حسين، شاب اقترب من التاسعة عشرة من عمره. ولد في الرميثية لأب وأم أحباه حباً جماً، فعلاوة على أنه آخر العنقود إلا أنه لم يكن كإخوانه وأخواته "الشياطين". كان حسين يحب الرسم، وكرة القدم. منذ صغره كان يركل الكرة بقوة على الحائط، كانت من النوع الهوائي الذي لا يمكنك توقع إتجاهها عندما تركلها، لكن حسين بمهارة فريدة كان يستطيع التحكم بها. في المدرسة، كان ينتظر حصة "الألعاب" ليلعب الكرة، وكان يغار من عبدالله جارهم، حيث كان عبدالله يلعب الكرة في مدرسته بعد ساعات المدرسة وكانوا يتبارون مع المدارس الأخرى، كما كان زي مدرسة عبدالله (الأزرق والأبيض) أجمل من زي مدرسة حسين الرمادي والأبيض. كان يحزن عندما يلعبون كرة السلة في حصة الألعاب بدل كرة القدم التي كان بارعاً بها بشهادة زملائه.
-
لم يكن حسين يعرف جاسم يعقوب وفيصل الدخيل، إلا أنه سمع بهم، وشاهد مبارياتهم عندما كبر. أحب عبدالله بلوشي، وفيصل الدخيل -رغم أنه قدساوي- . كبر على ألعاب وبران وبدر حجي والهويدي وبشار، وأعجب جداً بزيدان منذ كان في يوفنتوس، وفيغو منذ كان في برشلونة، فاجتمع الإثنان بريال مدريد فكان فريق أحلام حسين. يذكر حسين كيف حضر بصحبة والده مباراة أرسنال ومدريد قبل أعوام أثناء زيارتهم للندن، وكيف سجل زيدان هدفاً رائعاً. يذكر فرحته، وفرحة زيدان، الذي اعتقد أن عيناهم التقتا لبرهة أثناء اللعب فقد كانت مقاعدهم قريبة من الملعب.
لم يكن حسين يعرف جاسم يعقوب وفيصل الدخيل، إلا أنه سمع بهم، وشاهد مبارياتهم عندما كبر. أحب عبدالله بلوشي، وفيصل الدخيل -رغم أنه قدساوي- . كبر على ألعاب وبران وبدر حجي والهويدي وبشار، وأعجب جداً بزيدان منذ كان في يوفنتوس، وفيغو منذ كان في برشلونة، فاجتمع الإثنان بريال مدريد فكان فريق أحلام حسين. يذكر حسين كيف حضر بصحبة والده مباراة أرسنال ومدريد قبل أعوام أثناء زيارتهم للندن، وكيف سجل زيدان هدفاً رائعاً. يذكر فرحته، وفرحة زيدان، الذي اعتقد أن عيناهم التقتا لبرهة أثناء اللعب فقد كانت مقاعدهم قريبة من الملعب.
-
لعب حسين في النادي العربي، لأنه كان عرباوي بالوراثة. كان مولع بخالد عبدالقدوس و تسديدات عبدالعزيز عاشور، الذي حضر تدريبهم في إحدى المرات ليحدثهم عن الكرات الثابتة. كان حسين أفضل لاعبي النادي، فتم اختياره لمنتخب الناشئين. كان يلعب مع فريق تحت 19 وهو في الرابعة عشرة من عمره، وعندما بلغ الثامنة عشرة، لعب مع الفريق الأول للعربي، ورغم إحباطات الخسائر، إلا أنه كان يجد متعة نابضة في اللعب، وأمل جميل بأن يتفوق فريقه، فتاريخه يشهد. كان حسين يحب الجماهير، وهم يحبونه ويرون فيه مستقبل الفريق.
ماذا كان يريد حسين؟
من تشجيع والده له، رأى حسين أنه لا مانع من أن يكون زيدان الجديد، أو فيغو. "على الأقل أبدأ بالخليج، وبعدين أنتشر،" كان يقول لنفسه.
وأتت فرصته، وتم اختياره وهو في الثامنة عشرة، ليمثل الكويت مع المنتخب في بطولة كأس الخليج الثامنة عشرة، والتي انتهت آمال منتخب الكويت فيها أمس. أحس حسين لبرهة بأنه بيليه، الذي شارك منتخبه وهو في السادسة عشرة، فعندما يتم اختيارك بهذا السن للمنتخب، لابد وأنك لاعب ممتاز.
