السفير الأميركي لشؤون جرائم الحرب لسفيرنا في واشنطن:
"المعتقلون الكويتيون في غوانتانامو مقرفون وغير نادمين ..
وسمعة الكويت تلطخت بعد أن قام أحد المفرج عنهم بتفجير نفسه"
***
وزير الداخلية الشيخ جابر الخالد للسفيرة الأميركية:
أستطيع أن أتحدث لأسبوع عن بناء مركز تأهيل .. ولكن هذا لن يحدث .. نحن لسنا السعودية
أفضل ما يمكن فعله بالمعتقلين هو التخلص منهم ..
أنتم التقطموتهم في أفغانستان .. أطلقوا سراحهم هناك ودعوهم يموتون في القتال
***
عن قيام البحرية الأميركية بإنقاذ مهربي حشيش إيرانيين من الغرق:
أراد الله أن يعاقبهم بالموت، كان عليكم تركهم يغرقون
أنتم أنقذتموهم .. فهم مشكلتكم
لا نعتقل المرهبين الإيرانيين .. نتركهم يعودون لإيران على قواربهم
*******
خاص – ساحة الصفاة: بعد أن قامت بعض الصحف المحلية بنشر الرسائل مترجمة مع ملاحظة أنه تم تقطيع بعضها، نستكمل معكم نشر الرسائل المسربة على موقع ويكيليكس التي تخص الكويت وذات أهمية، فقد نشرنا قبل قليل الرسالة الكاملة التي تبين كيف يفكر المسؤولون الكويتيون تجاه إيران، وهنا ننشر وثيقة أخرى عن اجتماع بين السفيرة الأميركية ووزير الداخلية الكويتي الشيخ جابر الخالد تمحورت حول موضوع مكافحة الإرهاب ومعتقلي غوانتانامو، والتي تسلط الضوء على الصراحة المفرطة التي يتمتع بها وزير الداخلية، إذ يقر بالقصور القانوني في الكويت، ما يفسر جهد اللجنة المالية المحموم هذه الأيام في مجلس الأمة لإنجاز قانوني غسيل الأموال وتمويل الإرهاب، وأفصح الوزير عن عدم ثقته بإنشاء مركز تأهيل للتعامل مع العائدين من غوانتنامو.
***
رقم الوثيقة: 9 الكويت 110
العنوان: علاج وزير الداخلية للإرهابيين: "دعوهم يموتون"
التاريخ: 5 فبراير 2009 – الساعة 16:04
المصدر: سفارة الولايات المتحدة الأميركية في الكويت
عنوان الوثيقة الأساسية المترجمة:http://cablegate.wikileaks.org/cable/2009/02/09KUWAIT110.html
***
ملخص:
في اجتماع بتاريخ 3 فبراير ضمن محادثاتهما المستمرة حول التعاون ما بين الكويت والولايات المتحدة في مكافحة الإرهاب، ناقش وزير الداخلية الكويتي الشيخ جابر الخالد الصباح مع السفيرة الأميركية جهود الكويت لرصد واعتقال ممولي الإرهاب (من ضمنهم محمد سلطان إبراهيم سلطان العلي، المعروف بـ جواد/أبو عمر)، وأشاد بالتطور في تبادل المعلومات، وشكك في قدرة الكويت على تأسيس مركز تأهيل لسجناء غوانتانامو السابقين والمتشددين الآخرين الداعمين للجهاد، واقترح على الولايات المتحدة إطلاق سراح سجناء غوانتانامو الحاليين في أفغانستان ليموتوا في القتال. وتساءل ساخراً عن سبب قيام قوات البحرية المركزية الأميركية بإنقاذ مهربي الحشيش الإيرانيين المتهاوين قبل أسبوعين قائلاً "أراد الله أن يعاقبهم بالموت وأنتم تنقذونهم؟ لماذا؟" واصفاً إنتخابات المحافظات السبت الماضي الماضي بـ "النجاح الكبير"، وعبر الشيخ جابر عن إيمانه بامتلاك الرئيس أوباما والولايات المتحدة الأدوات اللازمة لمواجهة جميع التحديات.
إنتهى الملخص.
