Saturday, June 30, 2007

الحل في تغيير النظام

ويتكرر المشهد، رجال بدشاديش بيضاء و «غتر» منشاة يدخلون مكتباً ويسلمون الرجل الجالس فيه ملفاً، كتب عليه كلمة "استجواب"، وسط وميض كاميرات الصحافة. ويهددون ويتوعدون، بصدق أحياناً، الوزير بالويل والثبور وعظائم الأمور. ويحتقن المشهد السياسي، وسط شد وجذب، وتتهم السلطة البعض بـ «عرقلة التنمية» والسعي «للتأزيم»، وهي عبارات سئمنا من سماعها خلال السنوات الماضية، لا سيما العبارة الأخيرة. وشخصياً، لا أرى سبباً في أن تتغير الأوضاع، فالنواب يحققون مكاسب شعبية عبر معارضتهم للحكومة، والحكومة إلى المزيد من الضعف أمام رغبات النواب يوماً بعد يوم.
-
ومن الجدير هنا أن نعرف السبب وراء ضعف الحكومة واستجابتها لضغوط النواب، بل وحتى أسباب معارضة النواب للحكومة، ففي ذلك لب «الأزمة» الأكبر التي نعيشها كوطن، وأعني بذلك أسلوب التعاطي السياسي في الكويت، الذي بات نسخة مكررة في كل دور انعقاد في مجلس الأمة. فدعوة صاحب السمو أمير البلاد للتهدئة قد تنجح، ولكن إلى حين. فسيستغل النواب الفرصة في سن سيوفهم بوجوه الوزراء لينهالوا عليها بعد عام أو عامين. وهم بذلك لا يخطئون، فهم يمارسون صلاحياتهم التي كفلها الدستور ويمارسون دورهم الذي سيساعد في انتخابهم في الانتخابات العامة المقبلة.
-
ونتسائل وسط كل هذه الأحداث، كيف يمكننا أن نغير من النمط التقليدي للتعاطي السياسي في الكويت، وتأتي إجابتنا «عبر تغيير النظام»، وحتى لا «يشطح» البعض بعيداً نقول، أن بإمكان أولي الأمر أن اتخاذ قرارات ضمن إطار الدستور تحرك عجلة التعاطي السياسي للأمام. فالنواب يكسبون دائماً في المعارضة، لذلك فإننا نراهم جميعاً معارضين، حتى ما يسمى بكتلة «النواب المستقلين» وهم نواب حكوميين معروفين، تمردوا على الحكومة لأنه الطريق الوحيد لحصد التأييد الشعبي. علينا النظر في طريقة اختيار رئيس الوزراء وطريقة تشكيل الحكومة. فحكومة الترضيات لم تعد مقبولة، وربما حتى حكومة «الشيوخ»، مالم يتمتعوا بأغلبية برلمانية مساندة تستطيع أن تشكل مع الحكومة فريقاً منسجماً للنهوض بالبلاد والخروج من حالة النمطية في التعاطي السياسي.
-
إن المطلوب اليوم أن تشكل الحكومة وفق أغلبية برلمانية تستطيع إدارة البلاد وهي «مرتاحة»، ولعل التعاطي الأخير مع «الكتل» البرلمانية سيساهم في دعم توجه كهذا، وعلينا الإقرار أن الأغلبية البرلمانية صعب بمكان أن تتحقق لأي كتلة سياسية -في الظروف الراهنة على الأقل-، وفي تلك الحالة فالمطلوب أن تشكل أغلبية برلمانية «ائتلافية» من عدة كتل، هنالك أمثلة في دول أخرى على أنظمة مشابهة. نحن لا نرى سبباً وجيهاً للوم النواب على تعاطيهم أو «تأزيمهم» كما يحلو للبعض أن يسميه، فالواقع السياسي هو ما فرض هذا المشهد، ولو كانت الحكومة تتمتع بأغلبية برلمانية وتتم محاسبة «الكتلة الحاكمة» إن أردنا تسميتها كل أربع سنوات عبر الانتخابات العامة. فإن كان رئيس الوزراء -بحكم الائتلاف الذي تم تشكيله- يمثل كتلة إسلامية، فإن أداء حكومته هو الذي سيقرر دوره في الانتخابات المقبلة وإمكانية نجاح كتلته فيها. كما أن عناصر «الائتلاف الحكومي» الأخرى ستشكل ما يسمى بغطاء «رقابي» على سائر الحكومة، فإن لم تلتزم الحكومة الائتلافية بحقوق الأقليات المشاركة معها سينفرط عقد الحكومة ويتم البحث عن أغلبية أخرى لتشكلها.
-
وبقدر إيماننا بالحق المطلق في اختيار سمو الأمير لرئيس الحكومة، إلا أن تشكيل الحكومة وآليات اتخاذ القرار لديها لم تعد تفي بمتطلبات المرحلة، وهي متطلبات عالمية تقضي بوجود نظم ديموقراطية قادرة على إدارة شؤون البلاد، فما يجري في الكويت ليس إدارة لوطن بقدر ما هو إدارة لأزمات صغيرة، العديد منها لا يرقى أن يصل لمستوى «الأزمة» إلا أن تعاطي الحكومة معها جعلها كذلك.
-
لقد خطت بلادنا خطوات كبيرة نحو تعزيز العمل الديموقراطي وتعزيز المشاركة الشعبية، لعل من أبرزها ما قام به المغفور له الشيخ عبدالله السالم مع الشعب في إصدار الدستور، إلا أننا وإلى اليوم لم نرى «عبدالله السالم» غير ذاك الذي قرأنا عنه وأحببناه دون أن نراه. والمطلوب منا اليوم كوطن أن نثب وثبة جديدة لصالح الشعب وضمن إطار الدستور للارتقاء بمستوى التعاطي السياسي والتطور الطبيعي للديموقراطية.

