Saturday, October 21, 2006

"عادت حليمة والعود "أحمد

مع عودة المشهد السياسي لحيويته نهاية هذا الشهر، حيث يبدأ دور الإنعقاد الجديد لمجلس الأمة 30 أكتوبر الجاري، تعود مجدداً الصراعات الموسمية بين النواب والحكومة، والفساد والإصلاح، والخير والشر. إلا أن أحد هذه الصراعات التي قد ترسم بعض ملامح الموسم السياسي القادم بدأت تباشيرها مع صدور صحف صباح اليوم (السبت)، وبالأخص صحيفة الوطن التي فردت مساحة كبيرة على عرض صفحتها الأولى لانتقاد وزارة الداخلية وبالأخص أسلوب إدارتها متمثلة في وزير الداخلية الشيخ جابر المبارك. الموضوع قد يبدوا طبيعياً، خاصة وأن الوطن تتحفنا من فترة لأخرى بإثارة مواضيع فجأة (كموضوع مدارس الرقص الشرقي مثلاً)، إلا أن موضوع اليوم له نكهة خاصة، فهو أحد بوادر صراع مرتقب تشنه أقطاب الفساد القديمة إياها ضد النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، في تحرك ليس بغريب خاصة وأنه كان يمارس داخل مجلس الوزراء حيث كنا نرى وزراء في الحكومة يعملون ضد وزراء آخرون.
-
الصراع الجديد يأتي على خلفية قرار سيصدره النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية والدفاع الشيخ جابر المبارك بإعفاء الشيخ عذبي فهد الأحمد الصباح من منصبه كرئيس لجهاز أمن الدولة، في أعقاب انتقادات عديدة وجهت للأخير أثناء وقبل الإنتخابات حول تحويله لجهاز أمن الدولة لجهاز إلى جهاز إستخباراتي يتدخل في أمور الإنتخابات ويتم تجييره لمصلحة الفساد، وكنا قد أشرنا لهذا في
موضوع سابق.
-
وتشير مصادر ساحة الصفاة بأن قرار إعفاء الشيخ عذبي من المقرر أن يصدر اليوم السبت، أو بعد العيد على أبعد تقدير. وقد تم إبلاغ الشيخ عذبي بإعفاءه، ولم يتلقى هذا الخبر "بروح رياضية"، حيث أوردت مصادر مطلعة للساحة بأن الشيخ عذبي الفهد وأخيه وزير الطاقة السابق أحمد الفهد قد هددا بالهجوم على وزارة الداخلية من خلال نواب إسلاميين وإثارة قضايا ضد الوزارة إعلامياً فيما تمت المصادقة على قرار إعفاء عذبي الفهد من منصبه. وقد أرسل أحمد الفهد وشقيقه عذبي رسالتهم الأولى عبر صفحات الوطن في عدد اليوم لتمهيد الطريق على أمل أن يعقبه هجوم من نواب إسلاميين –على حد تعبير المصادر- على وزير الداخلية والدفاع، معيدين بذلك الأذهان للصراع السابق حول الدوائر بين أحمد الفهد و الشيخ جابر المبارك (رئيس اللجنة الوزارية التي تقدمت بالدوائر الخمس).
-
ونحن إذ نرى بأن وزارة الداخلية ليست بالوزارة المثالية (وقد أشرنا لهذا في
موضوع سابق)، نحيي قرار وزير الداخلية والدفاع الشيخ جابر المبارك بإبعاده لأحد عناصر التأزيم في الوزارة، فكلنا يذكر قضية إعادة نائب رئيس أمن الدولة للعمل قبل الإنتخابات ورفض الشيخ عذبي مزاولته لعمله إلا بعد الإنتخابات كي لا يشهد ما يحيكه جهاز أمن الدولة من تدخلات في الإنتخابات (أثار القضية النواب عادل الصرعاوي وعلي الراشد وأحمد السعدون أثناء الإنتخابات). وبالمقابل فإننا نرى بأن قضية الهجوم على الوزراء، والتي كان يقودها بامتياز أحمد الفهد أثناء وجوده بالوزارة، ستشكل هاجساً مستقبلياً يجعل من المنصب الوزاري طارداً أكثر مما هو عليه. فبات الضرب ليس فوق الحزام فقط من خلال نواب المجلس، بل أصبح تحت الحزام من خلال أشخاص في الجهاز التنفيذي للدولة، بل من إثنان يشغلان مناصب خطيرة تختص بالأمن الوطني وأمن الدولة، مما يدعونا للتساؤل، إذا كان أكبر خطر يهدد كيان دولة –أيا كانت- هو خطر الفتن الداخلية، كيف نستطيع أن نأتمن أمننا الوطني وهو بيد أشخاص يثيرون مثل هذه الفتن الصغيرة لأمورهم الخاصة؟
-
الجدير بالذكر أن إقصاء عذبي الفهد عن منصبه سيعني بأن أحمد الفهد سيضحى دون مخالب يستخدمها في العملية السياسية، فبعد استبعاده من المنصب السياسي استطاع الإستفادة من منصب شقيقه في أمن الدولة بممارسة دوره في معرفة خبايا الأمور. وهاهو الآن يستغل علاقاته السياسية وعلاقات شقيقه عذبي –القريب من التيارات الإسلامية- للنيل من أي خصوم قد يعترضوا طريقه كجابر المبارك.
-
يبدو أن الموسم السياسي القادم لن يخيب الظن، فسيبقى ساخننا بدأت تحركاته تظهر.
-
==================
-
خارج الموضوع: ردود السنعوسي اليوم على ديوان المحاسبة تبدوا كمن يسن سنة خاطئة بالرد على ملاحظات ديوان المحاسبة. فبعد فهد الخنة ومشروع الوسيلة، يظهر لنا محمد السنعوسي ومشاريعه (شوبيز وفيلكا وسليل الجهراء) ويرد على ديوان المحاسبة في بدعة جديدة لكل متعدي على أملاك الدولة.
-
يفترض في وزير محترم، يقدر النظام والقانون، أن ينأى بنفسه بالدخول في سجال مع ديوان المحاسبة، الجهة الرقابية الوحيدة التي لازال "عليها القيمة" في الكويت. يفترض في وزير، يجب أن يكون قدوة للناس في إتباع الأنظمة، أن يعلم بأن ملاحظات ديوان المحاسبة على الجهات الحكومية لها جهات حكومية مختصة ترد عليها، ولا يرد عليها وزير عليه شبهة تعدي على أملاك الدولة عبر الصحف المحلية!
-
لكن الشرهة مو عليك، على رئيسك إن سكت
لك.
-
==================
-
عيدكم مبارك.