***
دعت السفيرة الشيخ جابر في 3 فبراير لمراجعة التقدم في علاقتنا الارتباطية في مكافحة الإرهاب وللحصول علىدعم وزير الداخلية لأفكار عمليات موجهة لقطع الطريق على أشخاص متورطين في استغلال مسارات تهريب تقليدية في شمال الخليج لنقل جهاديين جدد ومموليهم وميسريهم بين الكويت وإيران وباكستان وأفغانستان. بدأ الشيخ جابر الاجتماع بالإشادة بـ"النجاح الكبير" لإنتخابات المحافظات العراقية وعبر عن ثقته بقدرة الرئيس أوباما و"القوة العظمى" الولايات المتحدة لمواجهة التحديات الراهنة.
أشارت السفيرة إلى أنها التقت مؤخراً بنائب الأميرال ماكريفن، حالياً آمر قيادة العمليات الخاصة المشتركة في هذه المنطقة، وأنهما تناقشا حول الأساليب البديلة لوقف تدفقات تمويل الإرهاب آخذين بالاعتبار القيود في النظام القانوني والسياسي في الكويت، وقدم دعمه لهذه الأساليب مشدداً على أنه كان قلقاً من التأثيرات الإرهابية من السعودية وإيران أخذاً بالاعتبار السيطرة الحدودية المرتخية – عبر الوزير عن تفهمه لما تم وصفه (بإنصاف) بتطور تبادل المعلومات ما بيننا، وأقر في الوقت ذاته بالقصور في نظام الكويت القانوني الذي يعيق ملاحقة وحجز هؤلاء الأشخاص عند اعتقالهم.
أشارت السفيرة إلى التقارير الصحفية مؤخراً التي أفادت بأن محمد البذالي، الذي يصف نفسه بمجند الجهاديين وممولهم، قد تم إطلاق سراحه بكفالة 500 دينار بعد الحكم بحبسه لثلاث من مجموع خمس سنوات بتهمة "التحريض على الجهاد ضد دولة صديقة." وفي الوقت ذاته، التقى سفير الكويت لدى الولايات المتحدة، الشيخ سالم الصباح، بالسفير لشؤون جرائم الحرب كلينت ويليامسون للسؤال عن وضع السجناء الكويتيين الأربعة المتبقين في غوانتانامو، وقد أوضح السفير (ويليامسون) أن إعلان الرئيس أوباما عن إصراره على إغلاق معتقل غوانتانامو لا يعني أن لم يعد لدينا مخاوف أمنية سيتم أخذها بالاعتبار في سيناريوهات الإفراج; المعتقلون الكويتيون أشخاص مقرفون وغير نادمين، وسمعة الكويت تلطخت في حالة سجين غوانتانامو السابق العجمي الذي يزعم بأنه فجر نفسه في الموصل بعد الإفراج عنه وتسليمه للسلطات الكويتية. وسألت السفيرة وزير الداخلية عن وضع مركز التأهيل الذي ذكره رئيس الوزراء الشيخ ناصر المحمد الصباح في حديثه مع الوزيرة رايس آنذاك في واشنطن، إذ أشارت السفيرة إلى أننا على علم بقصص السعوديين الذين دخلوا مراكز التأهيل التابعة للحكومة السعودية ومن ثم انخرطوا مجدداً مع القاعدة في اليمن; على الرغم من ذلك، فقد اضطرت الحكومة الكويتية لاتخاذ خطوات لتظهر جديتها في تغيير والسيطرة على تصرفات المتشددين في مجتمعها.
رد الشيخ جابر بحكاية: بعد غزو الكويت في 1990 وعاصفة الصحراء، أثار الجنرال شوارزكوف قضية "إعادة تأهيل" الكويتيين الذين تعرضوا لوحشية الحرب حتى يستطيعوا الإنخراط مجدداً في المجتمع، ورد الشيخ جابر (فريق متقاعد): "ولكنك تفكر بنموذج فييتنام عندما عاد المحاربون صغار السن إلى الوطن ليجدوا شققهم خالية ومناطق مجهولة، نحن لسنا كذلك، نحن في مجتمع صغير ومترابط والكل يعرف بعضه البعض، لن يشعر أحد بالعزلة، من لديه القدرة على التأهيل سيفعل ذلك طبيعياً مع أسرته، ومن ليس لديه القدرة فإنه لن يتم تأهيله إلى الأبد،" رابطاً ذلك بالموضوع الراهن.