Wednesday, June 27, 2007

محطات

محطات بعد استجواب الجراح

إحراج ماما حدس

يعتقد الكثيرون بأن حدس وقواعدها السياسية تتأثر بموقفها السياسي المتردد والمريب في استجواب علي الجراح، ولا اعتقد المسألة كذلك، قد يتأثر بعض المتعاطفون من هذه المواقف، لكن الحدسي ابن الحزب لا يمكن أن يتأثر بالمواقف السياسية مهما حصل (على قولة فهد المطيري).

ان الحزب بالنسبة للإخوان المسلمين هو الأب والام والمرضع المشبع والموفق الرؤوس بالحلال، والبنك المركزي والنادي الصحي والأمن والقلعة الحصينة والدولة الصغيرة وكل شيء من وعائه، فان ابناء حدس لا يهمهم أساسا مواقف حركتهم السياسية (يمكن يتشرهون شوي لزوم التغلي)، ولا يهمهم أن يكون رئيس كتلتهم في المجلس لم يعترف أحداُ بشهادة دكتوراته إلا هو، ولا يهم أبناء حدس أن يخوض مرشحيهم الفرعيات القبلية المضرة بالحياة السياسية، ولا يهمهم إن تبجح أحد نوابهم بإضافة حرف الدال الفخرية قبل اسمه بطريقة سمجة، ولا يهمهم أن يقوم أحد رموزهم بتنصيب نفسه زعيماً قسرياً للكنادرة ناسفاً أبسط مبادئ المواطنة، كل هذا وأكثر بالتأكيد لا يهم.

فحدس تربط نفسها بأبنائها ربط مصلحي انتهازي، أعطيك، تعطيني،كما يوعد طالب الحقوق بأن يصبح وكيل نيابة حال نزوله مع الائتلافية، ومن ثم تتحول المصلحة الى ولاء مطلق، فالبيعة الكبرى والطاعة، للذلك لا يحرك ساكناً أي من أبناء حدس عندما يبربس أعضاؤهم في مجلس الأمة وخارجه، وعندها يكذبون بلا خوف ويأخذون المواقف حلاّلي.

سؤال: في اخونجي عاطل عن العمل؟ مستحيل. خلف الله علينا.


الصور في الجلسة

لم تعجبني طريقة عرض الصور في جلسة الاستجواب لأسباب كثيرة أهمها المحافظة على الحد الادنى من التنافس السياسي، لأن ثقافة الابتزاز لا تحد ولا نهاية لها، خصوصاً عندما يكون خصمك رئيس جهاز الأمن الوطني، ولعل ما كتبته القبس عن عدم نشرها للصور يختصر ما أريد أن أقوله إزاء الصور:

شهادة جميع المراقبين، فإن الاستجواب أمس كان قويا، وان أداء المستجوبين كان مميزا، بينما كان الوزير في وضع صعب.
لذا، فإن المستجوبين لم يكونوا بحاجة الى براهين ضعيفة لا ترقى الى مستوى القضية التي طرحوها، بظن اعطاء قوة اضافية للاستجواب
.
ان استعانة المستجوبين بصور غير لائقة لبعض موظفي النفط في جلسات مع فتيات في عواصم خارجية، لم تضف الى الاستجواب شيئا
.
لعلنا
في هذه الصحيفة من اكثر داعمي الاستجواب، لاننا نعتبره قضية حق، ونؤيد موقف المستجوبين لمحاسبة الموظف العام عندما يسرق المال العام، او يبدده على ملذاته، لكننا كنا نود لو ان المستجوبين لم يعرضوا صور تلك الواقعة، ليس فقط من باب صيانة الحياة الخاصة، بل كذلك من منطلق الحرص على عدم انحدار الصراع السياسي، ونحن على ثقة بأن الاخوة المستجوبين يشاطروننا هذا الحرص.
لذلك، فإن 'القبس'، وبناء على رؤيتها هذه، تمتنع عن نشر تلك الصور
.


