بكت النائبة رولا دشتي ... والنائب وليد الطبطبائي ما صدق خبر!
صرح الطبطبائي أمس لقناة الوطن بأن "العمل البرلماني عمل شاق لا تتحمله المرأة، والدليل بكاء رولا دشتي وعدم تحملها الضغوط."
طبعاً تصريح الطبطبائي ليس مستغرب، فمن البديهي أن يظل متربصاً منذ وصول المرأة مجلس الأمة، ينتظر أي فرصة ينتهزها للتقليل من أهلية المرأة، حتى أتت دموع رولا دشتي فهرول إلى الكاميرا ليجدد للناس عهده بمعاداة كل شيء متعلق بالمرأة وحقوقها، إلا أنه كالعادة فاته أن يفكر قليلاً قبل أن يصرح حتى يعي بأن ما يتفوه به يرفع من شأن المرأة ولا ينتقص منه.
رد فعل النائبة رولا دشتي كان على خلفية إتهامها في أكثر من مناسبة بخيانة أمانة المال العام في قضية الفحم المكلسن، إضافة إلى الغمز واللمز خلال الأيام القليلة الماضية بأنها أحد المستفيدين من شيكات رئيس الوزراء.
هناك الكثير من التضليل والتغييب للمعلومات في القضيتين تجعلنا لا نجزم بأي شيء، لكن النائبة دشتي قالت في كلام مثبت في مضبطة المجلس أن هذه الإتهامات باطلة وطالبت من لديه أي دليل عليها أن يتقدم للنيابة، وإلى أن يقوم أحد بذلك ويثبت ما تم إدعاءه، تبقى النائبة دشتي متقدمة 1 - صفر في المصداقية والنزاهة.
وبناء على ذلك، فماذا يتوقع النائب الطبطبائي أن يفعل الإنسان عند إتهامه بذمته؟
أي أنسان سوي وعنده ذرة كرامة من الطبيعي أن ينفعل هكذا عند إتهامه زوراً بذمته، الأمر لا يتعلق بمرأة أو رجل، الطعن الزائف بالذمة من الطبيعي أن يهز مشاعر الإنسان، فليس هناك ما هو أعظم.
ولم تكن النائبة دشتي أول من يتفاعل هكذا مع إتهامات توجه لها، فقد سبقتها دموع النائب الأسبق عبدالله النيباري عندما تم الطعن بذمته، وبالتأكيد غيرهم الكثيرين ممن جرحت مشاعرهم واهتزت قلوبهم نتيبجة إتهامهم زوراً بذمتهم وإن لم يظهروا دموعاً.
إذن كل ما فعلته النائبة دشتي هو أنها أظهرت إنسانيتها، فإن كنتم تعودتم القذف والطعن فيما بينكم، فالنائبة دشتي ذكرتنا بأن هناك ما زال من هم بني آدم طبيعيين لديهم مشاعر تتأثر بما يطرح وليسوا جماداً يصد كل شيء يأتي له. هذا هو الوضع الطبيعي.
والمفارقة هي أن من إنتهز هذه الفرصة هو الطبطبائي ذاته الذي تسلم شيكاً من رئيس الوزراء وظهر على التلفزيون بكل بجاحة يؤكد ذلك، نعم قد تكون فعلاً تبرعاً لمبرته، ولكن احنا شدرانا؟ شالفرق بينه وبين صاحب الشيك محور الإستجواب الحالي؟ المبدأ واحد .. لا يجوز أن يكون هناك أي تعامل مالي بين جهتين إحداهما تراقب الأخرى.
هذا هو الفرق بين رولا والطبطبائي، فهي قامت وفندت وطالبت بتقديم الدليل إن وجد إلى النيابة، بينما هو ظهر على التلفزيون وأضفى شرعية على تعامل مالي مشبوه عضو حكومة وعضو مجلس. رولا إنسانة، بينما الطبطبائي يعيش في عالم آخر لا تحكمه مبادئ وقواعد تعارض المصالح.
ثم يعيب الطبطبائي على النائبة دشتي والمرأة بأنها لا تصلح للعمل البرلماني لأنها تحتكم للعاطفة، طيب ماذا عن الرجل؟ ماذا عن قلاص خلف دميثير عاطفة والا عقل؟ ماذا عن قلة أدب سعدون حماد عاطفة والا عقل؟ من قال أن العواطف فقط في الدموع؟
لا تروح بعيد، ماذا عن وليد الطبطبائي ذاته؟ ماذا عنه عندما يطغى تدينه على مبادئ وقواعد تعارض المصالح؟ فيبرر تسلمه شيك بإسمه الشخصي من رئيس الوزراء بأنه لخدمة مبرته؟ هذا عقل بعد؟
مشكلة الطبطبائي وهايف وغيرهم من المعادين للمرأة أنهم لا زالوا يجترون الماضي، وجود المرأة في الساحة السياسية واقع وتذكرة ذهاب بلا عودة، فلا فتاوى الخارج نفعتكم، ولا فتاوى الأوقاف نفعتكم، وآخيراً المحكمة الدستورية قالت كلمتها وأنهت الموضوع وثبتت الواقع بلا رجعة، أما آن لكم الأوان أن تضعوا هذا الأمر وراءكم وتمضوا إلى ما هو أهم؟
تصريحك يحسب لرولا والمرأة وليس ضدها كما تعتقد، فتركد مرة ثانية قبل أن تنطق بشيء.
دموع رولا أكدت لنا أنها إنسانة طبيعية، وهو ما ينقص الطبطبائي إلى حد كبير.