النائب الصامت وليد العصيمي لم يعد صامتاً ، فقد انتقد بصفته رئيس اللجنة الصحية بمجلس الأمة (رئيس؟! اضطررت التأكد من ذلك) تأخر صرف مخصصات المرسلين للعلاج في الخارج ، والنائب سعدون حماد انتقد - بطريقته الخاصة - هو الآخر عدم تخليص معاملات المتقدمين للعلاج في الخارج بأن قام بضرب نائب مدير الإدارة المسؤولة وهو الآن مطلوب بقضية اعتداء.
هرولة النائب العصيمي وراء اللجنة الصحية وخروجه أخيراً عن صمته يأتي منسجماً مع “البلاتفورم” الذي بنى حملته الانتخابية عليه وهو تخليص معاملات العلاج في الخارج (وهذه حقيقة موثوقة) ، ويبدو أن النائب سعدون حماد اتخذ نفس البلاتفورم ، الأهم من ذلك هو أن الانتخابات أتت بوقت حرج والنائبين ليس لديهما متسع من الوقت للوفاء بالوعود قبل انتهاء العطلة الصيفية ، والناخبون كما يبدو ما فيهم صبر.
لقد ذكرت في السابق أن أغلب وعود النواب مخلصي المعاملات خرطي ، وأنهم في الغالب لا يجتهدون بالوفاء بها إلى بالسنة الأخيرة لكل مجلس تحسباً للانتخابات ، وهو ما يفسر سقوط نائبي الخدمات السابقين علي الخلف وبدر الفارسي وتأخر خلف دميثير للمركز الثاني لأول مرة ، حيث أكد عدد من ناخبيهم استياءهم الشديد من عدم الوفاء بالوعود التي أعطيت لهم في ٢٠٠٣ ، وجرياً على العادة والتجارب السابقة فإن الخلف والفارسي ودميثير يبدو أنهم قد خططوا للاجتهاد بالمعاملات ابتداء من أكتوبر القادم إلا أن حل المجلس أفسد كل الخطط.
رسالة مبكرة/متأخرة للناخبين: ما بني على باطل فهو باطل ، ولا يغركم اجتهاد العصيمي وحماد الآن لأن للإنتخابات السابقة ظروف خاصة زادت من وزن الوعود والوفاء بها ، ناهيك عن وقوعها في الوقت الذي تنتشر به أغلب الأمراض والفيروسات وهو العطلة الصيفية ، وما أن تهدأ النفوس الانتخابية ويثبت سعدون حماد رجليه في المجلس حتى يكرر التاريخ نفسه مرة أخرى في الاجتهاد بآخر سنة للمجلس.
موضوع آخر:
عندما زادت المطالبات قبل أسبوعين للولايات المتحدة للتدخل في حرب إسرائيل على لبنان ، أعلنت وزيرة الخارجية الأميركية كونداليسا رايس في يوم خميس أنها ستتوجه للشرق الأوسط يوم الأحد ، فعلى ما يبدو أن سفريات الوزيرة لم تجد حجزاً لها إلا بعد ثلاثة أيام حتى تتمكن إسرائيل من قتل وتدمير ما يمكنها خلالها.
أمس وبعد مجزرة قانا الثانية التي راح ضحيتها ٦٠ مدنياً نصفهم أطفال ، ومن قَصة الويه سفريات الوزيرة كنسلت الحجز مباشرة ووجدت لها طائرة تعيدها للولايات المتحدة بعيداً عما ستواجهه من سخط في بيروت.
مجموعة وفاء ما زالت تعمل على قدم وساق ، وما زالت تحتاج المزيد من الدعم ، فعليكم بها.ـ