رجل واحد يعطل البلد

علي الخليفة هو المعطل الأول للتنمية في الكويت، فمنذ 17 عاما وهذا الرجل المحصن بالمال المسروق والصحف المبتذلة والمرتزقة والبشوت المخروقة يحدد مصير البلد، فصحيفة الوطن قدمت أسوأ صحافة على الإطلاق (الأنباء احسن منها، راجع مواضيع الساحة الكثيرة عن جريدة الوطن).

من يلوم الشرطي ان لم يخالف والطالب اذا غش والمسؤول اذا ارتشى، فوزير المالية المؤتمن علي الخليفة الصباح سرق ولم يحاسب بينما حوسبوا الأربع الباقين اللي ما عليهم بشوت ، أتريدون عهداً جديداً بحق وحقيق؟

عليكم أن تتخلصوا أولاً من مخلفات العهد القديم وأهم نقطة هي محاسبة سراق المال العام (على رتابة المصطلح) وأولهم وأهمهم علي الخليفة الصباح، ذيج الساعة قولوا عهد جديد، وبلا كلام فاضي.

السؤال هو: معقولة رجل واحد يعطل بلد؟


من ذاكرة المجلس: استجواب شرار وموقف النواب:

استجواب محمد ضيف الله شرار المطيري (وهو أحد أعضاء ثلاثي الفساد كما أطلقنا عليهم) في 2003، تضمن ثلاثة محاور:

المحور الأول يتعلق بموضوع موافقة مجلس الوزراء على مشروع لآلئ الخيران والذي تم توقيع العقد بشأنه في شهر اغطس 2002 .إما المحور الثاني فيتعلق بموافقة مجلس الوزراء على مشروع شركة الوسيلة بشأن تخصيص ارض في منطقة العارضية في حين ان المحور الثالث يتعلق بموضوعات احالها مجلس الوزراء الى لجنة الخدمات التابعة لمجلس الوزراء.

وأيضاً استجوب محمد ضيف الله شرار في 2004 وقدمه النائبان أحمد المليفي وعلي الراشد وشمل طلب الاستجواب أربعة محاور منها عدم احترام الوزير المستجوب للدستور واللائحة الداخلية لمجلس الأمة والفساد في الهيئة العامة لشؤون الزراعة والثروة السمكية والفساد في البلدية ومجلس الخدمة المدنية.

لنرى مواقف النواب اذن، خصوصاً الذين قدموا استجواب علي الجراح ومقدمي استجواب شرار (ما عدا المليفي والراشد لانهما لم يكونا أعضاء في مجلس 99) حتى نفهم معيار الاصلاح عند هؤلاء النواب:


عبدالله الرومي:

استجواب شرار: مؤيد لطرح الثقة

استجواب الجراح: مؤيد لطرح الثقة

محمد الصقر:

استجواب شرار: مؤيد لطرح الثقة

استجواب الجراح: مؤيد لطرح الثقة


مسلم البراك:

استجواب شرار: معارض لطرح الثقة

استجواب الجراح: مؤيد لطرح الثقة


جميل أن نرى توافق نيابي على تأييد استجواب الجراح، ولكن قد يكون استجواب شرار الأول والثاني أعمق في الفساد والتجاوزات على المال العام من استجواب الجراح، ولكن يبدو أن المعيار ليس موحداً، هل ضيف الله شرار أقل فساداً من علي الجراح مثلا؟ اسألوه !


وأخيراً تحية خاصة لبو حمّود (بشد الميم)


Tuesday, June 26, 2007

بيت النازل ... 25

بيت النازل ... 25



من الصعب تحديد من هو الرابح بعد انتهاء مناقشة الاستجواب ، ولكن واضح من متابعة المواقف بعد الجلسة مباشرة أن الخاسر الأكبر هي الحكومة ممثلة بوزيرها المستجوب الشيخ علي الجراح ، وهنا لا أتحدث عن أصوات طرح الثقة ، بل عن خسارة الحكومة لمعركة الرأي العام الشعبي.ـ

الاستجواب من ناحية فنية لم يكن بجودة استجوابات سابقة ولم يكن سبب خسارة الحكومة ، حيث غلب عليه الطابع السياسي والعاطفي أكثر من القانوني ، وتضمنه للفضائح أضاف له سياسياً أكثر منه فنياً عبر إحراج النواب الدينيين والقبليين ، وأتفهم ورود ذلك في عالم السياسة. وتبقى أحد حسنات الاستجواب هي تسليط الضوء أكثر على قضية الناقلات أملاً في قرب حسمها من جهة ، وجعلها مادة تثقيفية تاريخية للجيل الذي لم يعايشها من جهة أخرى.ـ

