اليوم داومت فيه لأول مرة ، وبعد إضافة بعض الديكورات التي تجعل منه مكاناً مريحاً للعين والنفس على الأقل ، جلست وصفيت إوراقي وبعض كتبي وضبطت الانترنت ، جلست أخلص بعض الواجبات الدراسية ، والحمدلله المكتب أضفى جو يساعد على التركيز ، أفضل من الدراسة في البيت أو في المختبر والمكتبة اللذان هما أشبه بسوق واجف من الزحمة في فترة الامتحانات.
المهم .. طول الفترة هناك شيء شاغل بالي ، لا أعرف ما هو ، شيء ينقص المكتب ، ينقص "المزاج" ، فكرت وفكرت ولم أعرف ما هو الشيء ، نسيت الأمر وأكملت عملي ، وبعد بضع ساعات بدأ الرأس يدور ويدوخ ، فقلت هذا وقت التشاي ، أو أفضل من ذلك: تشاي-حليب ... أخيراً عرفت ما يشغل بالي! لا .. لم يكن التشاي - حليب.
كان ذلك الآسيوي قصير القامة الذي تصرخ له من أول الممر
واحد تشــــــــــــــــاااااااي!
في الكويت لا يكاد يخلو أي طابق (وليس مبنى أو إدارة) في مبنى حكومي من أشخاص كـ "حسن" ، حتى الشركات الخاصة معظمها لديها حسن واحد على الأقل لمجلس الإدارة وضيوفه ، بينما هنا يأتي الضيف ليقضي عمله ويمشي دون تضييع وقت على شاي وقهوة ، والموظفون والأساتذة مدمنو القهوة تجدهم اشتروا على حسابهم مكينة القهوة الصغيرة ووضعوها في مكاتبهم ، ومديرة إدارتنا أذا أتاها ضيف ورأت أن القهوة ضرورة أخذته إلى الكافيه القريب من الجامعة ، باختصار عملوا على ألغاء أي حجة وحاجة لجلب أحد مثل "حسن."
في الكويت ، نحن منغمسين ومتشبعين في الربادة والكسل لدرجة أننا لا نستطيع التحرك بضعة أمتار للمطبخ الصغير في نهاية الممر لتحضير كوب قهوة ، لو قرروا الحسنات عمل إضراب في يوم من الأيام سيقف العمل وتتدهور الانتاجية والكفاءة (إن وجدت) ويرتفع سعر البترول وينخفض مؤشر البورصة.
في الأخير عرفت لماذا فكرت مباشرة بسؤال الإدارة عن حسن ينظف المكتب ولم أفكر بديهياً بتنظيفه بنفسي .. لأن جوازي أزرق.
أترككم مع .. تشــــــــــــــااااااااااااااااي .. وأعتذر عن رداءة الصورة.