Tuesday, October 10, 2006

نعتذر

اعتذار
-
نتقدم نحن كتاب مدونة ساحة الصفاة ونيابة عن مرتاديها وكافة أفراد الشعب الكويتي بالاعتذار إلى جناب الأجل الأمجد الأكرم المكرم الأشيم الأحشم عالي الجاه حميد الشيم الأفخم المحب
-
جاسم محمد عبدالمحسن الخرافي
-
دام بقاءه وأدام الله ظله الوارف
-
على ما بدر منا أو قد يبدر سراً وخفاءً أو جهاراً نهاراً سواء بقصد أو من دون قصد، بشكل مباشر أو حتى بتلميح وذكر مقطع أو حتى حرف من أسمكم الكريم على ألسنتنا الوضيعة القذرة بشيء سلبي أو نقد أو خصومة. فتأكدوا والله أنه من صنع الشيطان وأننا كنا في ضلال. فمثلكم لا يستحق غير التبجيل والإحترام والعصمة. وأنتم من قال فيكم الشاعر:
-
طويل القناة قصير العدات ... ذميم العداة حميد الشيم
فصيح اللسان بديع البنان ... رفيع السنان سريع القلم
يكيل الرجال بأقدارها ... ويرعى البيوتات رعي الحرم*
-
-
وبعد ما تقدم فإننا نرجو ونتوسل من فخامتكم الصفح والمغفرة طالبين رضاك وعفوك، وإن كنا نأمل حبك وعطفك إلا إن كان ليس في خاطرك فإننا نرجو أقلها عدم بغضك وحنقك. فلا يحزننا شيء بقدر أن نرى صفوك معكراً، فلطالما عودتنا على ابتسامتك الساحرة ووجهك الصبوحي.
-
نسألكم أن ترعى بيوتاتنا وتصوننا، وأنت الكريم/الجبار/الباطش/القوي/الخرافي (فعلاً لا اسماً فقط.)
-
نحن السخفاء/السفهاء/الحشرات الوضيعة/ ذاك الصفر على يسار الأرقام، لا نستاهل ديناراً تخرب به بيوتنا، فلا تصرفه (تكفة لا تطلع بوكك) ودعنا نعيش حياتنا السخيفة، واعفو عنا وارحمنا، سواء ارتكبنا شيئا أم لم نرتكب أم حتى فكرنا في أن نرتكب شيء يعكر صفوكم ويقلق راحتكم .. أو حتى لا يقلقها.
-
بتم (دون غيركم) تحكمون أرزاق البلاد والعباد .. ولا نسأل غير رضاكم
-
-
-
*لا شك أن هذا الشاعر الحمار (وانت بكرامة) قد قصر في حقكم. العفو والسموحة.