الحكومة خسرت الرأي العام بسبب ضعف علي الجراح وهشاشة ردوده. إن كان قياس الرأي العام أمر مهم في السياسة ، فإن توجيه الرأي العام عن طريق رفع وخفض توقعات الشارع أهم ، وثمة سؤال هنا يطرح نفسه على الحكومة:ـ

منو القوطي اللي شار عليكم ترفعون توقعات الناس؟ـ

حكومات الشيخ ناصر المحمد المتعاقبة أثبتت بما لا يدع مجالاً للشك بأنها الأغبى - وليست فقط الأسوأ - في التعامل الإعلامي. ما دمتم تعلمون بمدى تواضع استعداد الوزير ، لماذا ملأتم الصحف بتصريحات تأكيد دعم الحكومة للوزير وأنه جاهز وأنه يعد مفاجآت للجلسة ، ثم نكتشف أن مفاجأته الوحيدة هي ردود ضعيفة لم يستطع حتى حفظها بل قرأها من ورقة!ـ

مشكلة الوعد بمفاجآت وعدم الوفاء به هي أن أثرها العكسي مضاعف. أولاً تزيد الضغط والحرج على من كان يفكر بدعم الوزير لأنه وعد ولم يوف ، وثانياً تفقد الحكومة مصداقيتها في التعامل إعلامياً مع الأزمات مستقبلاً ، وثالثاً تهز من هيبتها إن بقي منها شيء ، خصوصاً عند الحديث عن مفاجآت يعدها الوزير كرد فعل لمفاجآت يعدها المستجوبون فإن ذلك يبدو للمتابع كالتحدي ، ولا ينبغي من أحد أن يتحدى دون أن يكون "قدها" ، ففي كرة السلة مثلاً كل لاعب يستطيع أن يتحدى ويستفز خصمه بـ "تراش توك" ، ولكن مايكل جوردان فقط هو من يستطيع أن يوعد ومن ثم يصوب ويحرز نقطة مغمضاً عينيه ، وشتان ما بين علي ومايكل كل في مجاله.ـ

من المفترض أن تكون المسألة واضحة لرئيس مجلس الوزراء: 7 شعبي + 8 وطني + الصرعاوي + 6 مقدمين طلب طرح الثقة + 3 سلف = 25 صوت ، وهذه حسبة "بيت النازل" ، ويجب عليه أن يعي بأن وقت المبادرات والمناورات انتهى ، الجراح انتهى منذ أن نشر تصريحه الشهير ، والدور الآن على الشيخ ناصر المحمد ، فكل دقيقة تمر دون إقالة الجراح هي محسوبة من عمر الشيخ ناصر على رأس الحكومة ، وكل دقيقة تمر تقابلها تساقط ورقة دعم شعبي أخرى ، لذلك نصيحتي لسموه بعدم تضييع الوقت والظهور بمظهر الضعيف الذي ينتظر رحمة حدس والشحومي ، فتوقيت وسرعة الحسم لا يقلان أهمية عن الحسم نفسه.ـ

توكل وارتاح وريحنا معاك .. اليوم قبل باكر.ـ

-----------

آخر الموضوع: اشتروا له آي فون

نجم الاستجواب كان جالساً على مقاعد الجمهور ، ورغم معاناته مع الآي ميت (ويمكن بلاغة شف اللي قاعدين يمه) ، إلا أنه وضعنا - خصوصاً المغتربين منا - في قلب الحدث بشكل فاعل ، وله نرفع القبعة إجلالاً.ـ