لعب حسين في النادي العربي، لأنه كان عرباوي بالوراثة. كان مولع بخالد عبدالقدوس و تسديدات عبدالعزيز عاشور، الذي حضر تدريبهم في إحدى المرات ليحدثهم عن الكرات الثابتة. كان حسين أفضل لاعبي النادي، فتم اختياره لمنتخب الناشئين. كان يلعب مع فريق تحت 19 وهو في الرابعة عشرة من عمره، وعندما بلغ الثامنة عشرة، لعب مع الفريق الأول للعربي، ورغم إحباطات الخسائر، إلا أنه كان يجد متعة نابضة في اللعب، وأمل جميل بأن يتفوق فريقه، فتاريخه يشهد. كان حسين يحب الجماهير، وهم يحبونه ويرون فيه مستقبل الفريق.
ماذا كان يريد حسين؟
من تشجيع والده له، رأى حسين أنه لا مانع من أن يكون زيدان الجديد، أو فيغو. "على الأقل أبدأ بالخليج، وبعدين أنتشر،" كان يقول لنفسه.
وأتت فرصته، وتم اختياره وهو في الثامنة عشرة، ليمثل الكويت مع المنتخب في بطولة كأس الخليج الثامنة عشرة، والتي انتهت آمال منتخب الكويت فيها أمس. أحس حسين لبرهة بأنه بيليه، الذي شارك منتخبه وهو في السادسة عشرة، فعندما يتم اختيارك بهذا السن للمنتخب، لابد وأنك لاعب ممتاز.
-
جو جديد في البطولة لم يعتد عليه هذا الشاب، وهو الصغير طري العود على السفر مع مجموعة كبيرة من الشباب، جميعهم يكبرونه سناً. كان هادئاً في الجلسات، بالكاد يعرف من حوله أنه موجود. إن سأله أحد، كان يرد بكلمة أو كلمتان. بعض اللاعبين ساعدوه على التأقلم على الأجواء الجديدة، فقد رأوه موهوباً أثناء التدريبات، أثار إعجاب اللاعبين والمدربين.
تعادل المنتخب بمباراته الأولى مع اليمن. لم يلعب حسين. كان يقول لنفسه "يمكن ليش إني صغير ويديد." وقال له المدرب أن يجهز نفسه للمباراة القادمة، لأنه سيلعب.
جو جديد في البطولة لم يعتد عليه هذا الشاب، وهو الصغير طري العود على السفر مع مجموعة كبيرة من الشباب، جميعهم يكبرونه سناً. كان هادئاً في الجلسات، بالكاد يعرف من حوله أنه موجود. إن سأله أحد، كان يرد بكلمة أو كلمتان. بعض اللاعبين ساعدوه على التأقلم على الأجواء الجديدة، فقد رأوه موهوباً أثناء التدريبات، أثار إعجاب اللاعبين والمدربين.
تعادل المنتخب بمباراته الأولى مع اليمن. لم يلعب حسين. كان يقول لنفسه "يمكن ليش إني صغير ويديد." وقال له المدرب أن يجهز نفسه للمباراة القادمة، لأنه سيلعب.
-
وبدأت المباراة الثانية، وحسين في الإحتياط. كان يغلي من الداخل "وعدني ألعب، شلون مقعدني هني؟"، كان يرى أخطاء زملائه الذين يكبروه سناً، بوده أن يصرخ ليصححها. عرف حجمه وسكت. وقبل نهاية الشوط الثاني، الفريق يخسر، وحسين يغلي، ناداه المدرب وأمره بالإحماء. بينما هو يركض للإحماء، يتذكر حسين أول ذكرياته مع كأس الخليج، قطر.. هدف الفوز لبشار.. علم الكويت كبير في المدرجات. وبينما يرفع يداه في الهواء، يتذكر كيف كان يحاول التقاط الكرة من والده وهو صغير، ليركلها بقوة على الحائطز ابتسم.
وبدأت المباراة الثانية، وحسين في الإحتياط. كان يغلي من الداخل "وعدني ألعب، شلون مقعدني هني؟"، كان يرى أخطاء زملائه الذين يكبروه سناً، بوده أن يصرخ ليصححها. عرف حجمه وسكت. وقبل نهاية الشوط الثاني، الفريق يخسر، وحسين يغلي، ناداه المدرب وأمره بالإحماء. بينما هو يركض للإحماء، يتذكر حسين أول ذكرياته مع كأس الخليج، قطر.. هدف الفوز لبشار.. علم الكويت كبير في المدرجات. وبينما يرفع يداه في الهواء، يتذكر كيف كان يحاول التقاط الكرة من والده وهو صغير، ليركلها بقوة على الحائطز ابتسم.
-
دخل حسين، مرر تمريرة لليسار، مررت بعدها بعرض الملعب. هدف التعادل للكويت.
كان يعرف الملعب كراحة يداه، تنقصه بعض المهارات وهو يعلم ذلك جيداً، إلا أن طموحه جارف.
