشيعية ضد الدوائر الخمس كان قائماً على أنها ستؤدي إلى انحسار التمثيل الشيعي في المجلس، ولكن نتائج السبت أدت إلى زيادة التمثيل من أربعة نواب إلى خمسة، وكان هناك فرصة جيدة لأنور بوخمسين في الأولى وعدنان المطوع في الثانية، وصالح عاشور الذي حمل لواء معارضة الدوائر الخمس حاز على المركز الأول.

المرشح الأكثر تناقضاً وإثارة واندهاشاً من نتائجه كان جاسم الخرافي، فهو أيام نبيها 5 كان يتصل بنا ليقول "شتبون بالخمس ترا الإخوان راح يسيطرون" (والدليل تقلصهم من 6 إلى 3 يا الله من فضلك. تلومونا فيه؟ حكيم وصاحب نظرة)، وظل طوال حركة نبيها 5 بدون إبداء موقفه، وعندما زاد الضغط عليه قال "أنا معاها إذا توفر الإجماع"، وعندما جرت انتخابات 2006 تراجع إلى المركز الثاني بعد محمد الصقر، وعندما جاء الوقت للتصويت على الخمس صوت موافقاً، وعندما بدأت الحملة الانتخابية الأخيرة صرح في الصليبيخات أن "مؤيدي الدوائر الخمس أصبحوا نادمين عليها"، بمعنى أنه أحدهم بما أنه صوت مع الخمس، والآن بعد النتائج الممتازة التي حققها، أعتقد أنه أصبح من أشد المتمسكين بالخمس دوائر.


شكراً شباب نبيها 5

أخيراً، شكراً شباب نبيها 5، فقد كنتم على قدر كبير من الصواب الذي جانب معارضيكم.

شكراً ... بسببكم أصبحنا نرى برامج انتخابية تنموية.

شكراً ... بسببكم وصل التحالف الوطني إلى الصليبيخات ومرزوق الغانم بنى مستوصفاً فيها وجاسم الخرافي قام يرفع عقاله.

شكراً ... بسببكم أصبح واضحاً للناس تكسب إخونجية حدس من القبلية والفرعيات.

شكراً .. بسببكم رأينا الخطوات الأولى باتجاه تنظيم العمل السياسي بطريقة القوائم والأحزاب.

شكراً ... بسببكم أصبحت الانتخابات وغموض نتائجها حتى الدقائق الأخيرة ممتعة.



طال الموضوع، ولم نتحدث عن الخرعة من السلف، إذن نعود قريباً.

Thursday, May 15, 2008

الصانع والشايجي وأراضي الدولة


*****************
تحديث في أسفل الموضوع
*****************
-
أوردت جريدة السياسة قبل أيام خبراً على صدر صفحتها الأولى جاء على النحو التالي





وما يخص موضوعنا هنا هو ما ورد حول "مستندات تثبت تورط نجل أحد مرشحي حدس..." ويبدو أن المستندات التي أشارت لها السياسة باتت متداولة في يد البعض وننشرها هنا كما وردت لبعض الصحف ولنا، ونعلن عن استعدادنا لنشر أي رد يصلنا من المرشح المعني وهو الدكتور ناصر الصانع النائب السابق ومرشح الدائرة الثالثة.









القصة باختصار، شركة يملكها ناصر الصانع وأبناءه وإبنه جاسم هو المخول بالتوقيع في الشركة نيابة عن الشركاء. الشركة وقعت عقد مع شركة المخازن العمومية لتوفر لها خدمات فريدة من نوعها وهي توفير أراضي دولة (!!) مقابل 25 ألف دينار شهرياً!

هذه الأدلة منشورة أعلاه مع سندات القبض.. والحكم للناخبين والقراء..