ذكرني بتغطية رشيد الخطار لجلسة حق المرأة.ـ

Sunday, June 24, 2007

!!آل إصلاحي آل


تعبنا وملينا من مقولة أن رئيس الوزراء ذو توجهات إصلاحية.. تحملناها كثيراً وجاء اليوم الذي ينزع فيه الرداء عن هذا الرجل. الرداء الذي ألبسه له النواب والشارع الكويتي. فناصر المحمد لم يقم بشيء إصلاحي يذكر إلا أن النواب حاولوا مساعدته بخلق أجواء إيجابية حوله بقولهم أنه ذو "توجهات" إصلاحية. والآن قد حان الوقت لأن نخرج ما "قمتناه" في نفوسنا منذ فترة بعد أن تأكدت لنا المعلومات التي ذكرتها مدونة أم صدة حول قيادة مكتب ناصر المحمد لعملية شراء النواب عبر معاملات تسمى "ظاهرياً" بالعلاج بالخارج بينما هي رشوة صريحة يمارسها ناصر المحمد الأحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء الكويتي شخصياً!
-
فقد أكدت مصادر مطلعة أن سمو رئيس الوزراء قد عرض على أحد النواب الرشوة بالمعاملات والعشرة آلاف دينار "مغيرها" إلا أن هذا النائب رفض وأسر بما عرض عليه لمقربين. وعلمت ساحة الصفاة أن النائب هو أمين سر مجلس الأمة حسين الحريتي. ولن نتحدث عن دوافع الحريتي في الرفض فهذا شأنه، لكننا نتحدث عن نهج "إصلاحي" مدروس يخوضه رئيس الوزراء، الذي تمكن"بذكاء" أن يعرض على بعض النواب مبالغ أقل من العشرة آلاف دينار، وبإمكان المواطنين الذهاب لمكتب سموه ومشاهدة النواب وهم يخرجون محملين بمظاريف "الكاش"، بل أن بعضهم مظاريفه أصغر من غيره كالنائب خضير العنزي الذي قبل على ما يبدو بخمسة آلاف أو ما شابه.
-
أما الأغرب هو حليف ناصر المحمد الجديد النائب الموقر أحمد الشحومي، وهو الذي "مسخر" بكل قلة أدب وزير الصحة السابق أحمد العبدالله باستجوابه له في فبراير الماضي. والآن هو حبيب الحكومة التي تغدق عليه بالأموال.
-
إن من الحري بنا هنا أن نعلم، أن ناصر المحمد لا يخوض الآن معركة بقاء الجراح بقدر ما يخوض معركة بقائه كرئيس للوزراء، أو على الأقل حفظ مكانته لدى الأسرة الحاكمة التي انقلبت عليه بفضل بعض المحرضين بعد استجواب العبدالله. بل وصل الأمر للعلن عبر كاريكاتير نشرته جريدة الوطن به ضرب صريح لرئيس الوزراء وتحريض للأسرة الحاكمة عليه. وبدلاً من المواجهة عبر كسب صف إصلاحي مساند في مجلس الأمة، يخسر رئيس الوزراء بتحركاته الأخيرة جميع الأطراف خاصة مع تصريح سعدون حماد الأخير عن تقديم استجواب لوزير الداخلية والدفاع وهو تحد واضح لناصر المحمد واختبار لقدراته.. وكأنهم يقولون "إلى متى ستصمد؟". خسارة رئيس الوزراء لكافة الأطراف عبر شراءه لذمم النواب أمر غير مستغرب إذ أشرنا إليه في موضوع سابق كونه لا يتمتع بخبرة سياسية و الآن "يتعلم" برؤوسنا.
-
ناصر المحمد يعلم أن هؤلاء النواب الذين يشتريهم قد يطيلون بعمر وزارته عدة أشهر، لكنهم سينقلبون عليه عاجلاً أم آجلاً.. حينها لن يبقى له أحد.
-
نترككم مع حالة التهديد التي يعيشها ناصر المحمد يومياً في الأسرة ويعتقد واهماً أنه سيتفوق عليها بشراءه للنواب للدفاع عن وزير ناصر المحمد نفسه يعلم أنه أخطأ. إلا إن كان له رأي آخر بعلي الخليفة.. وهذا للأسف هو الواقع.
-

الطريف أن رئيس الوزراء إتصل على محمد عبدالقادر الجاسم بعد ساعتين من فضحه للممارسات التي تمارسها الحكومة. نتمنى عليه -بما أنه يتبع مبدأ الشفافية- أن يتصل على الأخوة في مدونة أم صدة ويعلمهم بالحقيقة. الأطرف هو أن محمد الجاسم هو من أشار على رئيس الوزراء أن يصرح بنفي ما يتردد عن شراء لذمم النواب شخصياً.. فقام رئيس الوزراء مشكوراً بعمل ذلك بعد نصيحة الجاسم.

ونحن -إعمالاً لمبدأ الشفافية الذي ينتهجه المحمد- نطلب منه وضع كاميرا عند باب مكتبه لننظر لممثلينا وهم يخرجون بالمظاريف الذهبية.

-

-

غداً الاستجواب.. تابعوه أولاً بأول على أم صدة وخدمة كويت نيوز.

Friday, June 22, 2007

!!آل إيجابي آل

يقول أحمد الديين في مقاله بجريدة عالم اليوم بعددها الأربعاء الماضي أن التمييز الذي ذكره قانون "تحسين" ظروف عمل المرأة والذي وافق عليه المجلس قبل أسبوعين يعتبر تمييز إيجابي وليس سلبي. فهو لصالح المرأة وليس تمييزاً سلبياً موجهاً ضدها.
-
ونحن إذ نعترف أن القانون ليس "ضد المرأة" إلا أننا نرى أنه ضد حريتها في العمل، والتي لا أعلم لماذا أغفلها كاتبنا العزيز، الذي اتهم التجمعات "ذات الميل الليبرالي" بأنهم أعلنوا معارضتهم دون بحث ودراسة.


