لم أتوقع أن أفجع بغيابه بقدر ما فجعت.. تغمد الله الفقيد بواسع رحمته، دخل الفن لحبه له، وكان فناناً جميلاً.. يكاد يكون الوحيد من بين فنانين الزمن الجميل الذي يقول رأيه بمنتهى الصراحة دون النظر لاعتبارات سياسية أو ما شابه، وكان ناقداً لمجتمعه كما يجب للفنان أن يكون.. لم يكن عبدالحسين أو سعد أو غيره، كان مختلفاً وإن تشابه الآخرون.. أحب الناس صراحته وعفويته ولله الحمد فقد وثقت.. ونأمل من تلفزيون الكويت أن يعرض علينا تلك السهرة لبرنامج ستوديو 300 مع خالد النفيسي في منتصف التسعينات، والتي (على غير العادة) استمرت حتى الرابعة صباحاً تحدث فيها النفيسي في أفضل مقابلاته كاشفاً عورات البلد، على تلفزيونها الرسمي.. تلفزيون الكويت مخطط ينقل وقائع الدفان ومقابلات من المقبرة.. أعتقد أننا نسدي النفيسي خدمة أكبر إن احتفينا بفنه الذي أحبه، فهو الباقي بدلاً من كلمات الإطراء والرثاء ـ
الله يرحمك يا بوصالح، لن ننسى ابتسامتك الدائمة ولا فنك الجميل
-
تحديث: مقال فهد البسام في الرأي العام اليوم مؤثر جداً..ـ
يقول البسام:ـ
-
المواضيع كثيرة، والساحة عامرة، محليا وعربيا ودوليا، بدءا من صرخة سعد البراك وزوبعة تشكيل فريق كرة القدم النسائي الى الانتخابات الاسرائيلية وصولا الى القمة العربية في الخرطوم.ـ
الا انه ورغم كل ذلك لا استطيع الا التوقف عند رحيل الفنان خالد النفيسي، في زمن عزت فيه الابتسامة وتغير كل شيء، رحل عنا زارع الفرح وصانع الذكريات الجميلة، فلا نلام على حزننا وألمنا لرحيله، الفنان خالد النفيسي، لا أحبذ كلمة كبير أو قدير لوصف الفنان، فإما أن تكون فنانا أو لا تكون، إما أن تكون موهوبا أو لا تكون، فإن لم يكن بوصالح العفوي الطبيعي السلس الممثل دون تمثيل، الكويتي حتى النخاع مقتحم القلوب دون استئذان فنانا، فمن الذي يستحق هذا اللقب؟ لا يمكننا احتساب المتنططين، ثقلاء الدم الجدد من الفنانين والفن بشيء، فالفن تأثير قبل كل شيء، وبوصالح رحل جسده لكن تأثير صاحب الجسد واعماله وكلماته وابتساماته التي زرعها لن تموت، لا يموت صاحب نظرية الحامل لها صوتين، لا يموت عاشق أم سعد حتى الثمالة، لا يموت بائع الثلج الأشهر في تاريخ الفن العربي، لا يموت صاحب مقولة «دشداشتك وعليك ودشدشاتي وعليّ»، لا يموت أخ «حرم سعادة الوزير» من الرضاعة,,, لا يموت,,, لا يموت,,,، وهذا هو عزاؤنا اليتيم,,.يكفي «أباصالح» فخرا أنه عاش كما يريد لا كما يريد الاخرون,,.شكرا لك، والله يرحمك يا خالد النفيسي. ـ
في ضل غياب القدوة في كل شيء تقريباً، فإعلامنا عادة ما يسعى لأن تكون قدوتنا شيخ، نتمنى على وزارة الإعلام وضع فلاشات عن خالد النفيسي في تلفزيونها.. مثلاً، مقطع مسرحي، تليه صورة النفيسي مع موسيقى تعبيرية أو ما شابه.. لا نستطيع أن ننكر أن خالد النفيسي كان قدوة في فنه وأحد كنوز المسرح الكويتي وأركانه، فليرى الممثلين الشباب قدوتهم الفنية فيه من خلال تسليط الضوء عليه، ولكي -كما قلنا سابقاً- لا نرثيه بل نحتفي به، فقد صنع البسمة لنا ولا أعتقد أن شيء سيرضيه أكثر من أن يبقينا مبتسمين ونحن نتذكره..ـ
مراقب المنوعات في التلفزيون محمد المسري صرح اليوم بأن التلفزيون سيعد سهرة عن خالد النفيسي، وهو شيء يشكرون عليه، لكنه تقليدي.. فهذا ما تعودناه! إن كنت فناناً فأعلم أني عندما "يفتكرني ربي" راح يحطونلي سهرة في التلفزيون.. في أمريكا أيام الدراسة، عندما يموت فنان بحجم النفيسي عندهم، نراهم يضعون هذه الفلاشات فترة الإعلانات، فهو شخصية تفخر بها وبما قدمته بالإضافة إلى أنه أثر في حياة الشعب ولو برسمه ابتسامة.. ولا تقتصر هذه الأمنية على النفيسي لكن لنبدأها به.. فنصنع القدوة من لاعبينا ومفكرينا بل وحتى موظفينا من أبناء الزمن الجميل، ليعلم الجيل الشاب بأن هؤلاء هم من ساهموا في بناء الكويت، وليس فقط من تطلق عليهم أسماء المناطق، وثلاث أرباعهم ما ندري من يكونون!ـ