في المباراة الأخيرة، لعب حسين في الدقائق الأخيرة، وأجهش بالبكاء بعد المباراة على أرض الملعب.
حسين محسن الموسوي، لا أعرفه شخصياً، اختلقت القصة من وحي خيالي، لكن يخالني شعور بأنها ليست بعيدة عن واقع حسين الموسوي ومئات مثله. يطمحون، فيبكون، ويبكون، فيختفون.
-
أحلام الشباب
دخل حسين، مرر تمريرة لليسار، مررت بعدها بعرض الملعب. هدف التعادل للكويت.
كان يعرف الملعب كراحة يداه، تنقصه بعض المهارات وهو يعلم ذلك جيداً، إلا أن طموحه جارف.
في المباراة الأخيرة، لعب حسين في الدقائق الأخيرة، وأجهش بالبكاء بعد المباراة على أرض الملعب.
حسين محسن الموسوي، لا أعرفه شخصياً، اختلقت القصة من وحي خيالي، لكن يخالني شعور بأنها ليست بعيدة عن واقع حسين الموسوي ومئات مثله. يطمحون، فيبكون، ويبكون، فيختفون.
-
أحلام الشباب
نحن لا نتحدث هنا عن "رفع إسم الكويت في المحافل الدولية"، بل نتحدث عن قتل لآمال العديد من الشباب وطموحاتهم.
إن الاستثمار في شباب الكويت هو أعظم استثمار، أهم من القروض و"صندوق جابر"، و جسر ومستشفى وبنك جابر، أهم من استجواب وزير الإعلام. يكفي أن تتحطم آمال 22 لاعب كرة قدم في المنتخب، وغيرهم في السلة والطائرة والكاراتيه والجمباز وألعاب القوى. حلم ذاك الذي كان يحلم أن يصبح مايكل لويس في الجري، والآخر الذي حلم بأن يكون جوردن في السلة، وذاك مارادونا في كرة القدم. لقد تحطمت آمال هؤلاء، فلننظر إلى المتبقين، إلى ذاك ذو الثمانية أعوام الذي يطمح لأن يكون لبرون جيمز في السلة، والآخر ذو العاشرة الذي يعتقد أنه ممكن أن يكون روني في الكرة، أو فيديرر في التنس. لقد دمرنا بما يكفي، فبئس لنا كمجتمع أو دولة إن لم نستطع أن نحقق حلم حسين الموسوي لأن طلال الفهد يحب كرسيه أو لأن أحمد يريد أخيه خالد أن يكون رئيساً للإتحاد ليكتمل العقد.
-
في بطولة الخليج، رأيت لاعبوا الكويت أبطالاً في الملعب، لقد أدوا أكثر من المطلوب، وكانوا ضحية كالعادة لأشخاص رأوا أن إنجازهم الذاتي أهم من إنجاز المجموعة.. أرادوا إرضاء غرورهم على حساب تحقيق أحلام وآمال شباب منطلق. ونحن هنا لا نتحدث عن طمباخية وشباب يستانسون باللعب، لأن هذا دور مراكز الشباب، لقد أصبحت الرياضة "بزنس" بالمليارات.
-
لقد حان الوقت لأن تنعتق الرياضة من استقطابات الشيوخ والعوائل والقبائل. المطلوب ألا نتحدث بالعموميات، نقول إحتراف ونسكت، أو "تفرغ" ونحن نعلم أنه حل ترقيعي. نحن بحاجة لحلول جذرية تنسف النظام الرياضي الحالي وتعيد بناءه (ستكون لنا عودة لهذا الموضوع).
-
لقد تعددت ردود الفعل عقب خسارة الأمس، وبرأيي المتواضع فإن جميعها لا تحقق شيئاً، لا استقالة إتحاد الكرة ولا مسيرة الإصلاح الرياضي (السبت 3:30 من مجلس الامة إلى مجلس الوزراء)، فكلها لا تأتي بحلول واضحة ومباشرة. إستقالة إتحاد الكرة فيلم كبير لإقالة أحمد اليوسف، والذي هو برأيي كبش فداء ولا يلام، فهو نتاج نظام ونهج استحواذي لأصحاب الغرور ومحبي الذات.