الشايجي وجمعية السالمية


من جانب آخر، وعلى صعيد مرشحي الإخوان المسلمين في الدائرة الثالثة أيضاً، حصلت ساحة الصفاة على حكم قضائي صادر من محكمة الاستئناف في قضية مرفوعة من جمعية السالمية التعاونية ضد بلدية الكويت دخل فيها من حيث لا نعلم عضو المجلس البلدي ومرشح حدس في الدائرة الثالثة عبدالعزيز الشايجي، إذ رأت محكمة الاستئناف الكويتية في حكم صادر باسم صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد أن الشايجي قد قدم اقتراحاً في المجلس البلدي كان ضد المصلحة العامة "بما يلقي بظلال كثيفة من الشك والريبة" على موقفه (على حد تعبير المحكمة).


وتتلخص الواقعة بالتالي، أن مرشح حدس في الدائرة الثالثة عبدالعزيز الشايجي قدم اقتراحاً في المجلس البلدي لسحب الأراضي المخصصة لجمعية السالمية بعد نزاع بينه وبين الجمعية. فكان الشايجي يريد استغلال إحدى أراضي الجمعية لمشاريعه الخاصة، وبعد الخلاف وصدور حكم من المحكمة بإلغاء العقد.. ذهب الشايجي وقدم اقتراح للمجلس البلدي بسحب الأرض من الجمعية!!


وإليكم صورة من الجانب المعني به الشايجي في الحكم:



ونكرر استعدادنا لنشر أي ردود تأتينا من المرشحين الصانع والشايجي حول هاتين القضيتين... والحكم في النهاية للناخبين.
************
تحديث: حتى هذه اللحظة (ظهر الجمعة) لم يصلنا أي رد من الدكتور ناصر الصانع أو المهندس عبدالعزيز الشايجي. وقد علمت ساحة الصفاة أن الصانع قد قدم شكوى لمخفر الروضة بحق ساحة الصفاة "لأنها نشرت مستندات"(!!).
ونحن نستغرب لماذا لم يكلف الأخوة نفسهم في الرد على هذا الموضوع خصوصاً وأننا تعهدنا بنشر أي رد يصلنا من قبلهم بل اشتكوا على ساحة الصفاة في المخفر لمجرد أنها نشرت هذه المستندات!
************

Sunday, May 11, 2008

عندما تكلم الشعب 3

عامر الزهير أحد نجوم نبيها 5

تذكرونه؟


الليلة العرض الأول من فيلمه الثالث

جمعية الخريجين

7 مساء

Monday, May 05, 2008

الإخوان. والباب الخلفي

يطرح رشيد الخطار علامات استفهامه حول قناة الوطن والتغطية الاعلامية الممتازة التي توليها لجماعة الاخوان المسلمين (حدس)، فيما تمتنع عن حتى قبول إعلانات انتخابية لمرشحين آخرين، وبودنا أن ننعش ذاكرة الزميل الخطار ببعض أحداث العام الماضي، عندما أعيد طرح قضية سرقة الناقلات في المجلس، ما تذكر من كان رئيس الجلسة؟ ما تذكر كيف أدار الجلسة؟


عطني فيديو.


هل تعتقد أن نائب ومرشح الاخوان محمد البصيري نسي أنه رئيساً للجلسة وظن أنه في مدرسة يخاطب تلاميذ صغار "لا بابا عيب مايصير تدخل في التفاصيل ترى هذه تضيع وقتك اوكي حبيبي؟"؟

لأول مرة أرى رئيس جلسة يقاطع النواب ليس لنقطة نظام أو للتنبيه على مخالفة للائحة، بل يقاطع ليفرض طريقة طرح قضية معينة! ويكررها أكثر من مرة.

معلش نكمل. يطري عليك استجواب علي الجراح؟ اللي سمى علي الخليفة – صاحب قناة وجريدة الوطن – المتهم بسرقة الناقلات، سماه "أستاذه ومستشاره"؟ ما تذكر موقف جماعة الاخوان ونوابهم الستة من الاستجواب؟

أول شي قالوا اعتذار مقبول. ولما صارت الصجية وقدم الاستجواب وطلب طرح الثقة، ما تذكر موقفهم؟

ماكو موقف. حملوا بشوتهم وجلسوا في المقاعد الخلفية متفرجين، حتى زالت الأزمة واستقال الوزير. واليوم، بعد 8 شهور من الاستجواب، لا زالوا بلا موقف.