الله وأكبر، الحين صار "الميل الليبرالي" كخة؟ و "الكتاب من ذوي التوجه الليبرالي" هم كخة؟

موضوع أحمد الديين منفصل منذ مقابلته الشهيرة في "الحركة" والتي سنأتي على ذكرها في الوقت المناسب. لكننا نريد أن نركز على موضوع "التمييز الإيجابي" للأستاذ أبا فهد.. والذي يأتي من منطلق "تكريم" المرأة بالتأكيد.. بالضبط كما كان التمييز ضد حقها بالتصويت والترشيح إيجابياً.. لأنه أكيد يكرم المرأة.. فـ "خلوها تقعد بالبيت".
-
الأستاذ أحمد الذي قال أن من واجب الجمعيات ومؤسسات المجتمع المدني أن تلم بمختلف جوانب الموضوع المعترض عليه، فإنه من واجب الأستاذ أن يلم بما نهى الجمعيات عنه. الأستاذ أحمد عليه أن يقرأ الاتفاقيات التي استند عليها قبل أن يورد أرقامها فقط (وأقصد بذلك الاتفاقية رقم 171 الصادرة في العام 1990 بشأن العمل الليلي والاتفاقية المعدلة رقم 89 بشأن عمل النساء ليلاً) والتي تنص بشكل واضــــــــــــــــــــــــح نافٍ للجهالة أنها تخص العمل الليلي في المنشآت الصناعية.. إلا إن كان النواب ومن لف لفهم يرون أن صالات البلياردو أو مهن كالصحافة أو التداول بالعملات أو الأسهم الغربية (التي عادة ما تستمر لساعات متأخرة من الليل) منشأت صناعية.
-
بل وتنص الاتفاقية 171 في المادة الأولى (يعني ما يحتاج تروح بعيد وتقرأ كل المواد) في البند (أ) أن العمل الليلي هو أي عمل يؤدى لمدة 7 ساعات متواصلة وتشمل من منتصف الليل إلى الخامسة صباحاً. وترى الإتفاقية الثانية الخاصة بالعمل الليلي للنساء ورقمها 89 الصادرة عام 1948 أن العمل الليلي هو ذاك الخاص بالمنشآت الصناعية كالمناجم والمحاجر واستخراج المعادن من باطن الأرض!
-
ولعل من المفارقات هو أوردته المادة السابعة من القانون الأخير، إذ نصت على أنه "يجوز جعل فترة الليل أقصر في البلدان التي يجعل مناخها العمل نهاراً بالغ الإرهاق"! وهذا هو التمييز "الإيجابي" في الكويت وليس ذاك.


نحن لا نكترث لكون هنالك قانون قديم يحمل نفس المعنى أو وجود معان مشابهة في اتفاقيات دولية وافقت عليها الكويت، فذلك حجّة على القانون وليست له.. وحجّة على من يدافع عن القانون من نواب أو كتاب "ذوو توجه غير ليبرالي".. لأنه إن كان موجود فما الداعي لإقراره مرة أخرى؟

وكيف يكون القانون "إيجابي" وهو يحدد موظفين لهم سلطة الضبطية القضائية على المرأة التي تعمل ليلاً وكأنها ترتكب فعلاً فاضحا!! شلون ضبطية قضائية وإيجابي في جملة واحدة؟!؟


نحن اليوم ندافع عن حق المرأة في العمل إن شاء الله الساعة الثالثة فجراً. المرأة التي تريد أن تكرم نفسها فلتجلس ببيتها ببساطة.


وأخيراً، فإن كان القانون موجود أساساً، مالذي يدفع الحكومة إلى عدم ردّه؟ فلتردّه وتقمعه أيضاً لأنه يمس حرية كل مواطنة.


القانون أتى لمنع ما يجري في صالات البلياردو من استغلال للمرأة في العمل ليلاً بأماكن يراها البعض مشبوهة، مما يدعونا للتساؤل، لماذا عمم القانون على كل امرأة.. لماذا لم يصدر قانون بشأن عمل منع المرأة في صالات البلياردو وكفى الله المسلمين شر القتال.. أما أن يعمم القانون على كل نساء الكويت فهذا المرفوض.
-

******************

أخواتي وإخواني، نلتقي يوم الأحد في الساعة السابعة مساءً بالجمعية الثقافية النسائية لنعبّر عن رفضنا لهذا القانون المعيب.. على أمل أن يتحول تجمعنا لاحتفال برّد الحكومة للقانون بجلستها التي ستعقد صباح الأحد. ولمنيبحث للحكومة عن أعذار و يقول أنه من المعيب أن توافق الحكومة على القانون في جلسة مجلس الأمة ثم تردّه نقول أنها ليست أول مرة تفعل ذلك، ولتتحمل تبعات قرارها الخاطيء، كما سيتحمله نواب التحالف الوطني الذين اعتذروا.. الحكومة مو أحسن منهم!

