شد انتباهي مقال في القبس بقلم الشيخ أسامة سلمان الصباح ، وتبون الصج ، والله يا يماعة ... ازنطتني العبرة ، اسمحوا لي وليسمح لي الكاتب باقتباس بعض فقرات المقال (بالعنابي) للتعليق عليها (بالأسود) ، علماً بأن المقال الكامل متوفر على هذا الرابط.
... لقد تعب ابناء الأسرة من كثرة تهجم الكثير عليهم وتطاولهم، سواء بالتعدي الأدبي على رموز الحكم والكبار من الأعمام في الأسرة، أو بتعطيل أمور الحياة اليومية لغالبية أبنائها، وتعمد تعقيد الموظفين لمعاملاتهم الصحيحة والقانونية.
التعليق: أولاً يذكر الكاتب أنهم ، أي أبناء الأسرة ، تعبوا من "تهجم وتطاول" الكثير عليهم ، وبالأخص التعدي الأدبي على رموز الحكم والكبار من أعمام الأسرة ، ولنتمكن من الرد يجب علينا أن نحدد بدقة ثلاثة أمور:
- 1. من هم وما المقصود بـ "رموز الحكم؟"
- 2. من هم وما المقصود بـ "الكبار من أعمام الأسرة؟"
- 3. ما هو تعريف الكاتب لـ "التهجم والتطاول"
لا خلاف على أن الرمز الأول والأخير في الحكم هو صاحب السمو أمير البلاد وذاته مصانة كما نص الدستور ، وسمو ولي العهد هو أمير المستقبل ، فمكانته خاصة عرفاً وإن لم ينص عليها الدستور بصراحة ، برأيي ينتهي مصطلح "رموز الحكم" هنا ، قد يقول البعض أن كل من سبق إسمه كلمة "سمو" فهو رمز ، في إشارة إلى الشيخ صباح الأحمد والشيخ سالم العلي ، ولكني أقول بأن تسميات كهذه أتت من خارج دفتي الدستور لا يوجد ما يسندها لتكتسب المكانة الرمزية للأمير وولي العهد ، إن مكانة الشيخ صباح هي مرتبطة أكثر بتاريخه السياسي الطويل الجدير بالاحترام وليس كونه رئيس مجلس الوزراء ، إضافة إلى أن رمزيته فرضها واقع الكويت الاجتماعي ، أما إعطاء الشيخ سالم العلي لقب "سمو" فقد جاء من صلب ما يدور من صراعات وترضيات داخل الأسرة ، وليس للدستور أو العرف أي شأن فيه على الرغم من مكانة الشيخ سالم العلي الاجتماعية ، ومن المحتمل ألا يحضى أي شيخ من بعدهما بذلك.
نأتي إلى تعريف "التهجم والتطاول" ، إن التطاول الشخصي الذي يمس الذمم والأعراض لأي شخص كان لهو أمر غير حميد ، ولكن تكمن المشكلة باعتقادي في تعريف أبناء الأسرة للتطاول ، فمن مقال الكاتب ومقال الشيخ سعود الناصر قبل أيام وردود الشيخ راشد الحمود على عبداللطيف الدعيج نرى أنه كثيراً ما يختلط على أبناء الأسرة الفرق بين التطاول والنقد ، ولا أعلم إن كان ذلك الخلط يتم عمداً لتغيير المعايير التي يتم بها نقد الشخصيات العامة ، خاصة الشيوخ منهم ، أم هي ثقافة اكتسبها شباب الأسرة ممن سبقهم ، لقد صور الكاتب أن ما أن يطراً إسم أي شيخ إلا وتم التهجم والتطاول عليه ، إلا أنني لم أسمع أو أقرأ نقداً تعرض لأسامة سلمان الصباح ، بل كل ما هنالك من نقد هو موجه إلى أسماء كالشيوخ صباح الأحمد ود. محمد الصباح وسعود الناصر وفهد الجابر وأبناء الشهيد ، أي لا يوجه نقد إلا لمن تبوأ منصباً يجعل منه شخصية عامة قابلة للمراقبة والنقد ... فلا يا أستاذي ، النقد للصفة والأداء في المنصب وليس للشخص.