صمٌ بكمٌ بلا موقف. وهذا يعيدنا إلى موضوعنا قبل أيام عن شبهات التنفيع في حملة ترشيد.

فعلى الرغم من التطبيل الذي لقيه الإخوان من بعض الطارئين على المدونات في الأيام القليلة الماضية، وعلى الرغم من الشكوى التي قدموها ضد موقع أبناء الكويت، وعلى الرغم من "طرح الزلومه" والتحدي في الندوات الذي تحدثت عنه في الموضوع السابق، وعلى الرغم من تصريح رئيس جمعية المهندسين دفاعاً عن الاخوان (عورة تكحل عمية)، على الرغم من هذا كله...

يبقى صاحب الشركة المستفيدة من عقد الدعاية والاعلان لترشيد ومرشح الإخوان في الدائرة الثالثة عبدالعزيز الشايجي صامتاً إلى الآن ولم يشرح موقفه.

وممكن أن الإخوان لا يعرفون بالضبط ماذا يوضحون، لذلك نسرد القصة من جديد حسب تسلسلها الزمني.

جمعية المهندسين تعقد العزم على القيام بحملة إعلامية لترشيد.

جمعية المهندسين تقول أن شركة ديفرنت ميديا قدمت أقل الأسعار ولذلك فازت بالعقد. كلام جميل ولا اعتراض.

جمعية المهندسين تخاطب وزير الكهرباء مطالبة بدعم الحكومة المادي للحملة.

وزير الكهرباء يتبنى المطالبة ويجتهد لإقناع الحكومة.

الحكومة توافق على تخصيص مبلغ عشرة ملايين دينار من المال العام للحملة.

وزير الكهرباء يعطي المبلغ المخصص على سنوات لجمعية المهندسين.

جمعية المهندسين تبدأ بالحملة وشركة ديفرنت ميديا تنفذ عقدها المتصل بالدعاية والاعلان.

تبدو هناك عدة عوامل (أو ربما صدف) تجعل من القضية شبهة للتنفيع تستحق التوضيح.

أولاً: وزير الكهرباء تبنى المطلب وحصل على المبلغ بعد أن فازت شركة ديفرنت ميديا بالعقد. يعني الحكومة ممثلة بوزير الكهرباء أعطت جمعية المهندسين المبلغ مع علمه بأن جزء الدعاية والإعلان منه سوف يذهب لشركة معينة.

هذه بحد ذاتها شبهة، بغض النظر عن الأسماء أو الانتماءات، فما بالك لو كان وزير الكهرباء محمد العليم أحد قياديي جماعة الإخوان المسلمين (حدس)، وصاحب الشركة المستفيدة عبدالعزيز الشايجي مرشح عن نفس الجماعة؟

لا أتهم أحد. لا أقول سوى أنها شبهة تستحق التوضيح من أصحاب العلاقة فيها. قد تكون مجرد صدفة، فليخرج أحد ويوضح أنها بالفعل صدفة.

عندما كتبت الموضوع قلت أنني لا أعرف سبب نرفزة الإخوان، فطرح الموضوع فرصة عظيمة لمن هو واثق من نفسه أن يخرج ويوضح موقفه من الشبهة، ولكن إلى هذه اللحظة لم يحدث ذلك.

ماذا كان سيقول الإخوان ومطبليهم الجدد لو حصل الأمر نفسه ولكن مع تيار آخر؟ صدفة؟

بعدين تعالوا! على هالطاري، ناصر الصانع عضو الإخوان الآخر بنفسه أثار الشبهات حول علاقة محمد الصقر بالمدينة الإعلامية، وعلاقة أحمد السعدون بالفحم المكلسن، حلال على ناصر الصانع وحرام على غيره؟

مع ذلك، يبقى الفرق بين هذين المثالين وشبهة ترشيد أن محمد الصقر خرج في الصحف والقنوات التلفزيونية وشرح القضية بأكملها، ووجه سؤال برلماني للحكومة عن القضية لإبراء ذمته، وأحمد السعدون ومحمد الصقر وباقي النواب من كتلة العمل الوطني والشعبي صوتوا مع إحالة الفحم المكلسن لديوان المحاسبة للتحقيق فيها، وصوت الإخوان ضد الإحالة فيما يبدو أنه بهدف ترك القضية معلقة حتى تستطيع جريدة الوطن وناصر الصانع وبعض مطبليه إثارتها كلما أرادوا تضييع الصقلة عن شبهات أخرى.

