كنت قد كتبت موضوعاً عن وليد الطبطبائي، ولكن قررت تأجيله لأن مقابلة رئيس الوزراء على الراي وايد أهم منه.
عندما كتبت موضوعي السابق عن الشيخ ناصر المحمد، دار نقاش مع بعض الأصدقاء كان محوره "شنو الحل مع وضع الشيخ ناصر؟"، فأطلق أحدهم تنهيدة ثم قال وهو ويهز رأسه: "ايــــه ... ناصر المحمد ... أويلي منك .. أويلي عليك،" فضحكنا لطرافة الوصف وأكثر لدقته، وكان الوصف لسان حالي أمس وأنا أقرأ المقابلة.
سمو الرئيس. اعتبر ما يلي مجرد خواطر وتفكير بصوت عال، وأرجو أن يحوز على بعض من اهتمامك.
أويلي منك لأن حكومة سموك دخلت مع المجلس في سباق أطفال "منو يعطي الناس فلوس أكثر،" فرفضتوا الـ50 بحجة شح الميزانية ثم أتيتم بـ 120 فيما رآه الناس تناقضاً واستغل ذلك النواب ... أويلي عليك لأني من قلبي أصدق كلامك عن مسؤولية الدولة تجاه تسديد ما استدانته من حساب الأجيال القادمة، ولا أشك في إيمانك بما تقول.
أويلي منك لأنك تعرف من وراء الحملات ضدك وتسكت ظاناً بأنها شأن شخصي فيك ولا يعنينا كشعب يأتمر بأمرة حكومتك التي تتأثر قراراتها بتلك الحملات ... أويلي عليك لأننا في زمن وظروف تجعل انتقادنا لك يفرح عيال عمك قبل غيرهم، وذلك يجعلني أشعر بحيرة وحسرة.
أويلي منك لأنك تقول أن أسلوب تشكيل حكوماتك وما صاحبها من مشاورات غير دستورية أحياناً وعدم تعيين وزير أصيل للنفط، تقول أن ذلك بعد نظر وتحسبنا نصدق ... أويلي عليك لأنك تتحجج بثقة سمو الأمير وحقك الدستوري بتشكيل الحكومة بكل قوة ووضوح، لكن ليت ذلك يتعدى حديث الصحف ويترجم إلى فعل.
أويلي منك لأنك توافق بنفسك على تحجيم دورك ومكانتك على رأس السلطة التنفيذية وتساهم مع نواب الاستحواذ في تخطيك وإشغال مسند الإمارة بمسؤولياتك ... أويلي عليك لأنك تريد تطبيق القانون لكن إن لم تكن ضعيفاً فأنت طيب زيادة على اللزوم في أسوأ الأحوال، ولما تختلط طيبتك الشخصية مع مسؤولياتك كمهيمن على مصالح الدولة، احنا ناكلها.
أويلي منك لأنك مستعد تؤجل وتماطل في حماية أملاك الدولة ... أويلي عليك لأني من قلبي أصدقك وليس لدي أدنى شك بكلامك لما تقول "ناصر المحمد يطبق القانون" لذلك يحاربونه جمال العمر ووليد العصيمي وسعدون حماد ومسلم البراك.
أويلي منك لأن حكومة سموك رضخت للضغوط العاطفية المشحونة وأصدرت بياناً اعتبرت فيه مغنية إرهابي مسؤول عن اختطاف الجابرية ... واليوم تقول بكل واقعية وتجرد من العواطف أن ليس لديكم دليل مادي وحسي على تورط مغنية ... أويلي عليك لأني أتفق معك وأصدق حسن نيتك.
أويلي منك لأن خطأ إصدار البيان ومن ثم تفنيدك له في المقابلة لا يختلف عن تصريح علي الجراح عن أستاذه علي الخليفة و(شبه) تراجعه عنه ... أويلي عليك لأني أرى تراجعك خطوة في الاتجاه الصحيح، لكن جريدة الحرامية وعيال عمك والوطنيون الجدد مثل الطبطبائي وثوابت الأمة وربعهم لن يرحموك.
أويلي منك لأن حكومة سموك أظهرت لنا أنها عرضة للرضوخ أمام حملة تشنها جريدة ولد عمك علي الخليفة ضدك ... أويلي عليك لأننا بسبب رضوخكم جعلتنا مكتوفي الأيدي غير قادرين على مساعدتك.
أويلي منك لأنك تفكر في إصدار قانون غير دستوري لمنع التجمعات من جديد، وتاريخك في الرقابة المسبقة على الصحف عندما كنت وزيراً للاعلام تجعلنا دائماً نشعر بعدم ارتياح ... أويلي عليك لأنك ممكن بحسن نية ما تدري أن إعادة قانون مثل هذا يضعف الحكم والحكومة ولا يقويهما.
أويلي منك لأن حكومة سموك استسهلت خلط السياسة بالقانون وحورت التهمة من تأبين إرهابي إلى الإنتماء لتنظيم حزبي محظور ... أويلي عليك لأنك اليوم تستبعد وجود هذا التنظيم مع ذلك حكومتك مستمرة في خلط السياسة بالقانون ولم تسحب القضية.
أويلي منك لأن وعودكم السابقة بملاحقة الفرعيات ومشتري الأصوات كلها خرطي حتى رفع حصانة المتهمين لا تصوتون معه ... أويلي عليك لأني لا أستطيع إنكار تفاؤلي (ربما بسذاجة حالمة) بجديتكم هذه المرة.
أويلي منك لأنك ترى أن قسوة الشباب في المدونات عليكم بسبب خذلانكم لهم انحداراً ... أويلي عليك لأني أعرف بأن قسوتنا تعورك أحياناً وبخاطري أقول لك سامحنا والله ما كنت تهون علينا بس انتو تحدونا.
أويلي منك لأن التاريخ ينذر لنا بأن حكومة سموك ستظل تحدنا على القسوة ... أويلي عليك لأني أعرف أن قسوتنا ستكون أداة بيد أحمد الفهد وغيره من عيال عمك لضربك.
أويلي منك لأن عليك وعلى تاريخك السياسي الكثير من الملاحظات ... أويلي عليك لأني مستعد أكون تحت رحمة مساوئك ولا أكون تحت امرة كثير من عيال عمك.
أويلي منا وعلينا لأننا أصبحنا في زمن البحث عن الفتات ... ما نصدق نشم ريحة شيء زين ونظيف وإصلاحي آلا وتعلقنا فيه بينما نحن نغرق أكثر فأكثر.