--
لقد زادت الإهانات المتكررة من موظفين وضعوا تكليفاً لا تشريفاً لخدمة المواطنين وليس لإذلال الشعب، يطعنون علناً في الكويت ورموز سيادتها بصورة غير مقبولة، وعلى سبيل المثال لا الحصر، هنالك رئيس قسم في وزارة الشؤون لا يتوانى عن القول علناً بأن «الكويت فيها خير من دون شيوخها»، وآخر يستدعي الشرطة لأحد أبناء الأسرة لأنه طلب مقابلته ملتمساً قضاء معاملته القانونية دون ذل الموظفين، وبعيداً عن نار الرشاوى المالية والإهانات الأخلاقية، وآخر يقولها علانية لأحد أبناء الأسرة إنه لا يستطيع الموافقة على معاملته، رغم انها صحيحة وقانونية، وهو مستحق لها ، وكي لا يقال عنه انه يخضع للأسرة! هذه الأمثلة كلها مما ينشر في الصحف المحلية من حين الى آخر وليست عن ألسنة اصحابها المساكين.
برأيي لا يستحق ذلك الرد لأنها حالات فردية من غير المعقول أن تعمم ، ولكن لأطمئن الكاتب فسأذكره بأن حكم الصباح ارتضاه الشعب قبل ثلاثة قرون ولم يأت بالسيف ، والدستور كتب باتفاق بين الشعب والحكم ولم يفرض على أحد ، والتأكيد على شرعية حكم الصباح في مؤتمر جدة أتت باتفاق جميع أطياف الشعب رغم معارضته للأجواء غير الديمقراطية التي فرضها الحكم قبل الغزو ، فلا تخف ... الشعب معكم ويحبكم.
--
ان الفساد المستشري في الأجهزة الحكومية، وعدم وجود معايير أكاديمية للتعيين، وغياب الضوابط العادلة لتوزيع اجتماعي متوازن لثروة البلاد، زاد من معاناة ابناء الأسرة الذين سئموا من عدم التعليق والاكتفاء بمقولة «من أمن العقوبة أساء الأدب»...
أية معايير وأية أكاديمية تتحدث عنها؟ من اخترع لنا مصطلح "وزارات السيادة" ومعايير اختيار وزرائها؟ ومن يرأس هيئة الشباب والرياضة؟ ومن ينوبه؟ ومن يرأس بعض المحافظات؟ ومن يرأس بعض الإدارات والأجهزة الحيوية؟ ... من صجك؟ يا ريت بس التعيين ، استخدام النفوذ حتى الانتخاب لم يسلم منه ، أبحث عن أسماء 10 من 16 رئيس اتحاد رياضي ، تجد الإجابة عند شباب الرؤية.
--
... رغم ان أبناء الأسرة ليس لديهم أي نوع من السلطة اصلاً، ان السلطة التي يملكها ضابط صغير في مخفر تفوق سلطة أي شيخ، والمصادر المالية لدى موظف أمي صغير في البلدية او الشؤون تفوق المصادر المالية لدى العديد من ابناء الأسرة.. وذلك دون تكبد عناء مسؤولياتهم الاجتماعية.
السلطة التي تتحدث عنها هي السلطة المحددة قانوناً على ورق ، هناك ما يسمى بالنفوذ وشراء الولاءات التي يقوم بها للأسف البعض ممن تعج بهم وسائل الاعلام ، فكن واقعياً ولو لمرة ، قم بتجاوز الإشارة الحمراء يوماً أمام مرأى شرطي ، وأره رخصة القيادة وستعلم كم هو سهل ركوب سلطة الضابط الصغير الذي تتحدث عنه.
--
موظفو الدولة وقياديوها يمنع القانون رسمياً عملهم التجاري أو اشتراكهم في مجالس إدارة الشركات (مادة 121 من الدستور)، لكنهم يضربون بالدستور عرض الحائط، أما أبناء الأسرة فلا مناصب ولا أموال، وكل الذين يحصلون عليه ألف دينار فقط لا غير.
نص الدستور في المادة 121 على عدم جواز" تعيين" عضو مجلس الأمة في مجلس إدارة شركة ولم يحرم انتخابه من قبل مساهميها ، فإن رأيت في أحد غير ذلك فباب الوزير المختص مفتوح ، وإن أغلق فلن يصعب عليك كتابة مقال آخر في الصحف ، وإن أثبت خرقاً في الدستور من قبل أحد فسأضمن لك دعم مدوني ساحة الصفاة الأربعة.