وقال الشيخ جابر للسفيرة: "تعرفين أكثر مني أننا لا نستطيع التعامل مع هؤلاء الناس (يقصد معتقلي غوانتانامو)، لا أستطيع حجزهم، إذا صادرت جازاتهم سيقاضونني ويسترجعوها (ملاحظة: هذا ما حصل مع العجمي. انتهت الملاحظة)، أستطيع أن أحكي لك حتى الأسبوع القادم عن بناء مركز تأهيل، ولكن ذلك لن يحدث. نحن لسنا السعودية; لا نستطيع عزل هؤلاء الناس بمخيمات صحراوية أو في مكان ما على جزيرة، ولا نستطيع إجبارهم على البقاء، إن كانوا فاسدين فهم فاسدين، وأفضل ما يمكن فعله هو التخلص منهم، لقد التقطتموهم في أفغانستان، يجب عليكم الإفراج عنهم في أفغانستان، في قلب منطقة الحرب."
بعدها أثارت السفيرة أمام الوزير تطوير إجراء اعتيادي للتعامل مع حوادث كتلك المتعلقة بقيام قوات البحرية المركزية الأميركية مؤخراً بإنقاذ سبعة مهربين إيرانيين في قارب غارق في شمال الخليج أثناء تهريبهم الحشيش، في تلك الحادثة وافق العمانيون على إعادة الإيرانيين إلى موطنهم، ولكننا مع ذلك نحتاج إلى التفكير في التعامل مع حوادث مشابهة في المستقبل بطريقة أسرع. الرد الأولي من قبل خفر السواحل الكويتي كان بإحالة الأمر إلى وزير الداخلية عبر وزارة الخارجية، وأشارت السفيرة إلى افتراضنا بأنه لا بد من أن خفر السواحل الكويتي قد مر بتجارب مشابهة مع مهربين إيرانيين الذين تطلب إعادتهم إلى إيران. وبابتسامة عريضة، تجنب وزير الداخلية الإجابة عن السؤال، وقال "أراد الله أن يعاقبهم لتهريبهم المخدرات بإغراقهم، ثم قمتم بإنقاذهم، لذا فهم مشكلتكم! كان عليكم تركهم يغرقون." وأضاف، على أية حال دأب الكويتيون على ترك الإيرانيين يعودون إلى إيران على قواربهم، لذلك لم تكن مسألة تسليمهم فعلياً إلى إيران مطروحة.
في النهاية، أشارت السفيرة إلى أن الوزير استحدث منصب المستشار الخاص للشيخ جابر لخدمات الأمن الكويتية (out GRPO liason counterpart) وأعطاه للشيخ سلمان صباح السالم الحمود الصباح، وتساءلت السفيرة عما إذا كان الوزير يعتقد بوجود أي علاقة ارتباط مناسبة ما بين السفارة والشيخ سلمان، ورد الوزير بالسلب. أخيراً، دعت السفيرة الوزير إلى حفل استقبال سفيرة الولايات المتحدة في 24 فبراير ضمن فعاليات IDEX في أبوظبي، ضمن جهودنا لتعزيز العلاقة.
***
ملاحظة: لقد كان الوزير بأقصى صراحته وتشاؤمه حيال موضوع اعتقال وحجز ممولي وميسري الإرهاب في ظل نظام الكويت القانوني والسياسي الحالي، الصراعات القائمة ما بين البرلمان ورئيس الوزراء وحكومته تقلل من احتمالية أية تغييرات في الوقت القريب، وتظل قضية معتقلي غوانتانامو المتبقين قضية حساسة للقادة هنا، الذين يقرون سراً بسلبيات تسلمهم ويقرون بعدم قدرتهم على احتوائهم ولكنهم تحت ضغط سياسي قوي محلياً "لإعادة أبنائهم إلى وطنهم." المثير في الأمر أن تغطية الصحف لاجتماع السفيرة مع الوزير في 3 فبراير (والذي ضمهما بالإضافة إلى مسجل ملاحظات) واجتماعها قبل يومين مع وزير الخارجية ركزت فقط على قضية غوانتانامو، على الرغم من أنها تم مناقشتها على هامش الاجتماعات.
انتهت الملاحظة.
****
ملاحظة من ساحة الصفاة للصحف اليومية والمواقع الإخبارية:
جهد البحث وترجمة هذه الوثيقة والوثائق الأخرى التي ستتبعها خاص بساحة الصفاة، نتمنى منكم أمانة النقل في الإشارة للمصدر كـ "مدونة ساحة الصفاة" احتراماً لأبجديات المهنة وللقراء