-
فتش عن أحمد
إن الاستثمار في شباب الكويت هو أعظم استثمار، أهم من القروض و"صندوق جابر"، و جسر ومستشفى وبنك جابر، أهم من استجواب وزير الإعلام. يكفي أن تتحطم آمال 22 لاعب كرة قدم في المنتخب، وغيرهم في السلة والطائرة والكاراتيه والجمباز وألعاب القوى. حلم ذاك الذي كان يحلم أن يصبح مايكل لويس في الجري، والآخر الذي حلم بأن يكون جوردن في السلة، وذاك مارادونا في كرة القدم. لقد تحطمت آمال هؤلاء، فلننظر إلى المتبقين، إلى ذاك ذو الثمانية أعوام الذي يطمح لأن يكون لبرون جيمز في السلة، والآخر ذو العاشرة الذي يعتقد أنه ممكن أن يكون روني في الكرة، أو فيديرر في التنس. لقد دمرنا بما يكفي، فبئس لنا كمجتمع أو دولة إن لم نستطع أن نحقق حلم حسين الموسوي لأن طلال الفهد يحب كرسيه أو لأن أحمد يريد أخيه خالد أن يكون رئيساً للإتحاد ليكتمل العقد.
-
في بطولة الخليج، رأيت لاعبوا الكويت أبطالاً في الملعب، لقد أدوا أكثر من المطلوب، وكانوا ضحية كالعادة لأشخاص رأوا أن إنجازهم الذاتي أهم من إنجاز المجموعة.. أرادوا إرضاء غرورهم على حساب تحقيق أحلام وآمال شباب منطلق. ونحن هنا لا نتحدث عن طمباخية وشباب يستانسون باللعب، لأن هذا دور مراكز الشباب، لقد أصبحت الرياضة "بزنس" بالمليارات.
-
لقد حان الوقت لأن تنعتق الرياضة من استقطابات الشيوخ والعوائل والقبائل. المطلوب ألا نتحدث بالعموميات، نقول إحتراف ونسكت، أو "تفرغ" ونحن نعلم أنه حل ترقيعي. نحن بحاجة لحلول جذرية تنسف النظام الرياضي الحالي وتعيد بناءه (ستكون لنا عودة لهذا الموضوع).
-
لقد تعددت ردود الفعل عقب خسارة الأمس، وبرأيي المتواضع فإن جميعها لا تحقق شيئاً، لا استقالة إتحاد الكرة ولا مسيرة الإصلاح الرياضي (السبت 3:30 من مجلس الامة إلى مجلس الوزراء)، فكلها لا تأتي بحلول واضحة ومباشرة. إستقالة إتحاد الكرة فيلم كبير لإقالة أحمد اليوسف، والذي هو برأيي كبش فداء ولا يلام، فهو نتاج نظام ونهج استحواذي لأصحاب الغرور ومحبي الذات.
-
فتش عن أحمد
أحمد الفهد بعد خروج المنتخب يقول "نحن أدينا اللي علينا، والمنتخب الكويتي تفوق على نفسه لكن تنقصه الخبرة. وهذه الخسارة اللي ممكن للإنسان أن يقبلها لأننا خسرنا بعد أداء قوي." ومع احترامي لأحمد الفهد، فلا أعتقد أنه –كمسئول- أدى اللي عليه. منتخب الكويت لعب لروح الشباب اللي فيه، وليس لأنك أديت اللي عليك.
الغريب أنه في كل مشكلة في الكويت (الطاقة، الدوائر، الرياضة) لازم يكون أحمد الفهد موجود!
-
لقد آن الأوان لننظر في عينا حسين، وغيره من شباب الكويت، وأن نتيح لهم الفرصة تحقيق آمالهم وطموحاتهم، لا أن نأتي لهم بمدرب عالمي أو نؤخر إمتحانات طلبة الجامعه من اللاعبين.
الغريب أنه في كل مشكلة في الكويت (الطاقة، الدوائر، الرياضة) لازم يكون أحمد الفهد موجود!
-
لقد آن الأوان لننظر في عينا حسين، وغيره من شباب الكويت، وأن نتيح لهم الفرصة تحقيق آمالهم وطموحاتهم، لا أن نأتي لهم بمدرب عالمي أو نؤخر إمتحانات طلبة الجامعه من اللاعبين.
-
تساءلت وأنا أدمع على صورة حسين وهو يبكي بعد المباراة، "لماذا لم أرى أبداً إدارياً يبكي على خسارة؟".
يجب علينا أن نعطي الشباب حقه، ويجب علينا أن نلتفت للرياضة بجدية.. الآن.
وللحديث بقية.
تساءلت وأنا أدمع على صورة حسين وهو يبكي بعد المباراة، "لماذا لم أرى أبداً إدارياً يبكي على خسارة؟".
يجب علينا أن نعطي الشباب حقه، ويجب علينا أن نلتفت للرياضة بجدية.. الآن.
وللحديث بقية.
-
-
في الموضوع القادم:
- كيف نطور رياضتنا؟
- استقطابات العوائل والقوانين الجديدة.
- محاولات لعرقلة جلسة الرياضة المقبلة.