أبناء الأسرة لا مناصب ولا أموال؟ ... وألف دينار فقط؟ لا غير؟ ... الله يهدينا أبناء الشعب ، مزاحمين خلق الله على رزقهم ، تـَنـَقــّص بهالألف دينار لأسرة معسرة وستأتيك آلاف غيره من كثرة دعائهم لك بالتوفيق.
---
ابناء الاسرة ليس لهم اي مميزات في التعليم والبعثات للجامعات الاجنبية، ولا يستطيعون اللجوء الى ممثلي الشعب، ولا نواب الخدمات، لأن اعضاء مجلس الامة لا يستفيدون من اصوات ابناء الاسرة ...
البعثات مفتوحة للجميع أسرة وشعب ، ولكن ... اشماله مميزات؟ وما نوع المميزات التي تريدها؟ وعلى أي أساس يستحق أبناء الأسرة ، مع احترامي لهم ، مميزات خاصة في البعثات؟
أما عن تمثيل نواب الشعب للأسرة فلدى الأسرة من يمثلها في الحكومة وذلك أضعف الإيمان ، وهم أعضاء في المجلس كما نص الدستور ، وفيما يخص نواب الخدمات ... صدقني يتمنون خدمتك ، فليست الاستفادة فقط في الأصوات.
--
يعاني ابناء الاسرة من عدم حصولهم على الوظائف التي يستحقونها وفقا لكفاءتهم العلمية وخبراتهم الميدانية، بحجة ان ذلك قد ينظر اليه على أنه محاباة على حساب ابناء الشعب، علما بأن هناك وزارات اصبحت كلها من قبيلة واحدة، وتخصصات لا يمكنك دراستها، الا اذا كنت من مذهب معين، لا يقف الامر عند هذا الحد، بل ويحارب ابن الاسرة، بقائمة اعذار طويلة اذا ما حاول ان يقيم اي نشاط تجاري او استثماري، ابتداء بأنه يوجد اتفاق قديم بأن الحكم لابن صباح والتجارة لأهل الديرة. وانتهاء بأن ابناء الاسرة يحصلون على كل المناقصات والعقود رغم ان العكس هو الصحيح.
كم فرحنا عند تسلم د. محمد الصباح مهام وزارة الخارجية كونه دبلوماسياً مختصاً ، وسنفرح لشيخ أو لغيره من ذوي الاختصاص في أي منصب ، وأتفق معك بأن هناك من جير وزارات وتخصصات على أسس قبلية وطائفية ، وكان الله في العون إن كان ذلك الخطأ هو أساس مقارنتك ، ومن قال بأن أبناء الأسرة يحصلون على "كل" المناقصات؟ ومن قال أن "العكس هو الصحيح" ، يعني هل من الضروري أن تحوي العبارة كلمة "كل؟"
--
فإذا كان المنتمي الى الاسرة الحاكمة يحرم من الوظيفة المناسبة ويحارب في اي مشروع استثماري، ولا يحصل على دعم قبيلة ومؤازرة فئة او تجمع، فمن اين يحصل على المال اللازم لضمان حياته الكريمة بشكل يوفي بالتزاماته الاجتماعية التي لا يرحمه المجتمع من مطالبته بها ...
الله يعين أبناء الأسرة على ضمان الحياة الكريمة والالتزامات الاجتماعية. مرة أخرى ، لا أريد الدخول في الأرقام.
--
لكل ما سبق واكثر، نعم نحن في حاجة الى حزب الاسرة ليحمي رموز الدولة ويصون ممثلي سيادتها، وليضمن لأبناء الاسرة العيش الكريم، ويسهل لهم قضاء معاملاتهم، ويحميهم من تسلط الموظفين ويأخذ لهم حقوقهم المغتصبة ...
للتو تنتقد القبلية والطائفية!
إعلم يا سيدي أنني أستطيع ، إن أردت ، أن أتفهم كل المعاناة التي ذكرتها والتي يعاني منها أبناء الأسرة ، ولكن بنظرة سريعة لمتبوئي المناصب والمميزات من حولك ستجد أن من يضطهدك ليس الشعب.
لذا ... "حزب الفروع ... الأخرى" هي التسمية الأنسب برأيي.