Saturday, June 09, 2007

بومتيح .. والتأزيم المستمر

بومتيح .. والتأزيم المستمر


برز مصطلح "نواب التأزيم" الجديد على الساحة مؤخراً ، وهو يستحق التمعن خاصة مع التضليل الذي يصاحبه. إن محاولة فهم الأحداث منذ اجتماع الأسرة تقضي إلى استنتاج أن القيادة السياسية لا تحبذ التأزيم بالأساس وتعمل على التهدئة ، خاصة وأن الساحة السياسية منذ وفاة الشيخ جابر الأحمد مشتعلة على الدوام ، ولكن تتضح الأمور إذا ما حاولنا فهم الأسباب.ـ

في قضية الدوائر أتت الفرصة للحكومة "مقشرة" لكسب المصداقية وأخذ زمام المبادرة في الإصلاح عن طريق تبني مقترح الخمس دوائر الذي صاغته لجنتها ، ولكن عندما ترك الأمر بيد أحمد الفهد ومحمد شرار والقفز بين خمس وعشر وخمس وعشرين وست وتعديل دستور حدث التأزيم ، وبدلاً من مصارحة الشعب والاعتراف بالتخبط أتى بيان حل المجلس بأن "شوية برتقاليين وزرق تهاوشوا" وهو ضحك على عقول الناس.ـ

وبدلاً من فهم نتائج الانتخابات جيداً ، احتاج الأمر إلى تصعيد آخر حتى يتم استبعاد أحمد الفهد وشرار من التشكيل الحكومي بينما كان من المفروض أن يتم ذلك بشكل بديهي ، ثم أتت الحكومة ووضعت كل ثقلها بانتخاب الخرافي رئيساً متجاهلة الرسائل التي أتت بها الانتخابات من اللافتات والهتافات المناهضة له إلى تدهور وضعه بالدائرة رغم نقل الأصوات الذي قام به ، وهو ما أدى إلى تصعيد شعبي أكثر منه نيابي.ـ

ثم بدأ اسماعيل الشطي يلعب بذيله ، وبدلاً من أن تبادر الحكومة بتصحيح الأوضاع انتظرت حتى أصبحت مطقاقة للكتل ، فالتكتل الشعبي يعزم على استجواب الشطي فتقوم حدس باستجواب أحمد العبدالله لحماية الشطي ، وتشد الحكومة الظهر بحدس وتُطعن منهم بجلسة الاستجواب نفسها ، فتحل الحكومة وماذا تفعل؟ تقوم بتوزير أحد قياديي حدس ... كثر ما تنطق الحكومة كثر ما تقول طقوني بعد.ـ

والآن بدلاً من أن تعترف الحكومة بأن علي الجراح هو آخر من يؤتمن على استرجاع حقوق الكويت من أستاذه علي الخليفة ، وتنزع فتيل الأزمة قبل اشتعالها ، تغامر وتعقد الصفقات السياسية وتخوض الاستجواب.ـ

إذن واضح أن بواعث التأزيم دائماً ما تكون إما غباء الحكومة في التعامل أو ضعفها أو ترك القرار فيها لأشباه أحمد الفهد الذي تمت مكافأته بتوليته جهاز الأمن القومي وإعادته مؤخراً للجنة الأولمبية في الوقت الذي ينادى بإصلاح الرياضة من مخلفاته وتنقيتها منه وإخوانه وقلاقيسه .. وهذا مثال حي على موضوع المقال.ـ

اليوم أعلن وزير الدفاع الأمريكي عدم التجديد لرئيس الأركان بعد أن قرأ الوزير وتوجهات الشارع السياسي والكونغرس المضادة للتجديد على خلفية سياسة رئيس الأركان العسكرية في العراق.

قراءة الشارع ... هذا ما لم يفعله رئيس مجلس الوزراء - أو من بيده القرار - عند تشكيل حكوماته ، هذا ونظامنا يعطي الثقة المسبقة ، بعكس الأنظمة المتقدمة التي تتطلب موافقة البرلمان على الوزير ، وهذه الثقة مسؤولية أخلاقية ينبغي على من يشكل الحكومة أن يكون أهل لها ، لا أن تؤخذ بالسهولة.ـ

ختاماً مشكلتنا ليست في مصطلح نواب التأزيم ، فهم إن وجدوا فذلك لا يعادل مشكلة أن صاحب القرار عندنا باختياراته التأزيمية وتوزيره لتلاميذ علي الخليفة يجعل من نفسه بومتيح مدور الطلايب.ـ


Friday, June 01, 2007

لا يغرك شراع حدس .. تراه سماري

لا يغرك شراع حدس ... تراه سماري



إذن اختارت الحكومة المواجهة من جديد وخوض استجواب وزير النفط ، حيث يبدو أن الوزير وجد له دعم من القيادة السياسية وهذا ما دعاه إلى العدول عن الاستقالة التي كانت حتمية
، أما بيان"الاعتذار" الذي صاغته حدس فهو لزوم المواجهة ، ولا يلام علي الجراح حينما تبدو له الأمور أنها ماشية "بالسليم" عندما يرى حدس وجاسم الخرافي وبعض قلاقيس الحكومة في المجلس إلى جانبه ، ولكن مشكلة الحكومة ورئيسها وعلي الجراح أنهم لا يجيدون قراءة التاريخ وكأنهم جديدون على التعامل مع حدس.