Monday, October 02, 2006

المصير الواحد


يقول لي صديق قبل أيام "إلى متى نسمع عادت عليكم كل رمضان وبنفس التسجيل القديم منذ الثمانينات؟" لم أقل شيئاً لأني أحب عادت عليكم وذكرياتها ولست متأكداً إن كانت بدايتها في الثمانينات أم قبل ذلك، وأضاف هو "إلى متى نسمع أغاني العيد هي ذاتها الأغاني منذ الستينات والسبعينات.. وفي العيد الوطني هي نفس الأغاني من أوبريتات السبعينات والثمانينات."
هل توقفنا؟ هل انتهت صلاحيتنا؟
موضوع يدعوا للتأمل.
-
-
لنزد على قائمة صديقي ونقول –سياسياً على الأقل- إلى متى نترحم على عبدالله السالم وأيام عبدالله السالم؟
-
ويجرني هذا إلى موضوع تطرق له العديدون، حول مشروع الحكم و مشروع بناء الوطن، وهما مشروعان من الحري بهما أن يكونان مشروعاً واحداً. فالمشروع الأساسي والأول لكل حاكم يجب أن يكون بناء الوطن بغض النظر عن الشخوص التي تحكم أو تطمع بمستقبل الحكم.
لنكن واضحين بالقول بأن وضوح الرؤية لمستقبل الحكم في ماضي الكويت ساعد بالدفع بعجلة التنمية. فكان واضحاً بأن عبدالله السالم سيخلفه صباح السالم ومن ثم جابر الأحمد (والذي كان عمره صغيراً نسبياً يوم تولى ولاية العهد). ذلك ما جعل الحكم يتفرغ للحكم وليس للمماحكات والتنافس على الحكم، والذي للأسف لا يكون عبر تقديم شيء للوطن بقدر ما هو كسب لولاءات شعبية أو ولاءات داخل الأسرة. فبرز خلاف الحكم ما بعد جابر الأحمد مبكراً بين جابر العلي و سعد العبدالله، وحسمت لسعد العبدالله، فبدأ صراع خلافة سعد العبدالله بين سالم الصباح وسمو الأمير الحالي صباح الأحمد. والآن نعيش صراع الحكم ما بعد نواف الأحمد بين العديدين منهم ناصر صباح الأحمد ومحمد صباح السالم وأحمد الفهد وجابر المبارك وناصر المحمد ولعل غيرهم الكثيرون. فهل يملك الأمير القادم مثلاً تصوراً لهذا؟ وهل سيكون شخص بلغ من العمر الكثير، أم شاباً يحمل طموحات البلد معه ويضمن بقاء الخلاف تحت الرماد لفترة طويلة؟
-
إن هذه الخلافات مهما صغرت قد كلفت الكويت الكثير، فنستطيع اليوم القول باي باي لركب التنمية الذي ندوسه بأقدامنا يوماً بعد يوم. فوجود صناع قرار من كبار العمر ذوي التفكير التقليدي من شأنه أن يؤخر إن لم يوقف قطار التنمية (ولا نقصد هنا شخوصاً بعينها بل أسلوب الإدارة). نعيش منذ زمن في وضع ترقيع، ولعل لا ترقيع أخطر مما يحصل الآن في وزارة الطاقة، وهذا هو لب موضوع اليوم.
فما حصل –ويحصل الآن- من إنقطاع للمياه وللكهرباء ليس نتاج إهمال من الوكلاء الخمسة (إلا أن بعضهم قد –وأقول قد- يتحمل المسؤولية)، فما حصل نتاج نهج كويتي صرف في الإدارة اعتمدنا عليه ولا نزال رغم إطلاق شعارات سمجة كإصلاح وفساد و"فتح ملفات". بيد أن الملف الأهم والمطلوب فتحه في الكويت هو ملف الإدارة والحكم.
-
