ملاحظة: هذا موضوع ليس له علاقة بالانتخابات
ماما فخرية
منذ ثلاثة أشهر قرأت خبرا في أكثر من جريدة، وقد أثارني بشكل فظيع، حتى أني استغربت من شدة تأثري..ومنذ ثلاثة أشهر، وحتى لحظة كتابة هذا الموضوع وأنا أبحث عما يخمد نار الخبر فيني، لكن لا شيء يشفي الغليل...
الخبر يتعلق بشخصية تصفها أحدى الصحفيات بالتالي:
"هي القوة والرقة معا.. الصلابة والمرونة.. تعتبر من أهم الأسماء النسائية في العالم العربي، ومحليا هي «أم الكويتيين» الذين احتضنتهم جميعا بحنوها.. وربما تحسدها بعض النسوة لحب الجماهير لها ،،
فالجميع يطرقون بابها لاسيما النساء اللاتي يعشن ظروفا صعبة ويحتجن ليد حنونة تبلسم جراحهن فلم يجدن أرق من « يد ماما فريحة»
يرى البعض ان شخصيتها قوية لدرجة الاصابة بالقلق عند التفكير بلقائها وعندما تحين لحظة اللقاء يتمنون لو توقف الزمن لينعموا بلحظات من الأمان والعطف. "
القوة والرقة... الصلابة والمرونة... الاصابة بالقلق عند لقائها.. وحين تحين لحظة اللقاء تتمنون لو يتوقف الزمن...... لحظات.... من الامان.... من العطف..... نقدم لكم:
للعلم هي رئيسة لجنة الأم المثالية.. وهي لجنة تختار أم مثالية من كل الكويت كل عام ويشرف على هذه اللجنة مفسر أحلام على الهواء اسمه الشيخ صالح النهام... (والله طرطرة)
الان انتقل الى الخبر....
يقول الخبر:
"نظمت ثانوية طليطلة للبنات احتفالية خاصة بالشيخة فريحة الأحمد، بمناسبة حصولها على شهادة الدكتوراه الفخرية من الجامعة الأميركية في أثينا. تخللت هذه الاحتفالية عروض مسرحية ومعرض خاص لطالبات الثانوية.
وحضر هذا الحفل أفراد الهيئة الادارية في الثانوية والهيئة التعليمية، وفي الختام كُرّمت الشيخة فريحة الأحمد على جهودها الكبيرة في خدمة المجتمع الكويتي."
*نفـــــس عمـــيق*
كل ما في هذا الخبر مستفز... ثانوية للبنات اسمها طليطلة (استفزاز اول)، تحتفل بالشيخة فريحة (استفزاز ثاني)، بمناسبة حصولها على شهادة دكتوارة فخرية (استفزااااااااز ثالث)، من الجامعة الاميريكة في اثينا (اااااااااااااااااه رابع)... وتخللت! هذه الاحتفالية عروض مسرحية (خااامس) !!! ومعرض خاص لطالبات الثانوية (خلاص)...
والسؤال هو: ما علاقة أثينا بثانوية طليطة بعروض مسرحية بدكتوراة فخرية.. بفريحة الأحمد؟؟؟
جامعة في اليونان تهدي رئيسة الأم المثالية الكويتية شهادة دكتوراة فخرية، وطالبات في ثانوية كويتية يحتفلن بها، ومدرسات ولجنة للاشراف على الاحتفال، وصحافة بائسة تغطي الاحتفالية.... وشيخة تحضر وتبتسم للكاميرا... وجمهور يصفق لكل هذا!... وفي اليوم التالي تنشر الصحف الخبر ويأتي قارئ مثلي يقرأ الخبر وكأن شيئاً لم يكن!؟
هناك شيء جد حزين في كل هذا..
ولعل الخبر هذا أكثر من خبر في صفحة المجتمع .. فهو يعكس كويت 2009 بكل تجلياتها،
الى أين وصلت الثقة أو قلة الثقة بالنفس.. والذوق أين ذهب في احترام الذات واحترام الاخرين؟
وبعدين هل نحن أغبياء؟ وهل أنتم لا قيمة لكم حتى تحصلون على قيمة ذاتية من شيء لا وجود حقيقه له؟
الأ تعلمون أنكم بهكذا حركات وافتعالات لو تموتون تحصلون على اي شىء صادق خاص فيكم.. كل شيء ستحصلون عليه سيكون بنفس المقدار من الافتعال والنفاق. الا تعلمون بأنكم "تتكمبرسون" .. أي تضعون انفسكم في أوضاع كومبارسية..؟
وعلى اي أساس نحتفل بحصول شخص على دكتوراة فخرية من جامعة مغمورة يمكن ان تكون بعثت الشهادة بالفاكس اصلا.. وضع الاحتفالية كلها والمحتفى به مثير لأقصى درجات الشفقة..
كويت 2009.... أوكي .. بس شوي شوي علينا عاد