كانت عند محمد الصقر وأحمد السعدون الثقة بنفسهم لشرح مواقفهم بل طلبوا تحقيق ديوان المحاسبة لإبراء ذممهم، فيما يبقى غيرهم صامتون حتى هذه اللحظة.

مساكين الصقر والسعدون طالهم ما طالهم جريدة الوطن وبعض مضيعي الصقلة كناصر الصانع ووليد العصيمي، ومع ذلك أحمد السعدون دافع عن حق وليد في الكلام في الجلسة، وأنتم موقع شباب صغار حط عنكم موضوع اختضيتوا، أفا عليكم بس، إي طلعوا وقولوا عبدالعزيز الشايجي لا يملك ديفرنت ميديا ولم تأخذ عقد ترشيد!

المهم، نعود إلى العوامل أو الصدف التي تجعل من قضية ترشيد شبهة.

قانون المناقصات في الكويت يشمل كل عقد حكومي يفوق الخمسة آلاف دينار يجب أن يمر عبر لجنة المناقصات المركزية، في المقابل ميزانية ترشيد خرجت بكل هدوء وسلام من باب مجلس الوزراء عشرة ملايين دينار دون لجنة.

كان من الأجدر، ولدرء الشبهات وتفنيد الصدف، أن يقوم وزير الكهرباء بطرح الموضوع لمناقصة عامة تمر عبر لجنة المناقصات المركزية، بدلاً من تسليمها لجمعية نفع عام ليس لديها أي خبرة مسبقة في إدارة مبلغ كهذا، خاصة وأنه كان يعرف بأن الجزء المخصص للدعاية والإعلان سوف يذهب لشركة معينة.

ما حصل يعد التفافاً على القوانين المنظمة للمناقصات، بحيث يتذرع الوزير بأنه لم يعط المبلغ لشركة، بل أعطاها لجمعية المهندسين، لذلك لم يحتج الأمر لأن يمر على لجنة المناقصات، على الرغم من أنه يعلم أن جمعية المهندسين قد اختارت شركة الدعاية والاعلان مسبقاً.

وهنا نورد مرة أخرى تصريح النائب السابق عادل الصرعاوي عن شبهة مماثلة لشبهة ترشيد تتعلق بتخصيص الحكومة مبلغ 17 مليون دينار لصالح جمعية نفع عام أخرى للتعاقد مع شركة لإدارة حملة إعلامية دون المرور على لجنة المناقصات.

طبعاً لا يفوتكم أن الصرعاوي يشبه القضية بترشيد. هذا الصرعاوي، مو "ليبراليو التحالف."

من الواضح أن هناك عرف جديد يتم تأسيسه في توقيع العقود مع الحكومة، كما أسماها الصرعاوي سياسة الباب الخلفي، فما الذي يمنع كائن من كان يريد أن ينتفع من المال العام، فيقوم وزير مقرب له باستخراج مبلغ كبير من الحكومة لجمعية نفع عام قريبة له دون المرور على لجنة المناقصات، ومن ثم جمعية النفع العام تمنحه عقد التنفيذ؟

مرة أخرى، كل هذه الشبهات قد تكون بالنهاية من محاسن الصدف، فليخرج أحد وليشرح ذلك بدلاً من أن يطق الطار مقلوب.

عرفت الحين يا الخطار، ليش قناة حرامية الناقلات راضية عن بعض الناس؟


ملاحظة أخيرة: عدد من إعلانات ترشيد في الشوارع كانت غير مرخصة ومقامة على أرصفة أملاك دولة، هذا يحدث في عهد عضوية عبدالعزيز الشايجي في المجلس البلدي، وكما عهدناه، ظل صامتاً عن تلك المخالفات.


أخيراً نترككم مع بوست ومقال اليوم