فكما ذكرنا في البداية، صراع الحكم بات هو الأساس في الإدارة واتخاذ القرارات ووزارة الطاقة أفضل مثال لذلك. فقد عانت الوزارة من التعيينات الإنتخابية التي تمت برعاية حكومية مباركة إبان تولي طلال العيار لوزارة الكهرباء والماء (التشكيل الحكومي فبراير 2001 – يوليو 2003)، كما عانت بعد ذلك بتولي أحمد الفهد لوزارة الطاقة حيث لا تزال تروى الأساطير عن التعيينات والترقيات التي جرت وذلك لكسب الولاءات الشخصية والانتخابية. إذن فقطاع الكهرباء والماء في الكويت شهد خمس سنوات من سوء الإدارة مع سبق الإصرار والترصد وبمباركة الحكم (ولا أقول الحكومة) لكسب صراع الأجنحة. فكان أحمد الفهد يلعب لعبته في كسب ولاءات الناس والنواب، وكانت أطراف في الحكم تبسط نفوذها من خلاله. فكان المشروع الأساسي لوزير الطاقة –كمثال- في ذلك الوقت ليس الطاقة، بل الحكم!
فهل نستغرب انقطاع الكهرباء والماء بعد ذلك؟
-
إن مستقبل الحكم مرتبط بمستقبل الوطن، ونحن هنا لا نحمل الحكم المسؤولية وحدها، إلا أنه يتحمل مسؤولية تكريس هذا النهج فعمت الفوضى والفساد لدى حتى أبسط الموظفين.
-
هل يقنعني رئيس مجلس الوزراء أو الجهات العليا أنها لا تعلم من المفسدين في البلدية؟ أو في هيئة الصناعة؟ إذا كانوا هم يساهمون بشكل أو بآخر بصناعة المفسدين في مجلس الأمة، فكيف لا يعلمون بهؤلاء.
إن كانوا يعلمون فهذه رعاية للفساد، وإن كانوا لا يعلمون فلا أرى أنه من الصحيح أن يستمروا في أماكنهم.
الحكم والإدارة تعني الحزم والحسم، وهذا ما نفقده.
-
اليوم كل كويتي "يتحلطم"، إما عن الواسطات أو الرشوة أو حتى الزحمة، ولا أرى شخصياً نور في آخر النفق، فأسلوب الإدارة قائم على "لا تزعل فلان" و على كسب الولاءات لمصالح ليس لها أدنى علاقة بمشروع بناء الوطن، ومن المرشح لهذا الأسلوب أن يستمر.
ولنأخذ أمثلة الأيام الماضية:
- مشاركة وزير الإعلام بجلسة مجلس الوزراء حول مشاريع الـ BOT وهو أحد المتجاوزين للقوانين الخاصة بهذه المشاريع.
- بقاء محمد عبدالله المبارك في منصبه و على رأس عمله فيما يتم التحقيق بتجاوزاته واستغلاله لمنصبه خلال الإنتخابات.
- كنيسة خيطان.. نشيلها.. نحطها.. لا لا.. نشيلها للمزيد من الدراسة! (الموضوع ليس الكنيسة بل وجود قرار).
- الإعلام الخارجي يتبع الخارجية.. لأ يتبع الإعلام.. الخارجية.. الإعلام.. بيحبني.. مابيحبنيش!
-
القائمة تطول... والكويت تدفع يومياً ثمن سوء الإدارة.
-
صديقي، إياه، يحكي لي عن كيف كان الكويتيون يكبرون في المغفور له سالم المبارك بقاؤه مع المحاصرين في القصر الأحمر، بين أبناء شعبه مواجهاً نفس المخاطر والصعوبات. كان هنالك إيمان بالمصير الواحد.
وكلنا سمعنا عن عبدالله السالم، كيف وقف مع شعبه أثناء نقاشات المجلس التأسيسي، وفي الأزمة الدستورية الأولى. ولم نسمع أنه سعى بالحكم لابنه مثلاً أو سعى لكسب ولاءات شعبية أو لدى أطراف كالتجار أو القبائل أو الحركات الدينية، بل شهدت الكويت خلال حكمه طفرة تنموية بنى من خلالها عبدالله السالم وشعبه الوطن وقدم مشروعاً تنمويا لا نزال نعيش على أنقاضه. فمع ازدهار الوطن يزدهر الحكم، لأن مصيرهما واحد.
-
لنتذكر مع مشروعاً تنمويا خلال العشرون عاماً الماضية....
-
-
-
ألا يحق لنا أن نترحم على عبدالله السالم؟
-
عادت عليكم :)