الجانب الأول من الموضوع هو متى يفطن بطالية قرقيعان وريموت كنترول وما شابههم أن الفن ليس تجارة فقط؟ نعم المشاهد العربي ساذج وينجذب للضحك الرخيص من نوع "طاع زلفك تقول نوكيا اليديد" ، وإن كان الذوق الفني العام لدى المشاهدين في الحضيض ، فعلى الفنان مسؤولية لرفع مستوى الذوق ، وليس إنزاله أكثر.
ترى لو لم يكن لدى العامل المصري والهندي والإيراني خوفاً من الكفيل والتسفير ، ماذا سيكون شكل التجمهر والاحتجاج؟ لا نروح بعيد ، من غير المستبعد أن تثور إحدى الجاليات أمام احدى سفاراتنا ، يعني فعلاً سيكون أمراً مخجلاً إن حدث شيء كهذا ووصل إلى الاعلام وآخر شيء يرى العالم بأن ذلك نتيجة نكتة بايخة.
العتب ليس على الدوغجي، وليس على حسن "مشكلني" البلام لأنه بدأ في جيل الفن الرخيص ، وليس على ولد الديرة "الضغيط" ، وليس على المهرج درويش ، عتبي الأكبر على داوود الذي نال فرصة الوقوف بجانب أمثال عبدالحسين في أعمال كفرسان المناخ وباي باي لندن ، فإن كنت بعد كل هذه السنين لا تفقه بأن للفن رسالة ، الله يعيننا على الآتي.
نأتي للجانب الآخر من الموضوع وهو شريعة الغاب التي لا زالت متأصلة عند الكثير من شرائح الشعب ، قبل أن يتجمعوا أمام مبنى الراي توجهوا لمسرح حولي بحثاً عن ولد الديرة ولم يجدوه (تصوروا لو وجدوه) ، عجبني عنوان افتتاحية الوطن: "وين قاعدين؟"
أتفهم مشاعر الذين تجمهروا ومطالبتهم بالاعتذار، ولكن مشكلتي مع اقتحام المبنى والتخريب ، فالخطأ لا يبرر خطأ آخر ، أتمنى أن يقوم أحد برفع قضية على البرنامج ، ويأتي "التأديب" من القضاء لا من وزارة الاعلام ، ففي ذلك إحقاق لحق وليس تطييبة خاطر من الوزير ، وفي نفس الوقت أتمنى أن تقاضي "الراي" المشاغبين ولا تتنازل ، فإن كان البعض لا يعرف أين يأخذ حقه فلتريهم "الراي" الطريق.