علي الجراح أصبح مثل حدس يكذب ويكذب حتى يصدق كذبته ، إلا أنه هذه المرة يكذب على نفسه ، فكذبتهم هذه المرة أن تصريح الجراح في القبس "غلطة" يتوجب الاعتذار عنها ، ويصم أذنيه عن ما يقوله الكثيرون أن ما قاله الجراح في القبس ليس خطأ ، فالرجل عبر عن قناعاته الشخصية وهو حر في ذلك ، ولكن الخطأ في توزيره بالأساس ووضعه على رأس وزارة وافتراض أنه سيلاحق أستاذه علي الخليفة قضائياً ويسترجع حقوق الدولة منه.

مرة أخرى لعلي الجراح: قيامك بالتعبير عن قناعتك الشخصية ليس خطأ ، بل ربما كان أمراً إيجابياً كون لأول مرة منذ زمن طويل يكون وزير صادق ومنسجم مع نفسه علناً ، ولكن الخطأ هو وجودك في الحكومة وعلى رأس وزارة النفط وأنت تعتبر سارق أموال الدولة أستاذك ومستشارك ، فقص الحق من نفسك وتوكل.

نعرف أنك الآن مستانس وايد بوقوف حدس إلى جانبك وتنام قرير العين وتحلم بصولاتهم وجولاتهم في الدفاع عنك يوم الاستجواب ، كيف لا وهم قاموا - يزاهم الله خير - بصياغة بيان الاعتذار لك ، ولكن لي طلب واحد لا يأخذ منك الكثير ، وأنت تقرأ الآن أسند ظهرك على كرسيك وانظر لسقف الغرفة ثم أغمض عينيك لعشرين ثانية وضع كل الأفكار جانباً إلى أن يصفى بالك .. الآن حاول أن تجيب على السؤال:ـ

بذمتك .. تثق بحدس من اليوم إلى جلسة طرح الثقة؟ .. بذمتك.


كن صادقاً ومنسجماً مع قناعاتك وأنت تجيب على السؤال كما كنت في مقابلة القبس.


الآن افتح عينيك لنذكرك بركوب الاخونجية الموجة البرتقالية ومحاولة اختطافها للتكسب منها ...ـ

وكيف لم يضمنوا جمال الكندري في قائمة مرشحيهم خوفاً من القواعد الانتخابية في الرميثية ...ـ

وكيف "نقزونا" إلى النفس الأخير في انتخابات الرئاسة ...ـ

وكيف توبكوا الأرقام لصالح جاسم الخرافي قبل أن يصوتوا للسعدون حتى لا يحرجوا أمام قواعد نبيها خمس والتكتل الشعبي ...ـ

وكيف خونوا برئيس حكومتك بعد كل التطمينات ووقعوا على طرح الثقة بوزير الصحة ...ـ

وكيف ضحوا بإبن عمك أحمد العبدالله وطرحوا الثقة فيه لحماية ولدهم اسماعيل الشطي ...ـ

وكيف خونوا بتكتل الكتل وقدموا الاستجواب دون تنسيق ...ـ

وكيف ساوموا التكتل الشعبي بأنك عرضت اعتذارك الأول على التكتل قبل نشره طالباً الصفح والغفران .. ولو تفكر فيها .. ترى فيها إهانة لك ...ـ

وكيف يضربون حكومتك الآن عبر تصريحهم بأنهم تلقوا تهديداً منها على خلفية اعتذارك الأول ...ـ

وكيف خونوا بالكويت بكبرها انسجاماً مع توجهات الحزب في معارضة تحريرها ...ـ


وكلها أيام إن شاء الله لنذكرك بكيف خونوا فيك بعد أن صاغوا لك بيان الاعتذار حتى لا يحرجوا هم شعبياً من الدفاع عن تلميذ علي الخليفة.

--------

آخر الموضوع:

محمد الجاسم كتب بأن عليك الاستقالة حفاظاً على كرامتك الشخصية إثر مساومة رئيسك للكتل السياسية على توقيت إقالتك ، أما الآن وقد انتشر خبر صياغة حدس لبيان اعتذارك عن خطأ لم تقم به فنقول لك استقل حفاظاً على ما تبقى من تلك الكرامة.


يكسر فيك ناصر المحمد .. تنبلع ويمون.

يكسرون فيك اخونجية .. والله فشلة.ـ